بين الأسباب والدوافع..رغبة بعض الشباب بالانطواء وعدم المخالطة ..

ثورة أون لاين – حسين صقر:

مع تزايد ضغوط الحياة ومتطلباتها، وانسداد الأفق لتحسين الوضع المعاشي، وانحسار الفرص في بناء مستقبل تتحقق فيه أدنى الشروط التي يطمح لها أي منهم، يميل معظم الشباب للانطواء والوحدة، وعدم المخالطة، وقضاء أغلب الأوقات في منازلهم وأحياناً في غرفهم بعيداً عن العيون، إما أمام شاشة التلفاز، أو الموبايل والحاسب، أو مع السيجارة وفنجان القهوة، لظن هؤلاء أن تمرير الوقت بهذا الشكل قد يخفف من آثار المعاناة التي يعيشونها.

“الثورة” التقت مجموعة من الشباب الذين بثوا شجونهم وآلامهم، معللين أنفسهم بأن تتغير الظروف للأفضل، انطلاقاً من أن دوام الحال من المُحال، ولكن الحاضر صعب جداً ولهذا مازال لديهم الأمل بأن شيئاً ما سيحصل، من شأنه أن يبدّل الأوضاع نحو الأفضل.
وقال أسامة محمد حتى الآن لم أستطع أن أجد عملاً يناسبني، نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد وغيابي عن سوق العمل ثماني سنوات ونيف متواصلة، وعدم توفر الفرصة المناسبة لي قبل الالتحاق بالخدمة الإلزامية، حيث تخرجت من الجامعة والتحقت بعدها مباشرة، علماً أنه ليس لدي أي مصدر للرزق غير شهادتي، بالإضافة إلى أن المنزل الذي أقطنه هو منزل العائلة المؤلفة من شابين وثلاث فتيات، ويعانون نفس المشكلة التي تؤرقني، ولهذا أجد نفسي مضطراً للبقاء في المنزل، لأنني لا أقوى على مجاراة أصدقائي.
محسن زيادة عبّر قائلاً ووجهه يطفح باليأس والحزن: قبل اتخاذ وزارة الصحة إجراءاتها الاحترازية لمواجهة مرض كورونا، كنت أخرج لمزاولة بعض الأعمال الحرة، أما اليوم ومع الحجر الصحي الذي فُرض نتيجة مواجهة المرض، ليس هناك أي فرصة بالعمل، لأن ورش البناء التي كنت أعمل فيها أغلفت، وليس هناك أي مصدر للرزق، و اليوم أجد نفسي حائراً ماذا أفعل لتأمين حاجيات المنزل الضرورية، وخاصة أنه لدي طفل رضيع لم يتجاوز السبعة أشهر، ولديه من المتطلبات الكثيرة التي تجعلني حائراً فاقد الحيلة أمام هذه الظروف.
سعد العلي قال: بعد عودتي من السفر الذي لم أوفق فيه، أشعر وكأنني الحكاية التي يتسلى الناس فيها، والسيرة التي لم تبرح مجالسهم، علماً أنني جازفت واغتربت وسعيت جهدي لأن أغير من ظروف حياتي نحو الأفضل، لكن أوضاعاً صعبة أرغمتني للعودة بعد إغلاق الشركة التي كنت أعمل فيها، وتسريح العمال منها نتيجة أزمة مالية حلّت بها، وفجأة وجدت نفسي في مطار دمشق عائداً، لأكون شخصاً عاطلاً عن العمل، وما وفّرته في الغربة بدأ بالنفاد، ولهذا أجد نفسي كل يوم وحيداً في المنزل خجلاً من مواجهة المجتمع الذي لايرحم بأحكامه.
أنس إبراهيم أكد أنه لا يمكن لأي شخص أن يكون سعيداً بالعزلة والانطوائية، والهروب من الواقع، لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لكن الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها والغلاء الفاحش للأسعار تدفعنا لالتزام المنازل، حتى قبل “كورونا” وعبّر مازحاً، يمكن أن تكون إجراءات مواجهة ذاك المرض لعبت دوراً إيجابياً، وأوجدت لأمثالي الحجة لعدم الخروج من المنزل نتيجة ارتفاع اسعار الحاجات الأساسية وغيرها، وخاصة متطلبات الضيافة للزائرين، ولهذا قد تجد نفسك بين أربع جدران بمفردك وهو أفضل لك، لأن البقاء في المنزل يجنبك الإحراج مع أقرانك.
المهند فرزان قال: أرى بعدم الخروج من المنزل راحة نفسية لاتعادلها أخرى، لأن المخالطة الزائدة عن حدودها تسبب أحياناً مشكلات نحن بغنى عنها، ولاسيما في ظل التفاوت الطبقي، خاصة وأن البعض ممن نجالسهم والذين ظروفهم المادية تتميز عن ظروفنا، يتكلمون كثيراً عن أنفسهم ومشاريعهم، ويتباهون غالبية الوقت فيها، وهو مايولد شعوراً مزعجاً في النفس، ليس حسداً لأولئك، ولكن تكرارهم للحديث يدفعني للاكتفاء بأسرتي وعائلتي، حيث أجد عندهم الراحة والهدوء.
وأوضح يامن النهار أن البقاء في المنزل سببه قضاء معظم الوقت على صفحات التواصل الاجتماعي والوسائل الأخرى، لأن التواصل الإلكتروني يجعلنا ننهي الجلسة في الوقت الذي نريد، فضلاً عن أنها لا تكلفنا شيئاً سوى فتح شبكة الواي فاي.
ما سبق يؤكد أن الظروف المادية هي التي تقف حائلاً أمام عدم التواصل والانعزالية التي يرغب بها معظم الشبّان، و مع أن هؤلاء لايشكلون المجتمع بأكمله لكنهم يعطون صورة كافية عنه.

آخر الأخبار
أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا