ثورة أون لاين- ابتسام ضاهر:
بانقضاض تسونامي «كورونا»، انقضّ جانب مظلم على حياتنا ، وتعطلت لغة الحياة ،وتعرضت للتسريح ، حين كشر العزل عن أنيابه، وأصبح لاصوت يعلو فوق صوت معركة كورونا الطاحنة التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي حياتنا . ولكن على الرغم من ذلك تحققت جوانب مشرقة ونجاحات في هذه المعركة في ظل الإجراءات الاحترازية غير المسبوقة التي تتخذها الحكومة حاليا”للحد من تفشي هذا الوباء ،والتي لم ينغصها سوى وجود قلة تغرّد خارج السرب من تجار الأزمات ،اختارت المتاجرة بإستغلال قوت المواطن وابتزازه برفع الأسعار بجنون عليه .فكان همّها وشغلها الشاغل الربح الفاحش وإستغلال الظروف لتحقيق الأرباح على حساب الفقراء ،ولتعبئة جيوبهاوبطونهاالجرباء.متناسية أنه في الأزمات يجب أن تزداد أهمية الأخلاق ،وأن تصحى الضمائر ،ويبتعد كل فرد عما يؤذي مجتمعه من آفات أخلاقية واستغلال سيء لظروف الناس الصعبة. ومن المعيب استغلال هذه الظروف للمضاربة وربح الأموال على حساب المواطنيين .فبقوتنا وتضامنا ووعينا تتبدد المخاوف والإحتياجات ، .ولنتجهزليكون بعضنا عونا لأخيه في كل ما من شأنه أن يرفع من معاناته، لأن مجتمعنا ملك الجميع وأمانة الجميع، وتقع مسؤولية حمايته علينا جميعا”.
ياروح مابعدك روح
تلك المقولة ،التي نتطلع أن يهجرها تجارنا في هذه الأزمة، فلا يتطلعون للربح السريع أو الفاحش بقدر ما يتطلعون إلى خدمة المواطن .فبقدرتغلبهم على مصالحهم الضيقة ،وتملكهم روحية العطاء والتبرع ،نرفع رؤوسنا بهم ونحترمهم ونكبر فيهم هذه الروحية الراقية.
وقد رأينا في هذه الأزمة بعض المبادرات اللافتة لمحلات بيع المواد الغذائية والمخابز وتجار الجملة أعادت زرع الأمل والبسمة في نفوس المواطنين، كتخصيص كمية من الخبز مجانا لمواطنين محتاجين أو فقراء وكذلك التبرع بها لجمعيات خيرية توزعها بدورها على المحتاجين .كمابادر بعض التجار النزهاء ،على عكس كثير من الاستغلاليين والانتهازيين الذين وجدوا في انتشار فيروس كورونا فرصةللتجارة ،إلى تقديم مساعدات مختلفة لمساعدة أسر محتاجة تعطلت أعمالها هذه الأيام
فليتذكر تجارنا ، أن أسراً كثيرة مازالت تعيش على المساعدات الاجتماعية ولا يتوفر لها فائض مالي للتخزين ،و ليتذكروا أماً وحيدة ترعى أطفالها ولا تجد في جيبها ما يكفي لتوفير قوتهم اليومي .وأنهم إذا ماأسأوا التصرف بتلاعبهم بالأسعار واحتكارهم للمواد والمعقمات سيصبح الوباء خطرا” على الجميع دون استثناء.و سيكون الكل خاسرا .
التعقيم من الكورونا ومن عديمي الضمائر
في لقائتنا مع عدد من المواطنيين المتواجدين ،أثناء تسوقهم ،عند صالات ومراكز السورية للتجارة ،التي تشهد إقبالا” شديدا” من المواطنيين نتيجة الفرق بين أسعار السورية للتجارة والسوق الخاص عبروا عن سخطهم من تعامل بعض تجار الأزمة، ليصفهم البعض بعديمي الضمائر ،وبأنهم فيروسات لاتقل خطورة عن الكورونا .لأنهم يتصيدون في الماء العكر ظانيين أن أموالهم ستحميهم من الوباء .كما علقت سيدة بالقول : أن هؤلاء التجار يمثلون خطرا” على المجتمع لأنهم لا يشعرون بالمواطن، ولا يخافون الله ولا الوطن ولا القوانين، فحتى آداب الأوبئة لايعرفونها فمحاولاتهم في الغش والخيانة مستمرة في كل شىء ،وإستغلالهم للظروف على قدم وساق لرفع الأسعار والإحتكار على السواء .نتمنى أن تتم محاسبتهم بشدة لأنهم يستغلون الأزمة لمصالحهم الشخصية ويخالفون مبادىء المواطنة ويتاجرون بالوطن ،وفي حال تآزر فيروس تجار الأزمة مع فيروس كورونا سيشكلون غصة في حلوقنا قد تودي بنا إلى الموت .
ولهذا لتخطي هذه المحنة التي قد تأتي على كل شيء،على هؤلاءأن يطهرَواعقولهم وقلوبهم وليقتربواأ كثر الى الله ،ولنتكافل ماديا ومعنويا، ويقدم كل فرد بقدر استطاعته وتخصصه، ولا يقف أحد متفرجا وليترك كل منا أثرا طيبا” ،لأنّنا في مواجهة الموت والأشياء كلّنا سواسية حيال كورونا. ، .