في سوق الغابة ينضب المزاد ويعود المنادي يعرض البضاعة ليفتتح المزاد الجديد. ظنوا سورية غابة، أخفق مزادهم الأول، وتحررت أغلب الأراضي السورية، وحلب الغالية ازدانت بألوان الفرح، لم تَرُق لهم هزيمتهم، تجمعوا في إدلب واستعصوا.
نصبوا المزاد ثانية، النصرة وأتباعهم ومن في زمرتهم، تكاثرت الأقدام الهمجية، تنافست الأسعار، وبدأ تعكير الهواء، ونبش التراب تحت الأقدام، يحاولون تغيير معالم الحياة، ويتمادون في تكفير الآخرين، دون أخلاق أو قيم.
عملوا على تغييب أسماء من انحنى التاريخ لجلالهم، تطاولوا على أرض الأنبياء، هتكوا ألق التاريخ، مزقوا أستار الدنيا، عملوا على جعل الأرض ركاماً، في سوق الغابة لم يكفهم انطفاء نور العيون المقفلة، فقؤوا العيون الرائية، زمن الحصار والتجويع.
أعملوا خناجرهم في العقول التي تراهم على حقيقتهم، فتحوا أبواب جهنم كأنهم زبانيتها ليلقوا بآثامهم المشتعلة على رجال لوحت الشمس جباههم، فشابهت سنابل القمح أوان الحصاد، والزنود السمر ما زالت تقبض على الزناد توجه الحمم للفجار.
من مصنع الأبطال انطلق الرجال، فالهوى الدمشقي يسري بالقرار، ومن خلود الفرات، والعاصي واليرموك، يبحر الأبطال مع النوارس البيض، فينهمر المالح ليصب في حلب وإدلب، آتون لنطفئ الأتون في عيون المخربين.
لا يمكن لليل إلا أن ينجلي، ولا بد للقيد إلا أن ينكسر، والمعري أستاذ جاك بيرك و دانتي وملهم الكوميديا الإلهية، المعري يشرئب اليوم تحت العلم زمردي العينين الخضراوين.
انتصر الجيش العربي السوري.. وطن.. شرف.. إخلاص..
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 30 – 1 – 2020
رقم العدد : 17181