تؤكد الاشتباكات التي اندلعت بين إرهابيي النصرة وجنود الاحتلال التركي بالأمس، حالة التخبط والعجز التي باتت تلازم منظومة الإرهاب، لكنها بكل تأكيد لا تعكس حالة انفصال أو طلاق بين الطرفين، وهذا يعزى بالطبع لتشابك المصالح والاهداف بين النظام التركي والتنظيمات الإرهابية التي لا تزال تتلقى الدعم والرعاية والحماية من أردوغان شخصياً.
ضمن هذا السياق، فإن النظام التركي يستعرض عضلاته ويحاول الإيحاء بأنه يطبق أو ينفذ مخرجات آستنة وسوتشي، لاسيما تلك التي تتعلق بإخلاء مدينة إدلب من الإرهابيين، خصوصاً في ظل تواتر المعلومات عن حصول لقاءات واجتماعات خلف الكواليس بين ممثلين عن إرهابيي النصرة وممثلين عن أنقرة لاحتواء التوتر المفترض، وهو الامر الذي ينفي بشدة حصول طلاق بين الطرفين، أو حتى حصول مجرد خلاف، كما يحاول البعض وبكل سذاجة إشاعة ذلك، فالمهمة المناطة بأردوغان وإرهابييه لم تنتهِ بعد، لأن السيد الأميركي لا يزال وبرغم الإخفاقات والهزائم التي مني بها مشروعه الإرهابي في سورية يجهد لتخريب حوامل وعناوين المشهد عبر أدواته ومرتزقته وفي مقدمتهم السلطان العثماني وإرهابييه.
الإخواني أردوغان لم يخرج من دائرة الاختبار، وكل محاولاته بإثبات مصداقيته المفقودة باءت بالفشل، لأنه ببساطة جزء لا يتجزأ من المشروع الإرهابي والإخواني، وهذا بحد ذاته من شأنه أن ينسف كل احتمالات الإيفاء بعهوده ووعوده التي لا يزال يتشدق بحرصه على تطبيقها وتنفيذها.
بعيداً عن الخداع والكذب الذي ينتهجه النظام التركي فإن الواقع بقواعده ومعادلاته التي ارتسمت بدماء شهدائنا الابرار وبطولات وتضحيات رجالات جيشنا الباسل، بات أكثر تجذراً وثباتاً من كل محاولات إجهاضه وتغييره والانقلاب عليه، وهذا بحد ذاته يشكل دافعاً للمضي قدماً في طريق سحق الإرهاب وطرد قوى الاحتلال عن تراب وطننا الغالي.
فؤاد الوادي