الثورة – سعاد زاهر:
بحث وزير السياحة مازن الصالحاني، مع القائم بأعمال السفارة السويدية في دمشق، جيسيكا سفاردستروم آفاق تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في المجال السياحي.
لم يكن اللقاء بروتوكولياً بقدر ما حمل في طياته مؤشرات على رغبة متبادلة في استثمار قطاع السياحة كأداة للتقارب والتعاون العملي.
المحور الأول الذي برز في المباحثات كان الاستثمارات السياحية، وهو ملف استراتيجي بالنسبة لسوريا التي تسعى لإعادة تفعيل هذا القطاع بعد سنوات من التراجع دخول شركات أو مستثمرين سويديين إلى السوق السورية، حتى ولو بشكل محدود، يمكن أن يفتح الباب أمام تدفقات مالية وتقنية، ويعطي إشارة إلى انفتاح تدريجي على بيئة اقتصادية جديدة.
المحور الثاني: التعليم والتدريب السياحي والفندقي، لا يقل أهمية عن الاستثمارات المباشرة. فالتجربة السويدية في إدارة الموارد البشرية وتطوير الكفاءات الفندقية قد تشكل رافعة حقيقية للقطاع السياحي السوري، الذي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى كادر مؤهل قادر على تلبية متطلبات الزائرين وفق معايير عصرية. هذا التعاون في التدريب لا يُبنى فقط على تبادل الخبرات، بل أيضاً على تعزيز ثقافة مهنية تجعل السياحة صناعة مستدامة وليست مجرد مورد مالي ظرفي.
في العمق، يعكس اللقاء إدراكاً متنامياً أن السياحة ليست قطاعاً ترفيهياً فحسب، بل ركيزة للتنمية المستدامة وإعادة تنشيطها في سوريا يعني خلق فرص عمل، وتحريك الاقتصاد المحلي، ووصل البلاد بخريطة السياحة العالمية.
أما بالنسبة للسويد، فإن التعاون يعزز حضورها في منطقة غنية بالإرث الثقافي والحضاري، ويمنحها دوراً في دعم مسار إعادة الإعمار بُعداً إنسانياً واقتصادياً.