رسموا لحيواتهم درب المقاومة والشهادة فكانت لهم إكليل عزة وفخار، وآمنوا بأن الحق والنصر حليفهم فاستعدوا لمواجهة الطغاة والإرهاب بما استطاعوا من قوة ومن إيمان وعزيمة بأن التاريخ سيخط في سفره بطولات وتضحيات تحكي عن عزيمة لاتلين وبأس لايقهر.
فذكر الشهداء كما قال جواد ترك آبادي سفير إيران في دمشق هو ذكر معطر لأنهم يرسمون الدرب لكل من يتبعهم، وهو درب العزة والانتصار ودرب الرفعة ليس لأوطانهم وإخوانهم وأبناء بلدهم فحسب، بل لكل البشر.
فالشهيد في أي بقعة من الأرض هو شهيد الحق ويستحق أن يحتفى به، والاحتفاء بالشهيد القائد قاسم سليماني ورفاقه والشهيد أبو مهدي المهندس وشهداء المقاومة إنما يدل على لقائنا على دروب الحق والمقاومة التي تنتصر يوما بعد يوم وخصوصا في سورية الخط الأول من جبهة المقاومة، مايؤكد أننا سنستمر وسوف نحقق مانصبو إليه وما تصبو إليه الإنسانية.
وأكد على استمرار محور المقاومة في الصمود بوجه محاولات الأعداء لتمرير «صفقة القرن» التي لن تمر، ولن تحقق إدارة ترامب مشروعها بوضع تاريخ جديد لهذه الأمة، بل تزداد المقاومة وتشتد في وجه الطغاة ومطامعهم الاستعمارية.
وفي الملتقى الشعري الذي أقامته المستشارية الثقافية للسفارة الإيرانية بدمشق بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب تحت عنوان «تحية إلى الشهيد القائد قاسم سليماني ورفاقه الشهيد أبو مهدي المهندس وشهداء المقاومة» في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، بين مالك صقور رئيس اتحاد الكتاب العرب أن الشهداء مصابيح مضيئة تزين صدر السموات السبع، والشهداء قناديل متلألئة تنير لنا الأرض اليباس وتطهر أرض سورية المقدسة من رجس التكفير والإرهاب والمرتزقة..
نحيي ذكرى الشهيد الفريق قاسم سليماني البطل المغوار الذي ارتقى شهيدا ورفيقه أبي مهدي المهندس ورفاق المقاومة لما قدموه من فداء وكرم وتضحية يفوق كل سخاء وأعظم من كل تضحية.
وأضاف: علاقتنا في سورية مع الشعب الإيراني قديمة جدا، وتفاعل الحضارتين العربية والفارسية هو تفاعل مثمر، هذا ويتزامن الاحتفال بالشهداء بحدثين كبيرين، ذكرى عودة الإمام آية الله الخميني وانتصار الثورة وانتصارات الجيش العربي السوري الذي اجترح المعجزات، وسجل الأساطير وهو يطهر تراب سورية من آخر بؤر الإرهاب في ريف إدلب.
وفي الملتقى الشعري كانت القلوب تفيض حزنا على الشهداء الأبرار ولسان حال كل واحد منهم يقول عهدا ويقينا أن المقاومة لن تهزم، لقاء بحجم وطن وحجم دم معتق بالطهر، لقاء هو ميثاق جديد ووعد حر أن لااستكانة ولاراحة إلا بطرد كل معتد وكل من تسول له نفسه الآثمة بتدنيس طهر تراب الأوطان، شعراء جاؤوا يوجهون تحية المحبة والإكبار لشهداء الوطن، شهداء العزة والوفاء.
محمود حبيب: أطيب المواسم من حدائق قاسم
ودع الشام «قاسم» وهو يدري..
أن تحت الرماد غدرا خفيا
باتصال نادى أخاه «أبا مهدي»..
تمهل لاتسرعن إليا
غير أن الفتى «المهندس» وافه..
ليستقبل العزيز الأبيا
طائرات الحقد الدفين ومنذ الصبح..
كانت تغزو الفضاء عويا
هي أفعى بألف جلد ولون..
وأخيرا تقمصت» داعشيا
قبح الله هذه الأمريكا..
والذي في ظلالها يتفيا
رحم الله قاسما وعمادا..
وحمى الله حشدنا الشعبيا
أيها «القاسم» العظيم وداعا..
وسيبقى حميد ذكرك حيا
محمد حسن حسن: بيضت وجه الشرق
ياابن الأئمة، كل قول قاصر..
في مرتقاك، وما ادخرنا سلما
دمك الأجل، وبقعة وسدتها..
نوران، لايشكو محبهما ظما
وكأن زينبك البهية جسدت..
في الله فاطمة البتول، ومريما
قتلتك أمريكا، فكيف ستتقي..
موتا بحدي ذي الفقار، محتما
لاتعجبن فإن كف يزيدهم..
أعطت «ترمبا» رمحها، فتسلما
بيضت وجه الشرق ياخامنئي..
لما رميت، فثن وارم الأرقما
فدماء قاسم لاتحجب، فهاتها..
ياذا القرار، فظلم أمريكا طمى
ومهندس الجلى «أبو مهديها»..
مازال فوق الرافدين، محوما
والقابضون على شعاع دمائهم..
فتحوا لإسرائيل قبرا مظلما
فإذا استحر الموت، أذن في الورى..
حسن وحزب الله يجريها دما
وهنالك «الأنصار» في يمن العلى..
لن يتركوا لبني سعود، معلما
أمير السماوي: تاج من نور
وها دمشق تباهت أنها سكرت..
من نخب كأسيكما واستفتحت رشدا
مهندس والسليماني ومن سبقوا..
واللاحقون تنادوا خلفهم رفدا
أراهما يوقظان البحر مذ جفلت..
أمواجه في سراب حاله زبدا
ها شعلة الشهداء الآن وارفة..
قد أثمرت ألقا كي تستضيء مدى
قم قاسم سليماني لتشهدها..
خصالك البيض ألقت نورها مددا
قم ياشهيد كما الفينيق محتفيا..
هذي الشهادة لاتعني لنا بددا
قيل البطولات قد أفصحتها فغدت..
تحكي بأنك قد أبليتها جسدا
واهنأ بأنك نلت الوعد حيث به..
نور لتمشي به فاهنأ به رغدا
قحطان بيرقدار: الدم الإمام
فذاك دم، فذاك دم إمام..
وليس وراءه إلا الإمام
وليس أمامه إلا بياض..
إلهي يخف به الحمام
وعن جنبيه إن أوتيت كشفا..
ملائكة لمقدمه استقاموا
فسر معه تلق النور وحيا..
سماويا، وينقشع الغمام
هو الحادي، هو الفادي، ينادي..
من الملكوت أنا لانضام
وأنا ثابتون جبال حق..
عليها كم تكسرت السهام
فإن كان الحمام لنا مصيرا..
ففي سبل الفدا طاب الحمام
وائل عباس عيسى: الراية
أجلّ على الشهادة نائليها..
وأكبر عند نزلتها الفديا
سليماني أبو مهدي وفيض..
لهم في كل معترك مضيا
وكلهم سليماني وإني..
أنادي باسمه عن جانبيا
سليماني أدل على وفاء..
وأكبر من مقولتنا كميا
وأشمل في العبارة من نصوص..
وأكرم حين نذكر حاتميا
وأوسغ بين سماعين صدرا..
وأوقع حين يشهر سمهريا
تكلل اسمه بالمجد حتى..
تجلى الصبح نورا سرمديا
يد بيد وأيام وتمضي..
وترجع للمدى حقا جليا
وزحف كالهدير وقاب قوس..
ونطوي عابري الحي طيا
حسن أحمد حسن: لاننحني إلا لرب العالم
إن غيبوا جسد الكمي فنهجه..
باق يؤرقهم بفيض تشاؤم
فالنصر مقرون به وبجنده..
ولسوف يبقى رعبه بتعاظم
وليعلم الشذاذ أن حسابنا..
سيظل مفتوحا لكل مقاوم
طهران هذي دمشق ترثي قاسما..
ومعا نمهد لانتصارقادم
فهنا رجال لايهابون الردى..
بقيادة الأسد الهصور الضيغم
ياأمة الإيمان قري خاطرا..
وتجهزي للنصر آت واسلمي
هيلانة عطالله: دم على فجر المطار
«فيروسة» قد سيروها في الفضا..
جبنا وكان الغدر فيهم ديدنا
إنا خبرناهم بساحات الوغى..
رجفا ومن وهن العناكب أوهنا
فالغيلة الرعناء من شرعاتهم..
وبسالةالفرسان من شرعاتنا
هو قاسم عبر الفضاء بمهجة..
ماشابهت إلا النفير المعلنا
كاللازورد بكوكب حطت به..
رؤيا الجنان فراح ينضح بالسنا
أحنى له فجر المطارمهابة..
وهو الذي في الساح يوما ماانحنى
الأرض واقفة على جسر الدما..
مذهولة قد ودعت فيه المنى
حسين جمعة: رمز عزتنا
هاقد أتاهم أباة زانهم شرف..
شادوا المكارم رادوها بما فعلوا
خطوا لمجد تعالى في مصاولة..
نصرا نبيلا سداة الحزم والأمل
أطل قاسم في أبهى حمائله..
يمتاز سمتا هداه الحلم والمثل
صان الأمانة لم يركع لعاصفة..
حاز الشهامة نبراسا له حلل
صار الشهيد فأضحى رمز أمتنا..
وبات نورا وإرثا ماله أجل
غدا الضمير لأجيال مقاومة..
تبكيه فخرا بما جادت به المقل
إن كان قتل تراءى غيلة فجرت..
فهو المذاق لشهد طعمه العسل
يحيى محي الدين: بعض الوفاء
ياقاسم الروح في العراق ماعثرت..
إلا على روحها فكيف تستتر
مرت على مرقد الإيمان صورته..
قال المدى خاشعا ياليتني صور
ياهدهد الليل في أوجاعك التأمت..
تلك الوصايا التي في غيمها مطر
إن كان للنصر صوت في قصائدنا..
فالقدس أسماؤنا والسمع والبصر
والشام تحكي لياسمينها والربى..
تعلي تباشيرنا حينا وتفتخر
رممت قافيتي وكم سأكتبها..
بعض الوفاء لمن في جرحنا عبروا
تكريم
وفي نهاية الملتقى الشعري كرم مالك صقور رئيس اتحاد الكتاب العرب وجواد ترك آبادي سفير إيران في سورية الشعراء المشاركين وقدما لهم دروعا تكريمية لمشاركتهم في ملتقى «تحية إلى الشهيد القائد قاسم سليماني ورفاقه الشهيد أبو مهدي المهندس وشهداء المقاومة».
التاريخ: الثلاثاء 4-2-2020
الرقم: 17184