كورونا … وتفاقم الأزمات ..

ثورة أون لاين _ لينا إسماعيل :

في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الإرشاد الصحي تواترا مع إجراءات احترازية عامة وجب الأخذ بها للوقاية من الوباء العالمي كورونا .. يتفاقم الضغط المعيشي على المواطن المنهك أصلا بفعل عوامل يدركها الجميع ، بينما تتجه نحوه أصابع الإتهام أولا بضعف إدراكه لخطورة هذا الوباء وأهمية الإلتزام بإجراءات الوقاية ، وثانيا لتسببه بشح المواد التموينية الأساسية في الأسواق وخلق الأزمات عليها نتيجة شراء كميات تفوق الحاجة اليومية تخوفا من تطبيق حظر التجوال بين ليلة وضحاها .. وكلنا اليوم نخوض متاهة التخوف من تطورات لا يحمد عقباها .. إلا أن أحدا لم يتساءل .. ماهو البديل السلوكي في الحالة العامة التي نعيش ..!!!
ففي حلب اليوم أزمات تعيشها كل المحافظات السورية .. أزمة الغاز والإنتظار المقيت عدة أشهر في ذروة البرد القارس لرسالة تكامل .. أزمة الحصول على المواد التموينية بالسعر المخفض عبر البطاقة الذكية .. أزمة الغلاء غير المسبوق لكل شيء من الخضار والفاكهة واللحوم واللباس والمواد التموينية وكل مستلزمات الحياة المعيشية ..
هذا الواقع سابق لكورونا زاد عليه مؤخرا أزمة الخبز التي قسمت ظهر الصابرين على ضنكهم ..وأزمة التحكم بمواد التعقيم والكحول الطبي والكمامات التي اختفت فجأة ثم تسربت بأسعار ضعف المضاعفة وحار المواطن في توفير بدائل لها مابين الخل والملح والكلور المخفف وماتتحفه به وسائل التواصل يوميا .. والسؤال المطروح .. أين دور المؤسسات والجمعيات الأهلية التي صدعتنا بالتعريف عن مهامها الجليلة عبر مختلف وسائل التواصل وشعاراتها البراقة .. ومثيلاتها من التجمعات الفيسبوكية المستحدثة وماأكثرها ، وقد حملت مسميات إنسانية لخدمة المواطنين من أسر الشهداء والجرحى والمصابين والمحتاجين برستيجا اجتماعيا يؤهلهم لاختراق كافة أوساط الشهرة والإعلام ومايتبعها ! أين دور رجال الدين و المال والأعمال في هذه الظروف القاهرة للمساهمة في معالجة وتخفيف وطأة هذه الأزمات .والأهم أين هم الآلاف ممن رشحوا أنفسهم لانتخابات مجلس الشعب بهمة إعلانية ودعائية عالية خدمة للمواطن ومكافحة الفساد وماإلى ذلك مماتردد . وكل مايقدم اليوم على أهميته لازال ضمن المحاولات المتواضعة .. فإذا لم يكن لكم دور فاعل واسع الطيف في إعانة السواد الأعظم على تأمين أبسط احتياجات كفاف العيش اليوم وفي ظل توقف أو تراجع العمل بمختلف قطاعاته ولا سيما الورشات الصغيرة الخاصة والأسواق الشعبية التي تعتاش منها آلاف الأسر الفقيرة فمتى يتجلى دوركم ؟
الببغائيون عبر صفحاتهم الجوفاء يحملون المواطن اليوم مسؤولية الأزمات التي نعيش وكأنها طارئة .. علما بأنها نتيجة طبيعية متوقعة لواقع متواتر متذ سنوات عنوانه العريض الضائقة المعبشية التي أريد لنا أن نكابدها بفعل الحرب الإقتصادية الممارسة علينا متناسين أن شريحة واسعة من المجتمع باتوا تحت خط الفقر بفعل هذا الحصار الجائر والعامل فيهم يجني رزقه بالمياومة ..وهو عاجز عن سد رمق عياله ، فمن أين له أن يخزن ويمون ويتسبب في خلل توازن الأسواق ؟ !..وكيف له أن يلتزم بيته وعليه أن يؤمن قوت عياله يوما بيوم ! مهمة صعبة تزيد الأزمات المركبة وتضع هذا البائس أمام خيار واجب لابد من تطبيقه حفاظا على حياته وسلامة وطنه لكنه خانق .إن لم يرفده المجتمع بمقومات الثبات بلا عمل ولا أجر خلال هذه الفترة المعلقة .. .. وكلنا يعلم من الذي يحتكر مستلزماتنا المعيشية وهم ذاتهم من أوصلونا إلى هذا الواقع الصعب من تجار الأزمات والحروب بجشعهم وتلاعبهم ، وكثير منهم اليوم هم من يتبجحون عبر صفحات جوفاء بقلة وعي المواطن ..ويتندرون بجهله ..
نحن اليوم أحوج مانكون للتكاتف المجتمعي على الأرض ، والتوظيف الصحيح لوسائل التواصل الإجتماعي وللإعلام والخطب والمواعظ المتداولة في استنهاض همم المقتدرين على دفع زكاة أموالهم الحقة فريضة وشرعا ، وهي إذا ماطبقت فعليا وبدافع عقيدي قادرة لوحدها على حل الأزمة المعيشية ، إضافة إلى حث الكثير من التجار والصناعيين للقناعة بالربح الحلال المعقول والإلتزام به بالتوازي مع استنهاض همم المسؤولين عن ضبط الأسعار ومتابعتهم لحماية المستهلك وتطبيق العقوبات الرادعة بيد من حديد . وإيجاد صياغة اقتصادية أكثر جدوى في التعامل مع احتياجات المواطن من غاز ومازوت ومواد تموينية بعيدا عن التخبط والتجارب التي أثبتت فشلها، وذلك إنقاذا للمتعففين من الجوع والفاقة وليكونوا قادرين على التزام بيوتهم فعلا وبالتالي إنقاذ وطننا من هذا الوباء العالمي الذي سيعبر حدودنا أو يتجاوزها بمساحة أمان صحي تتوقف على رحمة الله بنا وبعدها مدى تعاضدنا وتراحمنا لرفد طاقات القاعدة العريضة على تحمل تلك الأزمات المركبة والإلتزام بدافع وطني بالإجراءات الإحترازية وبأقل الأضرار ومعها وبعدها العمل بضمير مع الخبرة العلمية والعملية على تجاوز تبعات الحرب التي دفع فيها الشرفاء أغلى الأثمان لتبقى سورية نابضة بصمود أهلها شعبا وقيادة ..

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات