لايستطيع المثقف أن يكون بعيداً عن قضايا مجتمعه سواء منها الثقافية أو الاجتماعية أو حتى الصحية، لأنه وقبل كل شيء هو جزء من هذا النسيج المجتمعي المتكامل، وربما هو أيضا معني بشكل أو بآخر بما يدور بين حنايا هذا الوطن وبما يصيبه من أزمات أو محن.
واليوم إذ ترتفع الأصوات محذرة من هذا الفيروس الآفي الجديد، وتعج وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالرسائل التوعوية تجاه هذا الوباء ، لايمكن للمثقف أن يقف على الحياد، فلابد له من دور يقوم به وخصوصا بعد إصدار القرار بتعليق جميع الأنشطة الثقافية والاجتماعية وجميع التجمعات التي من شأنها أن تساهم في نشر هذا الفيروس بين الناس كافة وربما يفتك بالبعض.
ولأن المثقف في غير موقع هو لسان حال مجتمعه والأكثر قدرة على وعي مشاكله وتحدياته, فلاشك تقع على عاتقه مسؤولية المبادرة والقيام ببرامج سريعة لرفع مستوى الوعي تجاه هذا الوافد الخطير كل بطريقته، إن كان على شكل عناوين ونصائح، أو رسائل صوتية، أو لوحات فنية يصممها الفنانون التشكيليون تبين الطريقة المثلى لمكافحة المرض.
فعندما تعلق وزارة الثقافة أنشطتها الحالية فهذا لايعنى إفراغ الساحة الثقافية من محتواها ودورها الأساس في توعية المواطنين وعدم تداولهم للمعلومات الصحية غير الدقيقة والتي ربما تثير الرعب بين الشرائح كافة، أو ربما تجاهل التحذيرات واللامبالاة في تناول هذه القضية كما نشاهده بين بعض الأفراد الذين يتداولون الأمر وكأنه مزحة لاأكثر.
وانطلاقاً من المسؤولية المجتمعية والوطنية لابد للمثقف أن يقوم بدوره في حماية المجتمع والدفاع عن أبناء جلدته وتوعيتهم، ومنصة المبادرات مفتوحة لكل من يجد في نفسه القدرة على تقديم رسالة توعوية، كما وسائل التواصل التي باتت ربما المرجعية الأولى للغالبية من الناس، مع التثمين للجهود جميعها التي تبذل من أجل تحقيق السلامة الصحية للمواطنين جميعهم، وللمبادرات الفنية والاجتماعية التي تساهم في الحد من تفشي هذا المرض، مع التمنيات بالصحة والسلامة للجميع.
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 17-3-2020
الرقم: 17218