ثورة اون لاين – غصون سليمان :
حقق نهجه خريطة بناء، عمرت جغرافية الوطن من أقصاه إلى أقصاه، وأطلق فكره حزمة المبادئ التي شملت كل مناحي الحياة بفضل تهيئة الظروف المناسبة للعقل السوري المبدع الذي استثمر بشكل صحيح ما أراد توظيفه من فكر وتنوير من خلال ما أنتجه نهج حزب البعث العربي الاشتراكي على مدى ٧٣ عاما.
هذا الحزب الثوري الذي آمن بقدرة الجماهير على بناء شخصية الأمة على الصعيدين الوطني والقومي يحق له وصف الريادة والقيادة للدولة والمجتمع، وإذا ما نظرنا إلى أنفسنا ذكوراً وإناثاً، رجالاً ونساء، عمالاً وعاملات، من بين الملايين ممن تقاسموا ماء وهواء الوطن، نستطيع الجزم بأننا أبناء هذه الأرض الطيبة التي منحها فكر الحزب في منطلقاته النظرية والتطبيقية طرقاً عديدة لخوض التجربة وتحقيق الأمنيات على الصعيدين الشخصي والمجتمعي، والبناء الخاص والعام، فكان الموعد الأول مع محاكاة الأرض المعطاءة باستصلاح واستثمار آلاف الهكتارات بعدما نجحت بذرته الأولى في الثامن من آذار عام ١٩٦٣، ونمت وترعرعرت في مناخ التصحيح المجيد الذي أرسى الدعائم وعزز الأسس وقوى الركائز المجتمعية في كل مدينة وقرية وبلدة وحي..
وإذا ما أخذنا فقط التعليم في جميع المراحل التي اجتزناها في مدارس بلداتنا و قرانا ومدننا مجاناً من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية كتباً وتعليماً ووسيلة.. ومن ثم انتقلنا إلى مناحي الحياة المختلفة، فيكفي أن نذكّر على سبيل المثال لا الحصر، بالجامعات السورية والتي تعد المجتمع الأكبر من حيث الخبرة والمعرفة والتي أمنت الاستقرار النفسي لمئات الآلاف من الطلبة الفقراء وبكلف مادية رمزية تكاد لا تذكر.. فالسكن الجامعي وفر على مئات الآلاف من الطلاب والطالبات من مختلف محافظات القطر مشقة الغربة والتعب والتشتت.. فقد كان رسم التسجيل السنوي في الثمانينيات لكل غرفة لا يتجاوز الـ٢٥٠ليرة سورية، وكل وحدة سكنية مجهزة بكل ما يحتاجه الطالب والطالبة للعيش والدراسة بأمان وهدوء وسلام، قاعات للمطالعة، صالات لبيع الخضرة والخبز والغذائيات.. والأهم من كل ذلك توفر الكتاب الجامعي بأسعار رمزية أيضاً لا ترهق جيوب الطالب ولا الأهل.. رغم تعرض سورية في ثمانينيات القرن الماضي الى حصار اقتصادي ظالم من قبل دول الغرب الاستعمارية، وقت ذاك، تشفياً من مواقف سورية النضالية على الصعيدين الوطني والقومي، ووقوفها إلى جانب القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين..
فالحديث عن مدرسة البعث وما أنجزته من أفكار خلاقة وصروح عملاقة بفضل قيادة الرئيس المؤسس القائد الخالد حافظ الأسد وبناء دولة المؤسسات بكل ما تعينه الكلمة من معنى، وفي المقدمة بناء المؤسسة العسكرية على مدى عقود طويلة.. هو حديث يبدأ ولا ينتهي إذا ما خضنا بتفاصيل ما أنجز، اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وعسكرياً، وأمنياً، واقتصادياً، وصناعياً وخدمياً، بأشكالها الجزئية والكلية من عمر تجربة حزب البعث الزمنية والحياة، والتي لا يمكن لأحد أن ينكر ما قدمه الحزب من تضحيات كبيرة على جميع المستويات ولا يزال يخوض بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تجربة الهوية والوجود ضد عدو متعدد الأقطاب والأجناس، حاول أن ينال من سورية الدولة المحورية في هذا الشرق. إلا أن مشروعه التقسيمي الإرهابي بدده إيمان الشعب والجيش والقيادة بالثبات على الحق والمبادئ والعيش بكرامة الوطن..
كل عام وسورية تجدد عنفوانها وكبرياءها بفضل حكمة قيادتها وصمود شعبها وتضحيات ابنائها.
كل عام وسورية الدولة والمجتمع بألف خير..