ثورة أون لاين – أيمن الحرفي:
لطالما بحثنا عن السعادة .. و امضينا العمر في سبيل الوصول إليها فاختلفنا في تعريفها و عشنا تجارب مختلفة للاقتراب منها .. فهناك من يجد السعادة في المال و آخر يرى السعادة في الصحة و منهم من يصل إليها بالنجاح و هكذا ..
و بالرغم من هذا التباين في مفهوم السعادة إلا أن معظم الباحثين و علماء النفس اتفقوا على أنها مجموعة من المؤشرات السلوكية التي تدل على حالة من الرضا التام لدى الفرد و سعيه المستمر لتحقيق أهدافه الشخصية في إطار الاحتفاظ بالعلاقات الاجتماعية الإيجابية مع الآخرين.. في السطور القادمة سنتعرف إلى آراء الناس و مفهومهم للسعادة .. يقول سعيد المعلم و هو مبرمج و يعمل في مجال الاتصالات الرقمية : ( السعادة هي ذلك الشعور المريح الذي يغمرك عندما تدخل البهجة و الفرحة و السرور إلى قلوب الآخرين) . أما المحامي عبد الرزاق كرزون فيرى السعادة في الأصدقاء الحقيقين فيقول: ( السعادة في الأصدقاء فعندما تجد صديقا مخلصا وفيا مؤمنا بك فقد وجدت السعادة باوسع أبوابها ) .
أما هاشم العمري وهو طبيب( فيرى السعادة بالنجاح في العمل وتحصيل العلم و المعرفة أكثر )و رأيه يتوافق مع فولتير الذي يقول : ( العمل هو المتعة و هو مصدر السعادة ) . أما هدى يزبك وهي مدرسة( ترى السعادة في تفوق أبناءها و طلابها و الوصول معهم إلى أعلى مراتب النجاح) . ويرى دريد سكني السعادة في الكتب و القراءة فيقول : ( عندما انغمس في جمع الكتب وقراءتها أكون قد جمعت مفاتيح السعادة) .
فيما رؤى فهي طالبة جامعية تقول رأيها بالسعادة : ( و بالضد تعرف الأشياء فعندما عشنا الحزن افتقدنا السعادة و في الضوضاء زاد تقديرنا للصمت و الهدوء و كذلك في الغياب عرفنا أهمية الحضور ) .
ويقول نضال وهو موظف : ( ليست السعادة بالمال و لا بالذهب و إنما بالقناعةو الرضا و القبول و التفاؤل ) و هو يتوافق مع رأي جان دي لا فونتين الذي يقول : ( إن السعادة قناعة فلا الذهب و لا العظمة يجعلاننا سعداء ) .
و تتلخص مفاتيح السعادة عند أرسطو و أفلاطون و الدكتور ابراهيم الفقي في ان السعادة نابعة من النجاح الداخلي الذي يشعر به الشخص فهي لا تأتي كهدايا أو مكافآت من الخارج و من أهم اقوال سقراط : ( سر السعادة ليس في السعي للحصول على المزيد ، إنما بتنمية قدرتك مع الاستمتاع بالقليل) .
أما أفلاطون فالسعادة لديه شعور الإنسان بالرضا و إنجاز يحققه بنفسه حتى لو كانت مجرد إنجازات صغيرة أو بسيطة كالانتهاء من قراءة قصة مشوقة أو ممارسة رياضة محببة.. و من أقواله ( السعادة معرفة الخير و الشر ) . بينما خبير التنمية البشرية الشهير الدكتور إبراهيم الفقي فيقول : ( إن البعض يظن النجاح سببا للسعادة و لكن النجاح هو نتيجة للسعادة، البعض يظن أن السعادة في الشهرة و لكن العديد من المشاهير قد انتحروا نتيجة اليأس و عدم الشعور بالسعادة مثل ( الفيس برسلي- داليدا و غيرهم من المشاهير ) .
و السعادة الزوجية الهانئة بدون مشاكل و لا هموم هي الحياة المبنية على الاحترام المتبادل بين الزوجين و الحرص على خصوصية الحياة الزوجية ، تلك الحياة المبنية على الثقة و الأمان و الحب و المشاركة في اتخاذ القرارات. و اخيرا يقولون لك : أسعد الآخرين.. أسعد أبناءك.. أسعد والديك .. لكننا لم نصادف من يقول لنا : أسعد نفسك تلك الفلسفة التي لا يدركها إلا من اكتشف حقيقة الحياة و قيمة الوجود .
الحقيقة التي تقول ان عمرك مجرد أيام معدودة تمضي و لا تعود .. في حياتنا نسعى لاسعاد كل من حولنا .. لكن هل فكرنا أو حاولنا إسعاد أنفسنا… هل خصصنا جزءا من وقتنا المهدور في البحث عما يسعدنا و يفرح قلبنا ..