لا يختلف وباء «كورونا» الذي أصبح يهدد جميع دول العالم باعتراف منظمة الصحة العالمية، عن وباء الإرهاب التكفيري، إلا من حيث أن الأخير ينتشر بشكل منظم ووفق خطط محددة، تضعها دول، وحكومات، ومؤسسات تابعة لها، مختصة في حياكة المؤامرات وبثّ الفوضى وإشعال الحروب في دول بعينها، لحسابات تصبّ بمجملها لمصلحة الكيان الصهيوني، المؤسس الأول للإرهاب في التاريخ.
وبينما راحت العديد من الدول تبدي استعدادها الوقوف إلى جانب الصين في معركتها ضد فيروس كورونا، وبدعم منقطع النظير من منظمة الأمم المتحدة وجميع مؤسساتها المعنية، مع العلم أن الصينيين لديهم الإمكانيات البشرية والمادية لاحتواء هذا المرض القاتل، ولم يطلبوا المساعدة من أحد، ولديهم القدرة على القضاء على هذا الفيروس بمجرد التوصل إلى اللقاح المناسب له، وهو ما تعمل عليه المؤسسات العلمية والطبية الصينية.
بالمقابل نرى ذات الدول ومعها دول أخرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والنظام التركي تمعن بدعم الإرهاب وبممارساتها العدوانية ضد سورية بشكل متزايد، تناغماً مع الأفعال الإجرامية الخارجة على القانون الدولي لحكومة أردوغان.
وتواصل واشنطن وأنقرة بشكل منسّق أفعالهما العدوانية في الأراضي السورية، من خلال دعمهما المباشر لتنظيمي داعش والنصرة، اللذين صدرت بحقهما قرارات من مجلس الأمن الدولي، تؤكد وجوب محاربتهما والقضاء عليهما.
ويبقى على المجتمع الدولي الذي شمّر عن ساعديه، لمساعدة الدولة الصينية في القضاء على فيروس «كورونا»، أن يبدي ذات الاهتمام فيما يخص تطهير الأراضي السورية من سرطان الإرهاب، وأن ينتصر للقانون الدولي والشرعية الأممية، اللذين تنتهكهما إدارة ترامب وحكومة أردوغان جهاراً نهاراً في سورية، وعليه أن يضع حدّاً لهذه الأفعال التي تضع الاستقرار العالمي على حافة الهاوية.
راغب العطية
التاريخ: الخميس 13-2-2020
الرقم: 17192