المسرح المدرسي.. الحاضر الغائب… نشاط تربوي فني ..واكتشاف المواهب أحد أهدافه… لم تغب النشاطات المدرسية طوال السنوات الأخيرة رغم الظروف الصعبة

لكل منا صورة في ذاكرته عن أيام المسرح المدرسي ، وكثير منا يرغب لابنه مستقبلا مشرقا مزدهرا مليئا بما يتمناه , والغالبية من الأهالي تسعى لذلك خاصة في مرحلة الطفولة وخلال أيام المدرسة حيث نلحظ بشكل عام أن بعض الأطفال لديهم موهبة شعر وآخر تمثيل ورقص وغيرها من الفنون التي يحبها الأبناء على مقاعد دراستهم.
ولتحقيق حلم أي طالب لاشك أنه يحتاج للمزيد من بذل الجهد منه ومن أهله كي يصل إلى حلمه الذي يريد، ولتحقيق هذا الحلم كان لابد من وجود المسرح المدرسي الذي له دور كبير في حياة الطلبة كي يحققوا رغبتهم وأمنياتهم التي يريدون أن يمارسوها في حياتهم المستقبلية.
فالمسرح المدرسي هو المكان الأنسب الذي يحقق لهم هذه الأمنية حسب رؤية الأستاذ عدنان الأزروني مدير المسرح المدرسي الذي بين في لقاء معه أن المسرح المدرسي هو لون من ألوان النشاط الفني التربوي في مجالات عدة منها المسرح والموسيقا والفنون الجميلة والفنون الشعبية كماله دور كبير في تنمية مواهب طلبة المدارس الذين يعتبرون هذه المساحة جزءا من حياتهم وذلك لتحقيقهم بعضا من أحلامهم وأهدافهم التي يرسمون.

وهذا مايؤديه الطلاب في المدارس تحت إشراف مدربين مختصين (أكاديميين أو تربويين لهم الخبرة في المجال الفني) ضمن صالة خاصة للفنون التربوية أو على خشبة مسرح تابع للمدرسة في الحالة النموذجية وأحيانا وبحسب الظروف يمكن أن يتم التدريب في قاعة صفية أو حتى في باحة مدرسة.
– هل المسرح هو المكان الذي يتم فيه الكشف عن المواهب؟
يقول الأستاذ الأزروني إن اكتشاف المواهب ودعمها واحدة من أهم أهداف المسرح المدرسي إضافة إلى أهداف أخرى كتعزيز الثقة بالنفس وتجاوز الشعور بالنقص والانطواء والعزلة وإشباع الرغبة في تمثيل شخصيات ولعب أدوار ومواجهة مواقف واصطناعها , تحفيز الخيال المبدع والخلاق , التحكم بالذات وتقوية القدرة على الملاحظة والتركيز والانضباط والترفيه وإشاعة الفرح والارتقاء بالذائقة الفنية للناشئة .
-ما الحالة التفاعلية التي يخلقها المسرح لدى الطلاب ؟
يبين الأزروني أنه إذا انطلقنا من مبدا الثالوث التربوي المعلم والمتعلم والمعلومة , نلاحظ اعتماد الفنون التربوية التي يمارسها مدربونا في المسرح المدرسي من مسرح موسيقا وفنون جميلة وشعبية ,على تبادل الأدوار بين المعلم والمتعلم من خلال الحالة التفاعلية والتشاركية للوصول إلى المعلومة ما يعزز العملية التعليمية من خلال الفنون التربوية.
– المسرح كنشاط مدرسي لاصفي هل يعطي البعد الاجتماعي للعملية التربوية ؟
يقول الأستاذ الأزروني: بالتأكيد يعطي هذا البعد كون النشاطات الفنية التي تمارس خلال تدريبات المسرح المدرسي تعتمد بشكل أساسي على العمل كمجموعات بمرحلة أولى مثال الألعاب الجماعية وبعدها الارتقاء إلى العمل كفريق، كما في الأعمال المسرحية ,أو فرق الفنون الشعبية أو الموسيقية ناهيك عن تنمية خبرات تعزز وجود الطالب ضمن المجتمع وتساعد على تأهيله ليكون قادرا على تحليل مشاكله الاجتماعية والتفكير بحلها.

– ما علاقة المسرح بالمدارس والأسرة ؟
انطلاقا من تسميته (المسرح المدرسي )يوضح الأزروني أننا نكتشف وبشكل واضح العلاقة الوثيقة المتلازمة بين المسرح والمدرسة في هذا النوع من الفنون الذي يبدأ ويمارس ويؤدي أهدافه فيها ومن خلالها.
أما فيما يخص العلاقة مع الأسر والعائلات، فإن تجارب المسرح المدرسي له علاقة إيجابية مع هذه الأسر سواء من خلال المعارض الفنية أم العروض المسرحية والموسيقية الراقصة أم من خلال دعم الحالة النفسية والاجتماعية للطالب عبر التدريبات والتي يتلمس نتائجها الأهل بشكل واضح .
– لماذا خفت نشاطات المسرح المدرسي بشكل عام بغض النظر عن ظروف سنوات الحرب ؟
يؤكد الأزروني أن هذا الطرح غير دقيق لأن المؤشر البياني لأعداد المراكز التي يمارس فيها أحد أو جميع نشاطات المسرح المدرسي في تزايد ,كذلك الأمر بالنسبة لأعداد الطلاب المستفيدين من هذه المدارس وأعداد المدربين الموجودين ضمن ملاك مديرية المسرح المدرسي والأنشطة الفنية والدوائر الفرعية التابعة لها في المحافظات ,كل ذلك في تزايد وارتفاع ,حتى الفعاليات الفنية من عروض مسرحية أو حفلات موسيقية وفنون شعبية ومعارض فنية في تزايد. كما تميزت نتاجات المسرح المدرسي على صعيد النوع كون الكادر الذي يعمل في مديرية المسرح المدرسي والأنشطة الفنية بدأ يستقطب مزيدا من الأكاديميين المختصين في معظم اختصاصاته وهي حالة مميزة عن العديد من المؤسسات والهيئات الأخرى التي تعنى بتقديم خدمة فنية للأطفال اليافعين.
وبدورنا قمنا باستطلاع في بعض المدارس حول وجود المسرح المدرسي فيها إن كان موجود أو لا من هذه المدارس مدرسة نصوح بابيل، فقد وضحت المديرة جمانة غرة أنه لا يوجد في المدرسة أي نشاط للمسرح المدرسي لعدم توفر مكان مناسب أو مساحة لممارسة هذا النشاط الذي يغني مهارات الطلاب بأنشطة فنية مختلفة .
وعلى عكس سؤالنا عن المسرح المدرسي لدى مدرسة سليمان شعيب في المزة حيث كان لجواب الآنسة رجاء بركات مديرة مسرح المدرسة وقع خاص على مسامعنا فقد أسهبت لنا عن الحديث عن المسرحية التي قام الطلاب بتمثيلها مبينة أن التدريب بدأ منذ بداية العام الدراسي منها ما كان تفاعليا، ومنها ما يثير ويحفز الطالب، وأن مدة التدريب ساعة ونصف الساعة،تشمل تلاميذ من عدة صفوف لتكون الفائدة أكبر وأشمل لجميع التلاميذ كما بينت الآنسة بركات أن عدد المشاركين هم عشرة طلاب في المسرحية.موضحة أن أهمية المسرح تنبع من كونه يسهم باكتشاف مواهب الطلاب وله آثار تربوية عديدة على سلوك التلميذ من خلال تمرير عدة نصائح مهمة له.
كما أن المسرح يزيد الألفة والترابط بين التلاميذ ويعزز مهارات التواصل والعمل بروح الفريق والثقة بالنفس كما ينمي حاسة التذوق الفني لدى التلميذ ويسهم بتسليط الضوء على العديد من المشاكل التي نعاني منها.
أيضا كان لمدرسة الشهيد خالد صلاح صالح في دوما حلقة أولى مشاركتها الفعالة في النشاط المسرحي وخاصة بعد تحرير دوما من رجس الإرهاب، فقد سعت المديرة دلال عقيل إلى تفعيل المسرح المدرسي والاهتمام به من أجل التلاميذ مبينة أن له إيجابية وفعالة لإيصال العديد من المعلومات بشكل أسرع للطالب. ونوهت عقيل بأنه هذا العام ستشارك مسرحية عرائس التي قام بها طلاب المدرسة بالمهرجان القطري.
وأخيرا يمكن القول إن المسرح المدرسي هو نشاط مهم جدا في حياة الطلاب علينا الاهتمام به والعمل على تفعيله في مدارسنا كافة.
ميساء العجي

 

التاريخ: الثلاثاء 10 – 3 – 2020
رقم العدد : 17213

 

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة