تأثير حقيقي أفرزه هاجس فيروس كورونا على سوق الذهب عالمياً على حين لم يخرج تأثّر السوق المحلية عن العوامل التقليدية من مواسم وارتفاع سعره أو انخفاضه تبعاً لعدم وجود الفيروس المشؤوم في عموم الأراضي السورية حتى الآن.
على المستوى العالمي فقد سجل الذهب تراجعاً قارب 84 دولاراً مرة واحدة تبعاً لجملة من العوامل التي تختلف مظاهرها ولكنها في حقيقة الأمر خاضعة لعامل واحد وهو كورونا المشؤوم، حيث وصل سعر الأونصة الذهبية في تداولات البورصات العالمية على وقع تفاوت أخبار الفيروس إلى 1603 دولارات وهو سعر مرتفع بشكل جيد الأمر الذي فسّرته البيوتات الاقتصادية العالمية بتأثر سوق الذهب بأخبار تراجع حجم انتشار الفيروس في الصين والسيطرة عليه، وما إلى ذلك لتنقلب الآية خلال نصف يوم ويبدأ الذهب انخفاضه مجدداً لينحدر حتى سعر 1519 دولاراً، أما جليّة الأمر فهي أن انتقال البؤرة الثانية للمرض على مستوى العالم إلى إحدى الدول الأوروبية (إيطاليا) جعل المستثمرين والحائزين يقدمون على بيع الذهب وبكميات كبيرة ليتفوق المعروض على الطلب فتكون النتيجة الطبيعية هي انخفاض السعر أو بدقة انحداره.
وبحسب ما يرشح من تحليلات عن تلك البيوتات فإن انتقال البؤرة الثانية للمرض إلى إيطاليا «بحسب ما نقل عن منظمة الصحة العالمية» جعل الجميع يبيعون الذهب أو يطرحونه بانتظار البيع طلباً للسيولة، فمن جهة رغب البعض بالسيولة لممارسة الأعمال التجارية المرتبطة بهذا المرض من شراء كمامات ومواد تعقيم وأجهزة عزل وسواها لبيعها والمتاجرة بها، الأمر الذي سبّب انخفاضاً جزئياً في سعر الذهب إلى جانب ما سبّبه من ذعر لدى الحائزين نتيجة هواجس انحدار سعر الذهب أكثر، فكان البيع هو الحل الوحيد لديهم وبالتالي يتطلب البيع السيولة، الأمر الذي جعل المعروض يتضخم بعد أن اتسع فكانت النتيجة الطبيعية هي انحدار السعر إلى ما انحدر إليه.
على المستوى المحلي قال نقيب الصاغة غسان جزماتي: إن سوق الذهب شبه راكد لجهة البيع والشراء باستثناء بعض الحركة المقيدة نسبياً والتي سجلت يوم أول من أمس «السبت» نتيجة اقتراب موسم عيد الأم وما تستلزمه هذه المناسبة الاجتماعية من هدايا اعتادت شريحة من الأسر السورية على أن تكون من الذهب، لافتاً إلى أن الحائزين الحقيقيين من المدخرين وصغارهم تحديداً لم يقدموا على بيع ما اشتروه من الذهب رغم انخفاض السعر وذلك بالنظر إلى أن أغلبهم اشترى بسعر أعلى، فمن غير المعقول أن من اشترى بسعر 48 ألف ليرة أن يبادر إلى البيع بسعر 45 ألف ليرة مثلاً.
وتم بشأن الترتيبات التي اتخذتها النقابة بخصوص التسعيرة قال: إن الصاغة كافة باتوا يتقيدون بالتسعيرة الرسمية التي تصدرها النقابة المركزية في دمشق دون زيادة أو نقصان، لافتاً إلى أن النقابة نفذت حملة تدقيق في الأسواق خلال الأسبوع الماضي لتخرج بحصيلة مرضية حيث إن المخالفات لم تتجاوز المحلين الاثنين حازا بضائع مخالفة، مطالباً الصاغة ممن يحوزون بضائع غير نظامية بالشكل الكامل وفقاً لما ينص عليه القانون أن يبادروا إلى كسر كميات الذهب المخالفة لديهم أو يبادروا إلى دفع الرسوم المستحقة عنها للخزينة العامة للدولة عبر دمغها وتسديد ما يترتب عنها، مشدداً على أن الشرط الوحيد الذي يظلل هذين المحلين هو أن تكون البضائع محلية الصنع، أما إن كانت خارجية الصنع فلا مناص من العقوبة الرادعة بحق كل صائغ مخالف.
واضاف إن غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً سجل يومي أمس وأول من أمس سعر 44800 ليرة بانخفاض مقداره 3 آلاف ليرة في حين بلغ سعر غرام الذهب من عيار 18 قيراطاً 38400 ليرة، كما سجلت الليرة الذهبية السورية سعر 360 ألف ليرة، أما الأونصة الذهبية السورية فقد بلغ سعرها 1,622 مليون ليرة، والليرة الذهبية الإنكليزية من عيار 22 قيراطاً 390 ألف ليرة، في حين بلغ سعر الليرة الذهبية الإنكليزية من عيار 21 قيراطاً 360 ألف ليرة.
دمشق- مازن جلال خيربك:
التاريخ: الاثنين 16-3-2020
الرقم: 17217