النفي .. والإبادة

النفي هو المرحلة الأولى من الإبادة.. لا أعني النفي الجغرافي فقط، النفي الجغرافي يعني أن يجرد الإنسان من حقه في الحياة في وطنه.. هذا شكل من أشكال النفي مؤطر ويأتي أحياناً كحكم تمارسه بعض القوى المتسلطة الغاشمة.. أكثر من يمارسه اليوم هو اسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني.. وتهدد به الولايات المتحدة بالنسبة لذوي المنشأ غير الأميركي!! علماً أنه بالواقع الراهن في الولايات المتحدة.. إذا جاز لسلطة أن تنفي من هم من غير الأصول الأميركية ربما لا يبقى فيها إلا القليل من السكان..
لاحظ هنا تشابه أساس النفي بين الولايات المتحدة واسرائيل.. فالنفي يقع من سلطات القادمين من الغرباء.. على أبناء الأرض..!!
النفي عموماً يبدأ من نفي الحق في الحياة بمعناها الكامل.. فيكون جزئياً (السجن وتقييد الحرية) أو كلياً كما في الإبعاد القسري.. أي النفي الجغرافي.. ضمير النفي في الحالتين إنكار حق الآخر في الوجود والحياة والحرية ..
بالتالي.. فإن النفي يمارس بصور مختلفة وعلى مستويات متعددة، أسوؤها الإبعاد عن الأرض أو الوطن قسراً.. وهي قرينة أكيدة على نيات الإبادة.
القضية ببساطة تبتعد.. أو تُذبح..
هذه الصورة المبسطة للكراهية العميقة تتحول إلى إعدام حق الحياة إن استفحلت القوة الغاشمة وسمحت ظروفها.. وكي يكون الإجراء كلي التأثير ممنوع الرد تتحول نية القتل إلى قتل جماعي يوظف في ميادين السيطرة والاستبداد..
في التاريخ قصص متعددة للإبادة.. لقد تأثرت المحاولة العثمانية لإبادة الأرمن وغيرهم كثر نسبياً.. بمعنى تأثر ضرورة الكشف عنها والنشر حولها وإدانتها.. بقوة الإعلام والإدانة للمحرقة النازية.. اسرائيل بالذات رغبت في أن تغطي بالمحرقة المزعومة كل محاولات الإبادة الأخرى، ولا سيما محاولتها هي في نفي الشعب الفلسطيني كمقدمة أكيدة لضمير الإبادة..
لقد وقفت اسرائيل دائماً مع كل أنظمة النفي والفصل العنصري والإبادة الجزئية أو الكلية..
اليوم يذكر الموقف السوري المسجل بقرار لمجلس الشعب بالإقرار بجريمة إبادة الأرمن وغيرهم من أقوام أخرى.. بضرورة إماطة اللثام عن كل تفاصيل ما ارتكبته السلطة العثمانية وغيرها من سلطات غاشمة ومتجبرة، من جرائم النفي الفردي والجماعي كضمير يؤهل صاحبه للتفكير بالإبادة العنصرية..
أسعد عبود

As.abboud@gmail.com

 

التاريخ: الخميس 20 – 2 – 2020
رقم العدد : 17197

 

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية