أرقامنا تدل علينا ..!!

لا أستطيع أن أمضي فيما بقي لي من ظهور على وسائل الأعلام و المتمثل بهذه الزاوية الاسبوعية دون المرور من فضاء يغيب مع غروب شمس الصديق الراحل (ريمون بطرس).
لا أتذكر متى تعرفت على ريمون.. لا أحفظ تاريخاً لذلك.. مثل ما أنا لا أتذكر بداية لمعرفتي بهذه السنديانة التي أقبع وبيتي تحتها .. كأن ريمون أحدٌ، وجد في حياتي هكذا .. و لن أسرف في شرح الصفات والمناقب و المنجزات .. هو بجد رجل غني بكل معنى الكلمة .. غني بفكره .. بفنه.. بما قدم .. بما أنتج و أبدع .. أقول ذلك، لأن ريمون كان متواضعاً .. يبلغ في تواضعه سوية الجندي المجهول ..
التقيته يوماً مع الراحل فواز الساجر و كلاهما جاري .. لكن فواز كان جاري الأقرب .. البناية ذاتها .. همَّ فواز يعرفني بريمون .. لكنه تراجع ليقول لي: بتعرفه .. ريمون بطرس .. شعرت أن ذلك هو الطبيعي .. أن أعرفه ..
كنا مجموعة متعددة الأطراف .. اليوم أعرف أنه كان الزمن الجميل .. وعهدي به أننا كنا نعد للزمن الجميل ..
يا حسرة يا قلب .. بعد زمن غير طويل ترافقت مع ريمون إلى منبج نتبع جثمان فواز .. بتنا في حلب و تكفل ريمون برعايتي .. سهرنا .. و نمنا في بيت صديق له .. وعدنا في اليوم التالي إلى دمشق بعد الدفن مباشرة .. بين ذاك تلك السفرة الحزينة و العودة، لم يعد شيء ينقصني بمعرفة ريمون و لم نغب عن بعضنا بمعنى الغياب .. ريمون شديد الود لأصدقائه .. منذ فترة قصيرة هاتفني ليلاً وكنت في الضيعة.. قال لي: يا اخي أنا (بس بدي حاكيك) .. و بدا لي أنه منتشٍ.. اتفقنا على لقاء قريب في دمشق ولم نلتق ..
ما علاقة ذلك كله بأن أرقامنا تدل علينا ..؟؟
ذات يوم اتصل ريمون بي .. و قال لي أنه يصور في حماه.. وأنه يحتاجني للإجابة على أسئلة .. حول البادية السورية و الحياة فيها .. و .. بين الأسئلة .. كان عن قطيع الاغنام السوري .. ؟
أخبرته أنه ليس هناك رقم يقدم الحقيقة و بفوارق كبيرة بين رقم و رقم .. قال لي :
أي من أي رقم بدنا نأكل لحم و جبنة .. ؟
قلت: من الفارق بين رقمين .. و لما (بشوفك) بحكي لك عن بؤس الأرقام في حياتنا ..
يوم التقينا .. تضاعف استهلاكنا على السفرة .. ريمون كي يتحمل ما أسررت به عن الأرقام .. و أنا كي أصل إلى ابداع ريمون في الشتائم و الغناء .. كانت سهرة جميلة لكلينا ..
أنا بصدق أبكي على ريمون .. صديقي .. و(بحبه)..
وأبكي على الأرقام و فوضى الأرقام .. اليوم قرأت على شاشة محلية .. أن السودان استقبلت 12 مليون مهاجر سوري في الأحداث التي عرفناها و ما زالت .. !!!
طيب اذا السودان 12 مليون .. ودول الجوار و كل ما اعلنت عنه من استضافات لم تعد محمولة للسوريين .. تركيا.. لبنان الحريري .. الأردن .. مصر .. و .. و .. و الذين بقوا في كل البقاع السورية ..
قال لي ريمون :
أنت متأكد أن سكان سورية 23 مليوناً أم 53 .. ؟؟!!
لم أجبه .. و في مرة قادمة سأستعين بالأصدقاء من أجل الجواب الصحيح ؟؟
as.abboud@gmail.com

أسعد عبود
التاريخ: الخميس 5-3-2020
الرقم: 17209

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم