شكلت أميركا والعدو الصهيوني ومن لف لفيفهما على مدى ما يقارب التسع سنوات وأكثر الاساس الارهابي الذي أشعل فتيل الارهاب وامتهن افتعال الازمات وتأجيج الحروب في المنطقة، وذلك بالاعتماد على الارهاب الوهابي والاخواني المصدر بأوامر منهم عبر العديد من الدول الى الداخل السوري والعراقي لتطبيق اجنداتهم الاستعمارية والتدميرية، ومحاولة قطع السلسلة الرابطة بين حلقات محور المقاومة بشكل عام.
وضمن منظومة تكامل الادوار الارهابية بين الولايات المتحدة الاميركية والكيان الاسرائيلي تتصدر الاهداف والاولويات لزرع الارهاب الوهابي الاخواني بأشكاله المختلفة في المنطقة وتتوضح صور الدعم اللامحدود للإرهاب على اختلاف مشاربه ومسمياته سواء تنظيم «داعش» او «جبهة النصرة» الارهابيين ومن على شاكلتهما الاجرامية.
اضافة للمحاولات القذرة لتدمير البنى التحتية في سورية ونهب النفط ومحاولات النيل من صمود السوريين عبر تضييق الخناق على حياة السوريين وممارسة طقوس الارهاب الاقتصادي والصولات والجولات العدوانية المتكررة، تارة عبر الارهاب وتارة عبر الاعتداءات الأميركية الوحشية على المناطق والمدن السورية بالأسلحة المحرمة دولياً، اعلنت واشنطن عن موقفها الواضح بالخوف على الكيان الصهيوني، بعد أن قلب الجيش العربي السوري بالتعاون مع محور المقاومة الموازين في المنطقة وتسلم زمام التصدي لكل ادوات الارهاب الاميركية الصهيونية.
الولايات المتحدة الاميركية تتوهم من خلال تصديرها للارهاب والتعويل على جرائمه انها ستتمكن من قلب المعادلات في المنطقة وتؤسس لمراحل تفكيك حلقات محور المقاومة بحسب اوهامها هي وربيبتها الارهابية اسرائيل، وذلك بعد أن ادرك الكيان الغاصب تعاظم قدرات محور المقاومة، بحيث لم يعد بإمكان العدو الصهيوني مواجهة ذلك المحور بعد تقدمه المتسارع على جميع الاصعدة، فكان لابد من بدائل ارهابية تتلطى خلفها لتحقيق اجنداتها الاستعمارية.
فقد وثقت مشاهد الاحداث في سورية بشكل عام اخفاق الاحتلال رغم ما قام به من دعم للتنظيمات الارهابية لانتشال ادواته في كل خسارة تمنى بها في تحقيق اي شيء ملموس على الارض.. وعلى العكس تماماً فقد قلبت الطاولات على رؤوس ارهابييه في اكثر من مكان على الجغرافيا السورية، وآخر الامثلة هو مشاهد معركة الجنوب السوري الذي خاضها الجيش العربي السوري ضد الارهاب الاسرائيلي هناك، في وقت فيه وقف الكيان الغاصب عاجزاً عن فعل اي شيء لدعم ارهابييه ولملمة تشظيات اندحارهم.
ومنذ البداية فإن عوامل الترهيب والتهديد والعدوان الغاشم التي اعتمدت عليها المنظمات الصهيونية لإقامة الكيان الغاصب على الاراضي العربية باتت تواجه حاليا إشكالية الثقة بها حتى من قبل داعمي الكيان الغاصب، ذلك أن ما تسمى القوة العسكرية الإسرائيلية المزعومة سقطت في اختبارات الميدان في سورية ولبنان سابقا اثناء عدوان تموز 2006 ولم تعد قادرة على تحقيق أي شيء.
وعلى سبيل المثال فقد وردت كلمة «فشل» في التقرير الأولي للجنة فينوغراد التي حققت في نتائج عدوان تموز 2006 ما مجموعه 164 مرة، وكشفت تقارير ايضاً حول دور ما تسمى بـ «الجبهة الداخلية» للاحتلال وأوضاعها خلال الحرب نفسها نقاط تقصير وفشل كثيرة.
وكل تلك المعطيات كانت محور التصريحات للمتزعمين الصهاينة وتحليلات الصحف الصهيونية والذين أجمعوا على انهم تفاجؤوا بالقدرات القتالية العالية التي يتمتع بها محور المقاومة، وهذه المفاجأة تبين بأن طبيعة العدو الإسرائيلي وخوفه الواضح ما يدفعه الى تفعيل تكامل الادوار الارهابية بالتعاون مع اميركا، والى تنفيذ ضربة هنا او هناك.
ولتلك الاسباب وغيرها بدأ الكيان الاسرائيلي بتكثيف اعماله الارهابية ومتابعة تطورات الحرب الارهابية على سورية عن كثب وحدد خلال مراحلها خطوطاً وأجندات تمتد عبر اوهامه التوسعية العدوانية لترسم معها وهم كيانه البائد لا محالة، وتذرع في كل مرة بحجج وأكاذيب لتبرير اعتداءاته على سورية.
والجنوب السوري كان شاهداً على عشرات عمليات الدعم التي قام بها الكيان الاسرائيلي بشكل مباشر او غير مباشر مؤازرة للإرهابيين عبر تطبيبهم في مشافي الكيان المحتل واسنادهم عسكريا ولوجستيا، إضافة لتنفيذ الكيان هجمات ارهابية عبر طيرانه الحربي ضد مواقع سورية لمنع تقدم الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب.
أما اميركا فقد عملت بكل قواها لدعم آفة الارهاب الوهابي الاخواني وبشكل خاص في سورية ظناً منها انها قادرة على تخفيف اعباء الضغط عن حليفها الصهيوني بعد سلسلة هزائمه المتكررة وبعد أن فاحت روائح هزائمه من قلب الميدان السوري.. فكان العنوان الابرز لكل المراحل السابقة واللاحقة ولا سيما في زمن الخريف العربي المشؤوم هو «تفعيل الارهاب» لزعزعة استقرار دول المنطقة وخاصة في دول محور المقاومة.
فقد حشدت أميركا مئات آلاف الارهابيين من كافة انحاء العالم الى داخل سورية وجعلت لهم مواقع ومراكز تدريب وتأهيل وعمدت الى السيطرة على مراكز حدودية وأراض من اجل دعمهم اللوجستي ومدهم بالسلاح والتغطية العسكرية والجوية لعملياتهم الارهابية وقاعدة التنف على سبيل المثال المحتلة أميركياً كانت المرتع الارهابي الاول والمنطلق لسلسلة العمليات الارهابية التي استهدفت مواقع للجيش العربي السوري كمحاولة عقيمة لمنع تقدمه ومتابعة مهامه التحريرية للمدن والبلدات السورية.
الثورة – رصد وتحليل:
التاريخ: الجمعة 17-1-2020
الرقم: 17171