السراب

 مع بلوغ عدوان النظام التركي الإرهابي على سورية ذروته، يدفع اللص أردوغان المنطقة إلى منعطف خطير ونتائج لا تحمد عقباها، ويقطع آخر الحبال الدبلوماسية التي شُدت فيها أحزمة مباحثات آستنة وسوتشي، كما يلغي الاتفاقات التي توصل إليها مع روسيا وإيران اللتين ما زالتا تحاولان جاهدتين تجنيب المنطقة أي عواقب يتسبب فيها العثماني المتهور.
أردوغان الذي استجدى مراراً مساعدة الناتو وتوهم الدعم الجوي من واشنطن، سوف تتقطع به السبل، ولاسيما بعد تصريح وزير الحرب الأميركي مارك إسبر الذي صدمه بالقول: إن بلاده لن تقدم ذاك الدعم لتركيا، وبالتالي فعدوانه الوحشي سينقلب وبالاً عليه، وأن ما يسمى (درع الربيع) سيصبح شتاء قارساً ينخر ضلوع قواته، وصقيعاً يلسع وجهه المعفر بالهزائم والانكسارات.
فأميركا قد تحرض رئيس النظام التركي، أو تلعب بعقله المريض، وتعلل ذهنه المتعفن بنتائج يتوهمها، لكنها من الصعب أن تزج نفسها بمغامرة ستكون فيها خاسرة أمام الشركاء الذين يحاربون الإرهاب، ويرمون لقطع دابره عن بكرة أبيه، ولهذا ما تدفع إليه الولايات المتحدة وتريده، لن يخدم سياسة المتهور العثماني، بل تضعه في موقف حرج وسوف يعجز عن تجاوزه أو إصلاحه ما دام حياً.
لم يقتنع نظام أردوغان بأن مراهنته على الإرهابيين أخفقت، وأن وجود أولئك في بعض المناطق والمدن السورية مسألة وقت فقط، وأن تفكيره بإنشاء ما يسمى المنطقة الآمنة التي يتحدث عنها كلما لاحت له الفرصة، سيبقى مجرد سراب يعبث بأعصابه، ويحرك فيه نزعة التوسع ورغبة السيطرة على أراضي الغير، لكنه لن يرى النور.
سورية مصممة على اجتثاث جذور المرتزقة التكفيريين، وهي لم تقدم كل تلك التضحيات خلال سنوات الحرب التي فرضت عليها، حتى تتخلى بالنهاية عن مبدئها الثابت في مواصلة القضاء على الحثالات السعودية والتركية والقطرية والأميركية والصهيونية وغيرها، ومنذ اليوم الأول لتلك الحرب مصرّة على إعادة الأمن والأمان لربوعها، ومتمسكة بتحرير كل شبر من ترابها الوطني.
النهج العدواني لنظام أردوغان، ودعمه المستمر للعصابات الإرهابية، فيما لو استمر على هذا المنوال، سوف يخلف المزيد من الدمار والخراب، ليس لسورية وحسب، بل للمنطقة والعالم ولاسيما أن جرائمه تطول العراق وليبيا، ولا أحد يعلم أين يحط فيه رحال العدوان والأطماع العثمانية.

حسين صقر
التاريخ: الخميس 5-3-2020
الرقم: 17209

آخر الأخبار
تجارة المياه المربحة...  بعد يوم واحد على السماح 115 طلباً لتراخيص إنشاء معامل فلترة وتعبئة مياه معد... تشديد الرقابة على صناعة المرطبات في "حسياء "فريد المذهان"... "قيصر" يستحق التكريم القبض على مجموعة خارجة عن القانون في درعا قسم النسائية في مستشفى الجولان بالخدمة جيلٌ كُسرت طفولته.. عمالة الأطفال في سوريا بعد الحرب "سينما من أجل السّلام".. مبادرة الوفاء لحلب جيلٌ كُسرت طفولته.. عمالة الأطفال في سوريا بعد الحرب بعد أن عدت إلى دمشق.. درعا.. منح مالية لمعتقلي الثورة المحررين إزالة التعديات على شبكة المياه في  قدسيا بعد 14 عاماً من الغياب ..فعاليات متنوعة لمهرجان التسوق في الزبداني تركت ارتياحاً في الأوساط الصناعية.. اتفاقيات سورية تركية تدعم الشبكة الكهربائية آفاق جديدة للدعم الطبي.. سوريا والنرويج نحو شراكة مستدامة "المالية" تستعرض أرقام النفقات والإيرادات للموازنة العامة الشرع وعبد الله الثاني: المجلس التنسيقي يفتح مرحلة جديدة بين البلدين "تجارة دمشق" تلغي شرط التأمينات الاجتماعية الغريواتي لـ"الثورة": يدفع الكثير من التجار للتسجيل بالغر... أردوغان: رفع العقوبات عن سوريا خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار مستقبل احتياطات العالم ومخاطر العملة الواحدة  احتياطي الصين في زمن الاضطراب ..تفكيك الاعتماد على الد... انطلاق أولى قوافل الحجاج من مدينة حماة