عرض (لاتكن أحمقاً مرتين) ..فانتازية بصرية..
على مدار خمسين دقيقة، عشنا مؤخراً مع مشهدية بصرية مغايرة يتبناها عرض (لاتكن أحمقا مرتين)، الذي عرض على مسرح قومي اللاذقية.
العمل الذي استند فيه على مسرحية شكسبير(هاملت) أدخل على نصه الكاتب مجد يونس أحمد فانتازيا تجسدت من خلال الساحرات الثلاث، ليبدو الأمر وكأننا في مطبخ ولكن طعامه مختلف، انه يطبخ روح الشخصية وفكرها، ومن ثم يرمي بها في فضاءات المسرح، بحيث تعيش مع جدل فكري يفضي بنا الى مساحات بصرية اشتغل عليها المخرج كمال قرحالي، بأسلوبية مزجت بين الرؤية الكلاسيكية والخيال…
أكد الفنان فراس علاء الدين لصحيفة “الثورة” ان الموسيقا التي اشتغل عليها هي مزيج موسيقي يلائم روح العرض ويعمق أحداثه، ويناسب تقلباته الدرامية، حيث يبدأ العرض بموسيقا بيتهوفن (ضربات القدر)
أما مشهد دخول الساحرات، فعلى موسيقا (كارمينا بورانا)…
العرض تمثيل: نضال عديرة في دور شكسبير، قيس زريقة في دور الحارس، هاشم غزال في دور الملك لير،
راما قرحالي والدة هاملت، وفاء غزال، حبيبة عطيل، غربا مريشة في دورالليدي مكبث..
وسام مهنا أدى دور هاملت، خالد حمادة وجعفر درويش أديا دور الشبح، مروة سليمان أدت دور أوفيليا وهي تدخل على موسيقا شوبان، محمد قرحالي في دورعطيل، وباعتباره رياضي يلعب كمال اجسام وتم ابراز هذه الناحية في الدور كمقاتل وفارس، مجد يونس احمد أدى دور ماكبث البطل والمحارب القوي، والشجاع …
أحمد مشاعل اجاد في العزف على الدرامز، نور شيخ خميس صممت الملابس والإكسسوارت والمكياج بحيث تتناسب مع ذلك العصر ..
في تصمميه للديكور يؤكد لنا (علاء الدين) انه ركز على كرسي العرش، بحيث أتى على شكل كرسي ضخم، مذهب وعليه نقاط نازفة… الديكور الذي صممه علاء الدين قام بتنفيذه كل من مالك يوسف وغيث ابو بالة…
الاضاءة التي صممها غزوان ابراهيم تناغمت مع العمل وأضفت روحاً عمقت الاحداث وكانت كخلفية بصرية تُهدئ او تُصعد من روع الاحداث وحالات الشخصيات الدرامية..
قصص أطفال في إصدارات جديدة لهيئة الكتاب
صدرت عن مديرية منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن مجموعة سلسلة أطفالنا مجموعة من القصص المنوعة بعضها كتبها أطفال موهوبون وأخرى لكتاب كبار ولكنها اشتركت في تنمية الحس الذوقي والجمالي عند الصغار وزرع قيم تربوية وإنسانية.
ففي قصة “سر لانا” للطفلين يعقوب درويش كتابة ورسوم زين اليماني نرى أسلوباً جميلاً في جعل الصغار يحبون الروضة عبر حكاية “لانا” التي أصبحت الروضة سر سعادتها ونشاطها.
أما قصة “مغامرات الهيكل العظمي” للطفلين عمار عفادلي تأليفاً ورسوم ورد كرجوسلي فنقرأ فيها قيمة تربوية عن أهمية حفاظ الطفل على ألعابه وعدم رميها أو تكسيرها.
ويقدم الأديب محمد قشمر والفنان قحطان الطلاع شرحاً للأطفال في قصة “حلم الطبيعة” حول مجموعة من الظواهر الطبيعية بأسلوب قصصي حكائي مشوق وسهل الفهم.
وروت قصة الأديب سامر الشمالي “عندما شعر الروبوت بالعزلة” التي رسمتها رنا قويدر قصة متخيلة في حياة روبوت غلب على حياته الروتين والملل فاستعان بصبي صغير قدم له أفكاراً جميلة ومسلية.
وركز الأديب الطبيب موفق أبو طوق في قصته “الذبابة المغرورة” التي رسمها الفنان رامز حاج حسين على قيمة التواضع في حياة الناس وعاقبة الغرور وأهمية مساعدة الآخرين.
وكان للمسرح نصيبه ضمن منشورات هيئة الكتاب ففي مسرحية لسراج جواد ورسوم الفنان حسام وهب بعنوان “محاكمة حرف الضاد” نرى قيمة اللغة العربية ومكانتها لدى الشعوب وتميزها بحرف الضاد الذي جعل منها متفردة.
ولم تغب القصص المترجمة عن منشورات الطفل فنجد قصة بعنوان “البديل” ترجمة محمد دنيا ورسوم صباح كلا من الأدب الروسي تحكي عن قيمة الجد والاجتهاد في حياة الإنسان.
وفي الترجمة أيضاً نجد قصة “لماذا الغراب أسود” لبلياتسوفسكي وترجمة الأديب الدكتور ثائر زيد الدين وتحكي عن عاقبة الفضول الزائد والتدخل في حياة الآخرين.
يذكر أن مديرية منشورات الطفل في هيئة الكتاب تصدر للأطفال بشكل شهري مجلة أسامة لليافعين منذ عام 1969 يرافقها كتاب أسامة الشهري ومجلة شامة للأطفال دون سبع سنوات وسلسلتي مكتبة الأطفال الشهرية في القصة والرسم والألوان و”شخصيات وأعلام” وجميعها تهدف إلى تثقيف الطفل وتوعيته من خلال معلومة تقدم بأسلوب تربوي وتعليمي.
لغة شعرية رمزية صوفية عالية في مجموعة (وكان الحبر لباسهم)
يمتزج الرمز الشعري والدلالات مع الموسيقا العذبة الهامسة لتشكل عالما شعريا صوفيا بين دفتي المجموعة الشعرية “وكان الحبر لباسهم”.
ويبقى مؤلف المجموعة الشاعر أسد الخضر في ما يقارب الستين نصا ضمن قوالب الخليل بن أحمد مبحرا في صوره الواسعة والعميقة رغم ميله إلى استخدام بعض المفردات التقليدية لتتواءم مع روح الشعر الصوفي ثم يخرجها من دلالاتها المعتادة وسياقاتها المعهودة.
ويراوح الشاعر الخضر بين التقليد والتجديد في البيت الواحد أو في القصيدة ككل فيعتمد المفارقات وتوازن العبارات والمحسنات البديعية ليخرجها من قوقعتها حين يذهب بها الى اماكن جديدة غير معتادة لجهة الرمز والمعنى.
تقع المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 167 صفحة من القطع المتوسط.
يذكر أن الشاعر أسد الخضر من مواليد حمص يكتب في الصحف والدوريات العربية والمحلية صدر له مجموعة شعرية بعنوان “غريب أيها الفرح” عن اتحاد الكتاب العرب ونال عددا من الجوائز أبرزها جائزة عمر أبو ريشة لعام 2017.
المرأة والطبيعة الصامتة بين الكلاسيكية والاختزال في معرض عفاف خرما
الفنانة التشكيلية عفاف خرما صاحبة تجربة طويلة في الفن تمتد لحوالي نصف قرن امتازت فيها بلوحة ذات طابع أكاديمي رصين ينحو لموضوعين أثيرين على قلبها هما بورتريهات لنساء والطبيعة الصامتة.
وشكل المعرض الأخير للفنانة خرما الذي استضافته صالة عشتار فرصة لجمهور الفن التشكيلي للاطلاع على تجربتها التي اتجهت فيها مؤخراً للتبسيط واختزال التكوين وعناصر اللوحة الى جانب لوحات من تجربتها الكلاسيكية التي عرفت بها طوال رحلتها الفنية.
وتضمن المعرض 30 لوحة بأحجام متنوعة بتقنيتي الاكريليك والباستيل وتركزت مواضيعها على المرأة بحالات إنسانية وحياتية متنوعة مع حضور دائم للطبيعة الصامتة التي لعبت دور البطولة في عدة أعمال في اتجاه نحو الواقعية الكلاسيكية الأكاديمية.
وعن المعرض قالت التشكيلية: “حاولت في الأعمال الأخيرة التحرر من النمط الكلاسيكي المعروف عن أعمالي وذلك من خلال تقديم التكوين الحر مع الاختزال لعناصر اللوحة والتقشف باستخدام اللون للحصول على تناغم العناصر ضمن مجموعة تقاربات اللون الواحد”.
وعن المواضيع التي تقدمها في لوحاتها أوضحت التشكيلية أن الحياة تحتم علينا التعايش مع كل ما يحيط بنا من أشياء نراها ونتعامل معها يومياً فهذه الأشياء تستهوينا أشكالها وألوانها المختلفة وخاصة مع التنوع الذي لا حصر له في تحولاتها مع انسكاب الضوء عليها وتماهيه معها.
وقالت خرما: “المرأة بطلة لوحتي الأساسية رغم تنوع حالاتها التي يرافقها تسخير للتكوين واللون لإظهارها فالفنان يمر بمراحل مختلفة ولا يقف عند مرحلة معينة بهدف التطور عبر هذا الانتقال من مرحلة لأخرى”.
والتشكيلية عفاف خرما من مواليد حمص عام 1951 تخرجت في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق سنة 1973 وحاصلة على دبلوم في التأهيل التربوي وعملت في تدريس مادة التربية الفنية في ثانويات ومعاهد حمص ودمشق ولها مشاركات دورية في معرض الخريف الذي تقيمه وزارة الثقافة كما شاركت في العديد من المعارض الجماعية المحلية.