لعل أهمية وفاعلية تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا تكمن بالدرجة الأولى في استمراريتها وأن تصبح ثقافة وحاجة وسلوكاً يومياً لا سيما كل ما يتعلق بأهمية التباعد الاجتماعي وتجنب الأخطار المحتملة التي قد تنجم عن التقارب والازدحام في الأسواق.. فمنذ اللحظات الأولى كان التأكيد على أن التباعد مسألة جوهرية وهي أن نبدأ من أنفسنا.. من بيوتنا وأن نتعامل مع انفسنا ومع كل من يمكن أن نلتقي به على أنه مصاب أو يحمل الفيروس وأن نتقبل كل ما هو ممنوع على قاعدة الحفاظ على سلامة الجميع.
واليوم علينا أن نستمر وأن نتحمل الإجراءات وخاصة التباعد الاجتماعي لما له من دور مهم في تخفيف الضغوط على أنظمة الرعاية الصحية ويمكن من رصد المخالطين ويسهل إجراءات الحجر الصحي، وأن ننظر إلى التباعد الاجتماعي في ظل هذه الظروف على أنه واجب وطني وأقوى سلاح لمحاربة فيروس كورونا، وفي نفس الوقت ألا نخلط بين مفهوم التباعد بأشكاله المختلفة، فالمطلوب اليوم ليس تباعداً اجتماعياً بل تقارب اجتماعي وتباعد جسدي.
ولعلنا نشهد في هذه الأزمة العديد من المبادرات والبدائل التي يقوم بها الناس في التواصل والقيام ببعض الواجبات الاجتماعية وهم في بيوتهم ولعل اقرب مثال التعازي حيث يمتنع الجميع عن إقامة مجالس العزاء ويعلنون الاكتفاء بتقديم التعازي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذه ثقافة تؤكد أن المسؤولية الجماعية والفردية تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع وتحتاج إلى تكاتف الجهود للسيطرة بشكل كامل على هذا الوباء.
ولعل من الأمور التي يجب أن تكون جزءا من الثقافة المطلوبة أيضا أن التعامل مع أزمة كورونا والسلوكيات الواجب اتباعها أمر لا يحدده الشخص على مزاجه وكما يريد ويشتهي وإنما تحدده الجهات الرسمية الصحية وعلى الجميع الالتزام بها.
وتبقى القاعدة العامة التي يجب أن نستند إليها في وقائع حياتنا اليومية وهي أن نستفيد من دروس الآخرين ونتعلم من الذين انتصروا على الوباء ونتجاوز أخطاء الذين استهتروا ولم يلتزموا بالإجراءات الضرورية للوقاية كي نتجاوز خط الدفاع ضد كورونا وصولا إلى النجاة من الوباء والانتصار على كل ظروفه وتداعياته.
الكنز-يونس خلف