رأي… تقريـر إلى غريكــو.. رحلـــة الصعــود إلى الــوعي

 

يقول الكاتب والفيلسوف اليوناني نيكوس كزانتزاكيس: كانت ام المسيح ممددة بذراعين متصالبتين, وكان ملاك قد تقدم الى يمينها بينما الشيطان الى يسارها, وقد استل الملاك سيفه وقطع كفي الشيطان من الرسغ, وحين حدقت الى الأيقونة امتلأ قلبي بالسعادة, أن العذراء هي كريت, كما قلت لنفسي, والشيطان الأسود هو تركيا, ويتابع: لقد كان علي أن أنال الحرية أولا من الأتراك,هذه هي الخطوة الأولى وبعد ذلك بدأ هذا الصراع الجديد: الحصول على الحرية من الأتراك الداخليين، من الجهل والحقد والحسد والكسل ومن الأفكار الخادعة المضللة وأخيراً من الأصنام,كلها, حتى أكثرها محبة واحتراماً.
خطوات الارتقاء الفكري او رحلة البحث الدائمة او الصعود, تمنى ان يمد الله في عمره عشر سنوات أخرى ليكمل هذا الكتاب عشر سنوات تكفي او هذا ما كان يظنه.
واذ توصف مؤلفات كزانتزاكيس بالماركة المسجلة فإن نهاية ذخيرته الفكرية والفلسفية قد تفوق فيها على كل ما سبقه حتى «زوربا», هي حياته التي جمعها في كتاب واستطاع من خلال صفحاته ان يدخلك الى عقله وتتجول في اعماق مفكر استثنائي ارتقى بتفكير قارئه كما ارتقى بنفسه وصعد بك الى القمة كما صعد هو الى قمة جبل أثوس وينقل لك هذا التأثر الكبير الذي عاشه الى الحد الذي يحرضك على معرفة بوذا بوصفه معلماً ومرشداً روحياً ومخلِّصاً.
يقول: من بين الناس الذين ولدتْهم الأرضُ جميعاً يقف بوذا متألقاً في الذروة، روحاً نقية خالصة، دون خوف أو ألم، مليئاً بالرحمة والحكمة, كان يمدُّ يده ويفتح الطريق إلى الخلاص وهو يبتسم بوقار، ولقد كان بوذا في نظر كزانتزاكيس المرشد الذي نظَّم فوضى أسئلته، وأعطاه السكينة والسلام الداخليين, ونيتشه غيَّر نظرته كما يقول إلى الدين والحياة، ودعاه إلى التمرد على أفكاره ومعتقداته القديمة كلِّها, حتى نظرته إلى الفنِّ, وأدرك أن دور الفن يجب ألا يقتصر على إضفاء صورة جميلة وخيالية على الواقع والحياة، بل إن مهمته الأساسية هي كشف الحقيقة، حتى لو كانت قاسية ومدمِّرة, يحكي عن الأثر الكبير الذي حفروه في عقله وقلبه حتى دورهم في تشكيل شخصيته.
بين الناس والعواطف والأفكار تستطيع ان ترتحل حيث ارتحل وربما ستجد اجوبة للأهم مما شغل تفكيرك وأقلق روحك حيث يتكلم عن معاناة الإنسان وضياعه بين الفضيلة والخطيئة والأسئلة الوجودية التي ربما ستسلم ان لا أجوبة نهائية وقاطعة لها بما يسهم في أن يسكن بركان الأسئلة في داخلك.
حتى الموت لن يشكل لك امرا مرعبا او حدثا جللا «أجمع أدواتي: النظر والشم واللمس والذوق والسمع والعقل, خيّم الظلام وانتهى عمل النهار, وأعود كخلد إلى بيتي، الأرض، ليس لأني تعبت وعجزت عن العمل، أنا لم أتعب، لكن الشمس قد غربت».
نيكوس كزانتزاكيس 1883-1957 من أهم الفلاسفة والمفكرين والأدباء في القرن العشرين, جمعت زوجته رسائله ومذكراته وتم نشرها في عام 1961.
رسام محمد

التاريخ: الثلاثاء 10 – 3 – 2020
رقم العدد : 17213

 

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة