يقظة العقل من الغفلة في الشهر المبارك، شهر الصوم، شهر رمضان.. يقظة العقل التي تدعونا لمراجعة أفكارنا وقناعاتنا لنرمي الخاطئ والسلبي منها بعيداً عنّا، والانطلاق بفكر يورث العلم والمعرفة والحكمة.
الفكر الإنساني في شهر رمضان يحقق العدالة الاجتماعية، إذا ما انطلق كلّ فرد منّا بصورة من صور التكافل الاجتماعي وحثّ الذات الإنسانية التي هي جزء من الكلّ الاجتماعي للعطاء، فيأتي انعكاس أفعالها في العقل الجمعي من خلال العوامل الفطرية المكتسبة في رمضان شهر العطاء، ويُحقق قيماً اجتماعية ذات صبغة إنسانية ينتفي معها بعض من الفقر والجوع.
الفكر الإنساني في شهر الصوم تتبدى ملامحه أيضاً في عناوين الصفح والتسامح وخلق بيئة من السلام والتعايش الفكري والثقافي والاجتماعي، وينطلق الإنسان من ذاته التي يدرك موقعها في المنظومة الحياتية بكل أبعادها، لينتفي الإعتداء والعِداء بين البشر.
الفكر الإنساني في شهر الصوم فكر تحرّري نابع من الواقع والبيئة الملموسة فضلاً عن الواقع الروحاني، وكلا الواقعين يحدد مسارات التوازي والتقاطع في عالم الأفكار وتطبيقاتها من دون أيّ تصادم، وإذا ما التزم كل فرد في المنظومة الحياتية بدوره ينتفي التعصب والتزمت والفكر الظلامي الوهابي كقوة فاسدة أخلاقياً ودينياً وينتفي خطرها على نفسها وعلى العالم أجمع.
الفكر الإنساني في رمضان يضع الإنسان في حالة نفسية قاعدتها إيجابية تدعو للأمل والتفاؤل واستنباط الطاقات الخيّرة وإطلاقها في الحياة لاستنهاض الهمم وابتكار أروع الطرق والأساليب في الاستمرار في الحياة وتفادي كلّ آثار القهر والظلم وأشكال الحروب والاستعمار والأوبئة والأمراض التي مبعثها الفكر اللاإنساني.
رؤية- هناء الدويري