محاضرة…رجاء العلي..التضليــل اللغــوي والتلاعــــب بالمصطلحـــــات

(المتأمل في الماضي والحاضر يجدُ أنَّ ظاهرة التضليل اللغوي موجودة، وأول من ضللًّ بالألفاظ وتلاعب بها هو إبليس حين سمَّى شجرة الطرد والحرمان بلفظ شجرة الخُّلد وملك لا يبلى) كان هذا محور محاضرة الباحثة رجاء العلي في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص بعنوان (التضليل اللغوي والتلاعب بالمصطلحات) بحضور عدد كبير من النخبة المثقفة سنورد بعض ما جاء فيها:
ما يهدد اللغة العربية في الوقت الحاضر تزايد الاعتماد على المصطلحات الأجنبية والترجمة الحرفية دون الالتفات إلى خطورة المعاني التي تحملها في سياقها اللغوي الأصلي، وتحدث عن هذه الظاهرة الخطيرة أستاذ أصول اللغة في جامعة القاهرة الدكتور عبد الفتاح فتوح قائلاً: (ليست اللغة أداة للتواصل والتعبير والتبليغ والتوضيح، بل أيضاً هي أداة للتمويه والتضليل والتعتيم، ولذلك من الضروري الانتباه إلى هذه الجوانب السلبية بجانب انتباهنا للوظائف الإيجابية).
وتناولت حرب المصطلحات التي نعيشها والتي تتسارع وسائل الإعلام في إزكاء فتيلها وترجمتها وبثها على جناح السرعة باستخدام تقنيات التضليل الكلامي للسيطرة على الرأي العام مثل: استعمال التناقضات الكلامية، والتأويلات الكلامية المموهة، اللفظيات الكلامية الفارغة، وتقنيات الاجتذاب والإغواء والإيحاء، والتلاعب الدلالي للكلام.
وقد ساهمت وسائل الإعلام بالتأسيس لمدرسة تضليل كلامي موجَّه إلى عقول الناس ومشاعرهم بهدف خلق فوضى الأحكام وتشتيت الرأي وهو ما يعرف بفن قيادة النفوس بواسطة التضليل وتوجيه الرأي العام.
وقد نجحت المدرسة التضليلية في بناء وتشكيل أساليب في الخطاب، تعتمد الإيهام بتطبيق مبدأ ونظرية أنَّه من يمتلك الحقيقة.
وأشارت إلى دور الإعلام الغربي وسباقه في فرض المصطلحات، فقد بلغ الاستخدام العشوائي أو المقصود لبعض المصطلحات في وسائل الإعلام حدَّاً كبيراً، بحيث صار يفتقد في كثير من الأحيان إلى التبصر في المعاني التي تحملها ومدى حقيقتها وصدقها وصحتها، دون مراعاة لضرورة الدقة في ترجمة المصطلحات الإعلامية وتوجيهها عبر وسائل الإعلام إلى شرائح واسعة من الجماهير على اختلاف مستوياتهم.
وللأمانة قد لا تكون وسائل الإعلام هي من يقوم بصناعة المصطلحات التي ترددها، وإنما توجد جهات خارجية تقوم بصناعة هذه المصطلحات وتصديرها إلى وسائل إعلامنا العربية والمتلقي العربي يستسلم لها ويرددها وتصبح أمراً واقعاً في قاموسه اللغوي دون الالتفات إلى خطورة المعاني التي تحملها في سياقها اللغوي الأصلي.
وذكرت العلي العديد من نماذج التضليل اللغوي منها:
مصطلح الربيع العربيّ أول من استخدمه البروفسور مارك لاتش عام 2011 في جامعة جورج واشنطن، وينسب أصل هذا المصطلح إلى ثورات أوربية حدثت بين عامي 1789-1884، وأطلق عليها تسمية ربيع الشعوب وهو وصف لظاهرة انتفاضة الشعوب الأوربية في وجه حكامها وواقعة في اللغة العربية.
ومصطلح الشرعية الدولية بدلاً من قانون القوة والتفوق الاقتصادي والعسكري، ومصطلح التسوية السلميّة بدلاً من التفاوض وفق الحقائق التي فرضها السلاح..
أما من يستخدم هذه المصطلحات؟ فقالت: تستخدمها النخب الفاسدة في كل مجالات الحياة للسيطرة على العقل الجمعي، لأنه سهل الانقياد وأدواتهم التهويل والمبالغة واستخدام كل مجالات اللغة من شعر وخطابة وبلاغة وخيال، كما تعتمد على الدعاية وتوظيف بعض العلوم المساندة كالتاريخ وعلم النفس والاجتماع..
سلوى الديب
التاريخ: الأربعاء 22 – 1 – 2020
رقم العدد : 17174

 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً