في مشهد لاستعراض القوة والبلطجة والازدراء العلني للقانون الدولي ومعه قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، صفق الإرهابيان ترامب ونتنياهو لبعضهما في البيت الأبيض، وهما يتحدثان عن مصير شعب بالكامل، تاريخه متجذر بأرض فلسطين العربية، منذ آلاف السنين، ولا يمكن لأي قوة طارئة على هذه الأرض مهما بلغت من الإرهاب والجبروت أن تسلبه حقوقه المشروعة.
ودون أن يشاركهما فلسطيني واحد، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب العنان لأوهامه الصهيونية، التي يبني عليها أحلاماً سياسية في القادم من الأسابيع والشهور، وربما السنوات، فيما إذا نجى من إجراءات العزل المستمرة ضده في الكونغرس، وكأنه في مزاد علني يريد أن يسوّق لبضاعته الكاسدة والفاسدة، إلا على رئيس حكومة العدو الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو، الذي راحت مخيلته العفنة ترفرف بجناحي خرافاته البائدة، التي لا أساس لها ولا وجود في الأرض العربية.
وتحت وطأة فائض القوة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأميركية، أخطأ مرة ثانية وثالثة تاجر العقارات ترامب، بتقديراته للحقوق العربية التي لا تشوبها شائبة، وذلك لأن العرب سواء أكانوا في سورية أم فلسطين أم لبنان، لم ينتظروا من يعيد لهم حقوقهم، أو يرسم لهم مصيرهم ومستقبلهم، فهم قادرون على استرجاع كامل حقوقهم وتحرير أرضهم من رجس الاحتلال والإرهاب الصهيوني، ولديهم كافة الوسائل والإمكانات، وهزيمة العدو من جنوب لبنان في 25 أيار عام 2000 تحت ضربات المقاومة شاهد حي في ذاكرة الأجيال العربية.
ومن يستعرض تخبط واشنطن في تعاملها مع القضايا الدولية العالقة، يلاحظ دون أدنى شك أن رأس الإدارة وموجهها تاجر لا يفهم إلا بكيفية جني الأموال، ولذلك لم يستوعب ثقافة المقاربات السياسية والعسكرية المستجدة على الساحة الدولية، مع الحضور القوي لروسيا في ساحة الحرب على الإرهاب في سورية إلى جانب الجيش العربي السوري ومحور المقاومة، الأمر الذي لا يسمح لا لترامب ولا لغيره أن ينفرد بحل قضية بحجم القضية الفلسطينية، ومهما أعلن من صفقات أو ارتكب من حماقات، لن يسمح له بهذا الأمر، وهو ما أكدته موسكو فور إعلان ترامب لصفقته الخاسرة، ومعها الكثير من الدول المحبة للسلام.
راغب العطية
التاريخ: الخميس 30 – 1 – 2020
رقم العدد : 17181