أفـــلا يتفكـــرون؟

 تتناول مختلف وسائل الإعلام العالمية أخبار محاولات كل الدول الكبرى التوصل إلى لقاح يحمي من الإصابة بفيروس كورونا ولكن كل على حدة، فالصين أعلنت بدء التجارب السريرية للقاح الذي توصلت إليه، وكذلك الأمر الولايات المتحدة الأميركية وأيضا ألمانيا كما سمعنا تصريح الرئيس بوتين حول توفر الإمكانية لدى علماء بلاده لإنتاج اللقاح قريبا.
اللافت للنظر أنه لا وجود لأي تنسيق أممي للتوصل للقاح أو لاحتواء الخطر الداهم أو حتى لمشاركة الأبحاث والدراسات حول الفيروس أو حتى التعاون للتخفيف من تداعيات الموقف على الرغم من أن الفيروس تحول لجائحة عالمية باتت تحصد آلاف الأرواح دون أن تفرق بين الجنسيات.
الدولة الوحيدة التي بادرت في تقديم المساعدات الطبية واللوجستية لدول أخرى هي الصين التي أرسلت معدات طبية لأكثر من دولة ولم تأخذ في الحسبان اختلاف المواقف السياسية لا بل أرسلت فرقا طبية وباحثين إلى كل من إيطاليا وإيران في الوقت الذي عبرت فيه الولايات المتحدة الأميركية عن مواقفها اللإنسانية والعنصرية، حيث طالبت شركة ألمانية تعمل على تطوير لقاح ضد الكورونا ببيعه للولايات المتحدة الأميركية مقابل مليار دولار بشرط عدم إتاحته وتوفيره لأي جهة أخرى.
هذا النوع من الوباء بحاجة لتضافر الجهود العلمية والطبية واللوجستية للتصدي له وفق منطلق إنساني وإذا عدنا بالذاكرة للوراء نجد أن أغلب الأمراض والأوبئة تم اكتشاف حلول وعلاجات لها ونشرت وأتيحت لمختلف دول العالم مجانا من قبل مكتشفيها الذين وضعوا إنسانيتهم نصب أعينهم ولم يتقاضوا أموالا طائلة مقابل ما قاموا فيه من اختراعات ليدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه والأمثلة كثيرة على ذلك بدءا من مكتشف لقاح شلل الأطفال والأنسولين ومؤخرا اللقاح ضد مرض الإيبولا لنجد أن العالم قد فقد إنسانيته اليوم إلى حد كبير.
أما نحن في سورية فقد تجلى غياب الإنسانية من قبل أميركا وأدواتها بأعلى صوره ففي الوقت الذي تعمل فيه الدولة السورية للتصدي لفيروس كورونا مازالت تلك الدول تفرض عقوبات قاسية على الشعب السوري طالت المواد الغذائية والأساسية والطبية وحليب الأطفال أفلا يتفكرون..؟
مايهمنا اليوم كسوريين أن نقف إلى جانب الدولة السورية في إجراءاتها للتصدي للفيروس عبر الالتزام بالتدابير الاحترازية والاستعدات للتصدي لمرض كورونا وأهمها الالتزام بالبقاء في المنازل والحد قدر الإمكان من التواجد في الأماكن المكتظة والتعقيم الجيد فهو السبيل الوحيد للنجاة في وقت فقد فيه العالم إنسانيته.

باسل معلا
التاريخ: الجمعة 20-3-2020
الرقم: 17221

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً