حروب وانقلابات واغتيالات، واحتضان شخصيات سياسية مشبوهة، إضافة إلى نشر عشرات آلاف الجنود الأميركيين في مناطق مختلفة بالعالم، هذا ما فعلته الإدارات الأميركية السابقة، وتواصل الإدارة الحالية السلوك ذاته، وهو ما أكده تقرير لموقع ريبونسبل ستيت كرافت التحليلي الأميركي، موضحاً أن الولايات المتحدة تعيش حالة من الحروب الدائمة في مناطق مختلفة من العالم من دون علم الشعب الأميركي، بينما يعمل القادة العسكريون على عزل الأميركان عن الأخبار بشأن الخسائر والتكاليف والمصائب والجرائم التي ترتكب تحت مسمى الحرب على الإرهاب.
وذكر التقرير أنه وعلى الرغم من أن الولايات تعيش حالة دائمة من الحروب المتكررة في الخارج، لكنها في الداخل وبالنسبة لمعظم الأميركيين هي حالة غريبة من عدم الحرب في معظم الأوقات، فهي تجري حرفياً بعيداً من الأنظار وإلى حد كبير بعيداً من مشاغل البال بالنسبة لهم وفي الوقت نفسه، فإن أي إدارة في السلطة تؤكد لهم أن اهتمامهم ليس مطلوباً، ولا يتم طلب الموافقة عليه، لذلك يواصل الأميركان حياتهم والإدارات المتعاقبة تقتل باسمهم.
وأضاف: إن الحرب دون عواقب وخيمة تشكل لغزاً في الديمقراطية التمثيلية، يجب أن تتطلب الحرب من الشعب موافقة مستنيرة، وكذلك تعبئتها المتضافرة، لكن يبدو أن الموافقة شيء لم يعد قادة أميركا يرغبون فيه أو يحتاجون إليه، وبوجود جيش من كل المتطوعين، ليست هناك حاجة للتعبئة بين أبناء الشعب.
وتابع التقرير أن الجيش الأميركي بالنسبة للناس في داخل البلاد لا يمثل سوى فيلق أجنبي مفصول عنهم يتم نشره عالمياً ولا يعني شيئا للأميركيين العاديين، ولا يزال هذا صحيحاً حتى اليوم في بلد يعاني معظم مواطنيه من الطلاق عن أنفسهم وعائلاتهم بسبب الخدمة العسكرية وبسبب النتائج البشعة لتلك الحروب في أفغانستان والعراق والصومال وفي أماكن أخرى عبر الشرق الاوسط وشمال إفريقيا.
وأشار التقرير إلى أن إدارة ترامب تقوم بعسكرة المجتمع ويفتخر بإنفاق ترليونات الدولارات على الحروب والأسلحة، واغتيال الزعماء الأجانب، واحتضان شخصيات سياسية مشبوهة لشن الانقلابات، لكن العجيب في كل ذلك هو التصفيق حتى مع نشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط من أعضاء الحزبين السياسيين اللذين يفترض أنهما يمثلان مصالح الشعب والذين يفترض أن يعارضا ذلك لا أن يدعما تلك الحروب.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأثنين 2 – 3 – 2020
رقم العدد : 17206