ترجمة لوعد بلفور

 

 

 

تتسارع عجلة التآمر الأميركي الصهيوني بمساعدة بعض الأنظمة المستعربة لتصفية القضية الفلسطينية، وشرعنة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر إعلان حاكم البيت الأبيض دونالد ترامب ما يسمى بخطة (صفقة القرن)، والتي هي في حقيقة الأمر ليست جريمة بحق فلسطين وحسب، بل مشروع متكامل لقتل مطالب شعبها وحقوقه المشروعة وإجهاض قضيته، ومرحلة كارثية على أجياله القادمة.
فالخطة الأميركية مؤامرة قديمة جديدة، هدفها شطب الحقوق العادلة والوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، ولهذا جاءت ترجمة حرفية لوعد بلفور المشؤوم، كما أنها فكرة إسرائيلية ترمي لإفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها وتقزيمها، وحصرها بما يخص المشكلتين السكانية والاقتصادية، بينما هي قضية حياة ووجود للفلسطينيين الذين ما انفكوا عن النضال طيلة عقود مضت لاستعادة حقوقهم المغتصبة.
خطة ترامب الاستعمارية أيضاً جاءت استكمالاً لتبنيه مواقف كيان الاحتلال الغاصب والمجرم، وأهدافه الاستيطانية والعنصرية، ولم يترك المجال للفلسطينيين للتعاطي الإيجابي مع أي بند من بنودها، ولهذا أعدها بمعزل عن المجتمع الدولي ومبادئ الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، الأمر الذي يفتح بذلك صفحة جديدة في سجل تمرد سياسات الدول الكبرى على المواثيق الدولية وخروجها السافر على هذه المواثيق.
صفقة ترامب التصفوية تفتقد لأي مصداقية سياسية، وتسقط الثوابت التاريخية والوجودية والجغرافية للفلسطينيين، وتخدم فقط مشاريع الاحتلال التوسعية على حساب كرامة الفلسطينيين وحقهم في العيش بسلام، وتحمل في طياتها غايات أخرى تخدم مستقبل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة، في الوقت الذي يريد حاكم البيت الأبيض توظيفها لكسب المزيد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية المقبلة ونيل دعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
ولهذا بات ضرورياً مواجهة خطة ترامب العدوانية، واتخاذ موقف عربي موحد لوأد ذاك المشروع الاستعماري، الذي يحرم الفلسطينيين أي فرصة لإقامة دولتهم المستقلة، والتأكيد على أن ما يفعله ترامب ليس جديداً على السياسة الأميركية، بل يأتي امتداداً لسياسات متراكمة تدفع إلى استكمال ما فرضته مؤامرة أوسلو عام 1993 من واقع سياسي واستيطاني، حققت عبره إسرائيل إنجازات على حساب حقوق الفلسطينيين المعترف بها دولياً.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com

 

التاريخ: الخميس 30 – 1 – 2020
رقم العدد : 17181

 

آخر الأخبار
خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني