هل يتوقع الاتحاد الأوروبي أن زيارة كبار مسؤوليه إلى حدوده مع تركيا ستنجح، بإقناع رئيس النظام التركي بإغلاق منافذ بلاده ومنع عبور المهاجرين إلى أراضي أوروبا، مقابل حفنة من الدولارات كان متفق عليها بين الطرفين عام 2016؟
فأردوغان لم يضع ورقة المهاجرين التي كان يلوح بها دائماً للضغط على الأوروبيين جانباً، بل إنه اليوم يستخدمها على المكشوف وزاد عليها، وبدلاً من أن يكتفي بمبلغ يسد نهمه المالي، أصبح يطالب الدول الأوروبية بالإضافة للمال بدعمه وإنقاذه من مأزقه المتجدد في سورية، بعدما أمعن بالتورط وبشكل مباشر إلى جانب التنظيمات الموضوعة على لائحة الإرهاب الدولي.
ويواصل العثماني الواهم تعنته وإصراره على سفك دم السوريين، سواء كان بالساطور أم المفخخات أم المواد الكيميائية الإرهابية التي ما زال يزود بها تنظيماته الإرهابية وخاصة بإدلب، أو بأيدي وسلاح حرس الحدود الأوروبيين الذي يتغنون بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
يبحث المجرم الكبير أردوغان عن مخارج له من الورطة التي وضع نفسه فيها، فيمم وجهه القبيح اليوم نحو موسكو مستجدياً ليونة في الموقف الروسي تسمح له التقاط أنفاسه الإرهابية التي باتت في نهاياتها بإدلب، وهذا لن يتحقق له لأن موقف روسيا بشأن محاربة الإرهاب الدولي ثابت ومعلن.
وبينما يحشد الاتحاد الأوروبي سياسييه وإعلامه في وجه موجة المهاجرين التي تدفع بها منذ عدة أيام السلطات التركية تحت تهديد السلاح والضغط لمن هم على الأراضي التركية، وتحت سطوة التنظيمات الإرهابية بدعم مباشر من القوات التركية المعتدية، ممن لازال متشبثاً بأرضه ووطنه سورية، تواصل حكومات (الحرية والديمقراطية) دعمها للتنظيمات الإرهابية التي هجّرت السوريين تحت القتل والإجرام، وتزيد على ذلك بأن تنفذ عقوبات اقتصادية جائرة إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية على الشعب السوري للتضييق عليه.
راغب العطية
التاريخ: الخميس 5-3-2020
الرقم: 17209