ثورة أون لاين -طرطوس – بشرى حاج معلا:
في الوقت الذي عبرت به الحرب حدودها عبر العالم ..وطالت بيدها كل بيت وكل منطقة وكل دولة تقريبا …تسير الحرب الاقتصادية ايضا جنبا الى جنب لتوازي بقوتها صعوبات الحياة ..
ويأتي الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الاستهلاكية خاصة وأسعار المنتجات بشكل عام لتتصدر أيضا الأدوية في القائمة..
حيث بات الجميع الآن يتهافت على شراء المعقمات والكمامات وغيرها لكن هل يمكن التوازن مابين هذه الأسعار وتلك وهل من المنطقي ظهور التفاوت في أسعار المواد والادوية خاصة بين صيدلية واخرى ..
ناهيك عن أسعار المعاينات الطبية التي أضافت لدى البعض هما آخرا …!
وللتعرف على واقع الحال التقت الثورة الصيدلانية لما حسن والتي أضافت بقولها :لموضوع الدواء حساسية خاصة ترتبط بأهمية الصحة والأمان الصحي، لذلك نرى انه من المنطق الحديث فيها بعيدا عن ردود الفعل تجاه ارتفاع أسعار الدواء ونتفهم المرضى ونشعر بألمهم إزاء ذلك، لكن لا بد من توضيح ما يدركه وقد لا يدركه المريض: الصناعة الدوائية من الصناعات الراقية وعالية الكلفة نظرا لاستيراد الكثير من موادها الأولية بالقطع الاجنبي، ولتطلبها الدقة والمواصفات العالية والكفاءات العلمية العالية، فضلا عن تكاليف الحفظ والنقل ومتطلباتها الخاصة كالتبريد ودرجة رطوبة معينة… على الرغم من ذلك نجد أن أسعار الكثير من الخضروات والفواكه التي تنمو في بيئتنا والمواد الإستهلاكية أيضا تتجاوز في أسعارها أسعار الأدوية السورية.. ولو زاد سعر الدواء بالوتيرة التي ازدادت فيها أسعار كل شيء حوله بما فيها الأغذية والأجور ومعاينات الأطباء لما أخذت المسألة هذه الضجة، لكن ارتفاع أسعار الدواء عملية مضبوطة جدا ولا تتم بلا بنشرات رسمية من وزارة الصحة، وقد تصل أخبار تغير الأسعار قبل نشرها رسميا او لا تصل النشرة للبعض مما يؤدي إلى تباين في أسعار السوق حيث قد لا ينتبه بعض الزملاء لتغير الأسعار ويعتقد المريض أن مسألة الأسعار مزاجية..
مع العلم أن أسعار بعض الادوية انخفضت، مثل الازيتروميسين، والسؤال هنا: هل من مصلحة المريض بقاء سعر الدواء خارج إطار الوضع العام في البلاد مع ما يترتب على ذلك من سوء تصنيع وانعدام فعالية وإغلاق المعامل، مما يضطره إلى شراء البديل الأجنبي بأسعار خيالية؟
نتمنى الشفاء للمرضى وتعافي الوضع الاقتصادي والصحي للوطن ككل..
في الختام ..
جميعنا بات يعلم مدى التناقض الذي يعيشه المواطن السوري بداية من دخله المتدني إلى أعباء الحياة عامة وليس انتهاء بالأدوية الطبية في أغلب الأحيان لكن ما نتمناه في الأيام القادمة أن يتم ضبط جميع الأسعار وتلافي حصول الهوة مابين متطلبات الحياة ودخل الفرد الواحد ..وعدم اشراك الأمراض في هذه اللعبة خاصة في ظل انتشار شائعات كثيرة لتفشي مرض وفيروس الكورونا ….