يؤكد تصعيد المجموعات الإرهابية المتواصل في ريفي حلب وإدلب تشبث منظومة الإرهاب بسياسة الهروب الى الخلف، وذلك ليقينها بعدم قدرتها على مواجهة الواقع المرتسم بقواعده ومعادلاته التي أضحت جزءاً لا يتجزأ من أساسيات وثوابت المشهد.
من هذه الزاوية تبدو الخطورة أوضح، ويغدو الذهاب إلى حافة الهاوية أمراً متوقعاً بل وحتمياً في أي لحظة، لاسيما مع وجود استراتيجيات وأجندات معلنة للدول الداعمة للإرهاب، خاصة صاحبة المشاريع الاحتلالية، كالولايات المتحدة والنظام التركي، حيث يطفو التسخين والتفجير ومواصلة العبث والفوضى بعناوين وتفاصيل المشهد كأحد أبرز خيارات الأميركي والتركي لهذه المرحلة وسط اتساع مساحات الطموحات الاستعمارية لكلا الطرفين في المنطقة وخارجها.
المؤكد بحسب التجارب السابقة والكثيرة أن سياسات التصعيد والترهيب بكافة أشكالها وألوانها – عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً – لم تعد تجدي نفعاً لضرب الواقع المرتسم، أو حتى إحداث ثغرة فيه تمكن تلك الأطراف من التسلل لضرب أي من عناوين المشهد سواء أكان ذلك بهدف العودة بالأمور إلى المربع الأول، أو كان ذلك بهدف خلق مساحات جديدة للابتزاز والمساومة والضغط لتحصيل وتحقيق مكتسبات لم تستطع منظومة الإرهاب تحقيقها طيلة سنوات الحرب الماضية.
الذهاب بعيداً في التصعيد قد يشرع الأبواب على مصراعيها على خيارات كارثية لا قدرة لدول وأنظمة الإرهاب على تحمل تبعاتها، بل إن الأمر قد يتجه سريعاً نحو التعجيل في انهيار كل المشاريع الاستعمارية والإرهابية والاحتلالية ليس في سورية فحسب، بل في المنطقة برمتها، خصوصاً وأن الأخيرة لا تزال ترقد على صفيح ساخن في ظل استمرار إدارة ترامب بحماقاتها وعبثها في حوامل الاستقرار الإقليمي والدولي.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 21 – 1 – 2020
رقم العدد : 17173