يشكّل الرقم الإحصائي الصحيح المبني على معلومات دقيقة غير مبالغ فيها الأساس الذي تبنى عليه الخطط والاستراتيجيات لتنمية أي اقتصاد في العالم ومن هنا ركّز اللقاء التجاري الأسبوعي الذي نظمته أمس غرفة تجارة دمشق بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء على موضوع «الإحصاء في خدمة الاقتصاد» .
مدير المكتب المركزي للإحصاء الدكتور إحسان عامر أكد أهمية الرقم الإحصائي للعمل الاقتصادي ومدى صحته وطرق استخدامه بالأسلوب الأمثل لزيادة الوعي الاقتصادي وفائدته للتجار وانعكاسه على نجاح تجارتهم وأعمالهم.
وقال إن الرقم الإحصائي مهم كونه يخدم العملية الاقتصادية والتخطيطية والتنبؤات المستقبلية للاقتصاد الوطني، مؤكداً عدم إمكانية معرفة الواقع الاقتصادي للدولة حسب القطاعات الاقتصادية المختلفة إلا بواسطة الرقم الإحصائي الذي يعتبر أساس العملية الاقتصادية.
واعتبر أن الجدلية حول الرقم الإحصائي قائمة بشكل دائم، وكمؤسسة نعمل وفق أسس علمية وعالمية مؤكداً أن الرقم الصادر عن المكتب مؤكد، مشيراً إلى أهمية تعريف الجميع عن عمل المكتب وما هي الأعمال التي يقوم بها والمسوح التي ينفذها والبيانات التي يصدرها، واستعداده للحوار والنقاش مع الجميع، مشيراً إلى أن المكتب قام بأكثر من 60 مسحاً خلال الأزمة، إلى جانب المسوح الدورية بشكل دائم سنوياً (المسح الصناعي والتجاري والفندقي والزراعي) إضافة إلى المسح النوعي الخاص بعدد السكان وتوزّعهم الجغرافي.
وأكد أن الحرب التي شنّت على سورية أثّرت على العمل الإحصائي بشكل كبير نتيجة غياب الشمول الجغرافي بالعمل وعدم إمكانية الوصول إلى عدد من المناطق نتيجة إرهاب المجموعات المسلحة، مبيناً أن كل أرقام المكتب ترسل إلى الحكومة.
بدوره أشار عضو مجلس إدارة الغرفة منار الجلاد أن الرقم الإحصائي مفيد وضروري وأساسي في أي عملية تنموية أو استثمارية وتأسيس عمل جديد، وهو الضوء الذي يسترشد به صانع القرار الاقتصادي على المستوى الحكومي واتخاذ ما يلزم عندما يكون هناك أي مشكلة بالأرقام الإحصائية لمعالجة الوضع الاقتصادي، وهذا ينطبق أيضاً على القطاع الخاص فأي شخص يريد أن يقوم بمشروع صناعي أو تجاري يكون الرقم الإحصائي الدليل الذي يبني عليه مشروعه، آملاً بإصدار الأرقام الإحصائية الخاصة بسنوات الحرب كما وعد المكتب، مطالباً التجار ضرورة الإدلاء بالمعلومات الصحيحة عندما يطلب منهم، خاصة أن العملية الإحصائية هي أكبر بكثير مما نتوقع وهي ضرورية جداً للتنمية بشكل عام في بلدنا، ويجب أن تكون هذه العملية صحيحة، مشيراً إلى تخوّف البعض من الإدلاء بالأرقام الصحيحة وهؤلاء علينا توعيتهم، آملاً أن يكون هناك تطمينات بعدم تسريب هذه الأرقام للمنافسين وأن تكون سرية وتبقى كذلك، لأن دائماً المعلومة الصحيحة تؤكد صحة الرقم الإحصائي كما أنه يساعد في العملية التنموية سواءً في القطاع الخاص أم العام.
الثورة – وفاء فرج
التاريخ: الخميس 12 – 3 – 2020
رقم العدد : 17215