ثورة أون لاين-علاء الدين محمد:
جاء مسرعا يحمل اكياسا من الخضار والحاجيات المنزلية.. قرع جرس البيت وهم بالدخول فصاحت في وجهه تمهل لاتدخل.. انتظر قليلا.. تسمر في مكانه مستغربا هذا التصرف غير المعهود, بعد هنيهة جاءت بسلة لتفرغ فيها ما يحمله الأكياس من على الباب وتدعها خارجا.. امتعض الرجل من هذا الفعل وقال لها اكياس يمكننا الاستفادة منها.. فصاحت في وجهه لا.. الأفضل التخلي عنها يمكن أن تحمل فايروس كورونا..
الحذر واجب اخلع حذاءك وادخل ولا تلمس شيئا قبل أن تغسل يديك بالصابون.. استجاب لطلبها وعاد اليها مستهزئا هل من أوامر أخرى قالت لا تمد يدك إلى المفاتيح والموبايل بعد أن غسلت سأعقمهما لك بعد أن انتهي من تعقيم الحنفيات و مسكات الأبواب…. من الغباء بمكان أن نستخف بفيروس كورونا.. ألم تسمع ما يحدث في بلدان العالم, وبالأخص في البلدان المتقدمة والمتطورة, فالفيروس لا يميز بين شخص وآخر أو بين بلد متطور وآخر، على ما يبدو أنه واسع الانتشار وتحديدا إذا وجد التربه الخصبة له.
علينا أن نكون مدركين لخطورته وأن نتعامل معه على أساس أنه خطر قادم على المجتمع والفرد ويمكن أن يصل إلينا إذا استخفينا به وكنا غير مبالين, لذلك مواجهته وإبعاد شبحه يكون بالنظافة والحيطة والحذر وإتباع التعليمات والإرشادات الصحية من قبل وزارة الصحة وليس بالخوف, وقبل أن تنهي كلامها قرع جرس البيت وإذ بالجارة تصطحب معها ربطتين من الخبز, فطلبت منها أن تفتح الأكياس لتأخذ الخبز من قلب الأكياس دون أن تلامسها وطلبت منها أن تترك الأكياس خارجا في سلة النفايات, سخرت الجارة من هذا الفعل, وقالت لها لو أعرف أنك ستقومي بفعل كهذا ماجئت لعندك.
فردت عليها بلطف «لا تنزعجي يا جارتي»كورونا ليس لعبة ولا مزحة إنه فيروس معد.. فعلي هذا ليس استخفافا منك ولا اشمئزازا إنه وقاية وحذر وأعلم أنك من أكثر النساء نظافة وأناقة.. لكن كل هذا الكلام لم ينفع الجارة ولا يهدئ من روعها.. غادرت المكان وهي ممتعضة.
فيروس كورونا نقلنا من حال إلى حال وغير نمط حياة كل من الفرد والأسرة.. لا بل فرض نوعا من السلوكيات الجديدة حتى داخل البيت الواحد حيث منعت المصافحة يد بيد والتعقيم المستمر على مدار اليوم سواء خرج أفراد المنزل أو لم يخرجوا, ناهيك عن علاقات الجوار والقربى, حتى أصبح رب الأسرة يعتذر عن استقبال الضيوف وتعليق الزيارات إلى أجل غير مسمى تجنبا من هذا الخطر المدلهم « كورونا « وهذا الفعل الجميل يجب أن يثمن و يقدر عاليا من قبل الجميع لأنه ينم عن وعي حقيقي بمخاطر الفيروس ووعي بكيفية المحافظة على الفرد والأسرة.. ولا يمكن لنا أن نتجاوز هذه المحنة إلا بالوعي الفردي والجمعي لمجتمعنا.