مازالت قضية سوء أرضيات الملاعب تحتل صدارة قائمة التحديات والمعاناة للأندية بمدربيها ولاعبيها، وما يدعو للدهشة عدم الجدية في معالجة هذا الأمر، على الرغم من الوعود والعهود والادعاءات من القائمين على شؤون المنشآت والملاعب، وعلى الرغم أيضاً من كون ملاعبنا تعاني من هذا الداء المزمن منذ سنوات وربما عقود طويلة، وليست قضية متعلقة بهذا الموسم الكروي أو الذي قبله؟!
يبدو أن إعادة تأهيل الملاعب وصيانتها والاهتمام بها ومتابعتها بأرضياتها ومرافقها وتجهيزاتها، أمر بالغ التعقيد والصعوبة، ويحتاج إلى أكثر من إمكانات مادية وخبرات فنية وقرارات حاسمة وجريئة؟! وإلا فما مبرر استمرار الشكوى وغياب العمل والحلول؟! وما مدى تأثر الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً بسوء أرضية الملاعب التي تقام عليها المباريات ضمن المسابقات المحلية، من حيث انخفاض المستوى الفني للعبة، في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن الارتقاء والتطور والنهوض ومواكبة الركب العالمي؟ فاللاعبون لا يمكن لهم تقديم الأفضل على ملاعب معشبة بالاسم فقط؟! مليئة بالحفر والمطبات والوحول، اضافة للتعرجات التي تؤثر على استقامة خطوط الملعب، ما يتسبب في ارباك الحكام أيضاً؟! وللحقيقة فليست جميع ملاعبنا على درجة واحدة من السوء وعدم الأهلية لسباق الخيول، لكنها جميعها دون الحد الأدنى المقبول، ومنها ما لا تصح تسميته ملعبا لكرة القدم أصلاً، على الرغم من وجوده في مدينة رياضية متكاملة.
ثمة حلقة مفقودة في هذه السلسلة بين الجهات المعنية بالمنشآت، ولا يتطلب إيجادها اجتراح معجزات أو تحقيق مستحيل، وليست التكلفة المالية العائق أمام الارادة الحقيقية في توفير أدنى مقومات الأنشطة الرياضية.
مازن أبو شملة
التاريخ: الاثنين23-3-2020
الرقم: 17222