ثورة أون لابن:
ربما يظن البعض من عنوان الكتاب انه يقصد امبراطورية بحد ذاتها مثلا الولايات المتحدة الأميركية التي تقود العالم الرأسمالي…العنوان ليس بهذا المعنى وان كان للولايات المتحدة التي تصب فيها خزائن المال المتوحش النصيب الكبير فيما يتحدث عنه الكتاب ..
امبراطورية العار هذا الجوع والعرب والنهب الذي يجري سرقة الاقوياء الضعفاء سرقة الشمال للجنوب ..
الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب من تأليف جان زيغلر ترجمه إلى العربية الاب الياس زحلاوي عبر اكثر من ٣٠٠ صفحة من القطع المتوسط يقدم المؤلف بالأرقام والوثائق الكوارث التي يسببها الشمال للجنوب عالم المال والتوحش وكيف تتم سرقة الثروات بأساليب متعددة يظنها الكثيرون وجدت لخدمة الدول بينما هي حقيقة لنهب الثروات بطرق تبدو وكأنها إنسانية وشرعية ..
يقدم الكتاب خلال خمسة فصول قراءات مهمة جدا لما يجري في العالم
.الفصل الأول جاء تحت عنوان :الحق في السعادة ..الثاني حمل عنوان :في أسلحة الدمار الشامل التي يراها كالتالي …الدين بفتح الدال من الاستدانة..الجوع ..
الفصل الثالث ..الحبشة الأنهاك والتضامن ..الرابع البرازيل طرق التحرر..الخامس إعادة بناء الإقطاع في العالم..
سرقة الشمال للجنوب ..
يرى المؤلف أن شعوب البلدان الفقيرة يستميتون في عملهم من أجل تمويل تطور البلدان الغنية فالجنوب يمول الشمال ولاسيما الطبقات المسيطرة في بلدان الشمال وان اقوى
وسائل سيطرة الشمال على الجنوب هو اليوم خدمة الدين بفتح الدال ..أن تدفق رؤوس الأموال من الجنوب إلى الشمال يفوق تدفقها من الشمال إلى الجنوب ..البلدان الفقيرة تدفع كل سنة للطبقات المسيطرة في البلدان الغنية اكثر بكثير مما تتلقى منها ..تحت أشكال الاستثمارات وقروض التعاون والمساعدة الإنسانية أو الإعانات من أجل التنمية..
في عام ٢٠٠٦ كانت المساعدة العامة من الشمال للجنوب ٥٨ مليار دولار وكانت هذه الدول في العام نفسه دول الجنوب قد حولت لسادة الارض في مصارف الشمال ٥٠١ مليار دولار بوصفها خدمة الدين العام وهذه الخدمة هي التعبير بعينه عن العنف البنيوي الذي يسكن النظام الحالي للعالم ..
نعم ليس ثمة حاجة الى الرشاشات والنابالم والمصفحات من أجل استعباد الشعوب واخضاعها فالدين اليوم يقوم بالمهمة..
اعداد:رشا سلوم