تجدد أميركا محاولاتها العبثية لتسعير جذوة الحرب الإرهابية بآلية جديدة تجمع بين دعم مرتزقتها شمال وشرق سورية، والبحث عن أساليب دنيئة لمواصلة الحصار، ومتابعة إطلاق يد النظام التركي لاستمرار رعاية الحثالات والقطعان التكفيرية، وذلك بهدف إعادة تدوير عوائد النفط التي تنهبها من الأراضي السورية وضح النهار، كي تنتهي في خزائنها ومصارفها، وتواصل إنتاج الأسلحة التي يمتلكها ويسيطر عليها اللوبي الصهيوني، وغيره من الرأسماليين الذين يعتلون مركب ترامب التجاري الإمبريالي و الاستعماري.
فأميركا تمعن في حربها العدوانية الشرسة، وتستمر بتغذية الفتن والفوضى ونفث سمومها، وتحريض مرتزقتها والمعوّلين على مشروعها التدميري لمواصلة جرائمهم، وتنبش من تحت أظافرها طرقاً لإشعال الحروب والنزاعات في المنطقة، وتريد مواجهة روسيا سياسياً، غير مكترثة بعواقب زيادة مجابهيها والرافضين لمشاريع االهيمنة التي تحوك خيوطها وتنسج جلابيبها، في الوقت الذي تُفاقم فيه إصابة العثماني المبتلي أصلاً بجنون العظمة، عبر إغراقه بأمراضه النفسية، كي تستفيد ما أمكن من غروره و انصياعه الأعمى لإرادتها ورغباتها.
وأميركا لم تترك حبلاً تكفيرياً إلا ولعبت عليه، فبالنسبة لعملائها الذين تحركهم كبيادق على رقعة شطرنج، ترسل لهم بين الحين والآخر المعدات العسكرية والأسلحة المتنوعة، وتقيم لقواتها المعسكرات في المناطق الاستراتيجية، ولاسيما المحاذية لحقول النفط، لتنهبها، ولتبقي أولئك حراساً ونواطير عليها، وفي ذات الوقت تسوقهم إلى الأماكن التي تريد تنفيذ اعتداءاتها فيها.
أما فيما بتعلق بأردوغان، فلواشنطن طريقة أخرى في التعامل معه، وتخصه دائماً بسياسة العصا والجزرة ، فكلما رأته ابتعد عنها تعمل على جذبه بـ«مغريات» الناتو ودعمه في الأروقة التي تسيطر عليها، وعندما يتمادى محاولاً التمرد والتفرد بقراره، تلوح له بعصاها، ولهذا لم يرسُ على بر للالتزام حتى الآن بأي اتفاقات مع الأطراف المشاركة بشكل حقيقي بحل الأزمة، ووضع حد لإنهاء الحرب الإرهابية على سورية، بالطبع فضلاً عن رغبته كمتغطرس بالمضي بمناصبة العداء لسورية التي فتحت له أبوابها ذات يوم، وتنكر لكل معروفها وجميلها، ومارس اللصوصية ضدها، ولهذا أيضاً تراه يواصل تحريض إرهابييه على ممارسة اعتداءاتهم، وإطلاق قذائف حقدهم في خرق واضح لما تم الاتفاق عليه مع الجانب الروسي.
وفيما يخص العقوبات الاقتصادية القسرية الجائرة تمارس أميركا أبشع صور الحصار الجائر مستهدفة السوريين بلقمة عيشهم دون أي مراعاة للظروف الإنسانية التي يعانيها هؤلاء، و التي تؤثر على كل القطاعات، وأضحت اليوم تترك أثراً سلباً على القطاع الصحي أكثر من اي وقت مضى، بالتزامن مع اجتياح وباء كورونا العالم، مايؤكد أن ذلك بات نهجاً واضحاً في السياسة الأميركية للتغطية على مشكلاتها وأزماتها الداخلية والخارجية.
كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 20-3-2020
الرقم: 17221