ثورة أون لاين / أحمد ضوا: لم يعد الكثير من المحللين يجادلون في موضوع انتصار سورية على المؤامرة حيث بات الحديث متى يعلن هذا الانتصار ومن سيعلنه؟. ومن يتابع التركيز الأميركي على سورية في هذه الأونة يجب أن يستنتج على الفور قرب انتصار الشعب السوري على المؤامرة كما ذكرت صحيفة «الواشنطن بوست» الأميركية فالهجوم الأميركي على عدة جبهات محاولة أخيرة ويائسة لتأخير إعلان هذا الانتصار ليس لمنعه واليأس ظاهر في تبريرات الرئيس أوباما أمام اتهامات خصومه بهذا الخصوص. على مايبدو أن إدارة أوباما بقصر النظر الذي تمتعت به طوال الثلاث سنوات الماضية على جميع الأصعدة كانت تعول على سقوط سورية للتعويض عن هزائم بلادها المتتالية في السنوات الماضية ولكن كما يقول المثل العربي «حصاد الحقل لم ينطبق على حساب البيدر» وهي الآن بصدد تلافي تداعيات هزيمة اضافية مدوية على الانتخابات الرئاسية القادمة ومن هنا يمكن فهم ذلك الهجوم الكاسح من المرشحين الجمهوريين للفوز بالكرسي الأبيض على أوباما والهادفة إلى دفعه لتوريط بلاده في مأزق جديد يحمل الكثير من المخاطر الجمة على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة بالدرجة الأولى. وفي جردة سريعة للأشهر التي مرت على «الحرب العالمية متعددة الأوجه على سورية» نكتشف أن التركيز الأميركي كان أقل من غيره المنطلق من دول الاستعمار القديم ولكن مع دحر سورية لهجمات هذه الدول الاستعمارية أوجب على أميركا قيادة المعركة خلافاً لما كانت تريده. ماسبق ذكره هو جزء من كل والخلفية الأهم للهجوم الأميركي الواسع ضد سورية تعود إلى التحرك الصهيوني الإسرائيلي لإطالة أمد الأزمة في سورية في ضوء تشكل قناعة كاملة لدى قادة الكيان الصهيوني باستحالة إسقاطها.
وإن إغفال الإعلام الأميركي الصهيوني الحديث عما تناولته المباحثات الإسرائيلية الأميركية عن الوضع السوري خلال زيارة بنيامين نتنياهو وعدد من مسؤوليه إلى واشنطن هو دليل قاطع على أن هذا الملف كان في جوهر مباحثاتهما كما سربت الصحافة الإسرائيلية التي اعتبر بعض كتابها أن جزءاً كبيراً من تسليط الضوء على قرب عدوان إسرائيلي على إيران عائد للتغطية على مباحثات أوباما ونتنياهو بشأن سياسة البلدين تجاه قرب إعلان سورية الانتصار على المؤامرة وتداعياته في المنطقة والعالم. ومن ضمن الدلائل أيضاً على بشائر هذا الانتصار تلك الحالة الهستيرية لعدد من المسؤولين العرب الذين انفضحت أمور تآمرهم على سورية أمام شعوبهم حيث هم هائمون من باب لآخر ومن دولة إلى أخرى مستجدين التدخل في شؤون سورية الداخلية. وهنا يبرز رئيس وزراء ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم كقائد لهذه الاوركسترا الهستيرية حيث لايكاد يحط رحاله في دولة إلا ينتقل إلى أخرى فارداً دولاراته وإمكانياته أمام قادتها لمساعدته وأمثاله على إسقاط سورية. ولايختلف عنه نظيره السعودي صاحب امتياز «تسليح المعارضة السورية فكرة رائعة» الذي لاتسمح له صحته وحالته بالسفر المتواصل حيث لايكف عن تكرار دعوته لتسليح المعارضة السورية بغية إراقة المزيد من الدم السوري. إن الكثير ممن تآمر على الشعب السوري سيكونون قريباً أمام انتصار هذا الشعب المدوي وكلام «واشنطن بوست» بدأ يتردد على لسان العقلاء في عدد من عواصم العالم وفي مقدمتها موسكو وبكين وباريس ولندن وطهران ونيويورك أيضاً.
المصدر:الثورة