ثورة أون لاين:
بالرغم مما يحظى به فيروس كورونا المستجد- كوفيد-19 من دراسة ومراقبة وتحليل في جميع أنحاء العالم فإن بعض آثاره وخصائصه لا تزال غامضة، وأثبتت الجهود العالمية المبذولة لمواجهة انتشاره حتى الآن أن الدول التي لديها مجتمعات واعية بخطورة الوباء، وملتزمة بالإجراءات الاحترازية هي الدول التي نجحت في الحد من انتشاره.. أو كانت الأقل تأثراً من خلال الالتزام الطوعي بالإجراءات الاستباقية.
إن الوعي المجتمعي هو خط الحماية الأول والرئيسي في مواجهة مخاطر الفيروس وتجاوز هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العالم اليوم.. ولن نصل إلى السلوك الاعتيادي اليومي الذي ننشده إلا من خلال الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية التي أقرها الفريق الحكومي المعني بالتصدي له ودعم الجهود لمنع انتشار هذا الوباء.
الوعي المجتمعي لا يقتصر فقط على الإدراك بخطورة هذا الوباء والالتزام الطوعي بالإجراءات الاحترازية والصحية لمنع انتشاره وتفشيه، ولكن يشمل أيضاً قيام مؤسسات المجتمع وفئاته كافة بأدوار داعمة ومساندة للجهود الحكومية لمنع انتشاره والقضاء عليه، عبر مبادرات توعوية، ومن خلال توفير الإمكانيات المادية ووضعها تحت تصرف الجهات المعنية لتعزيز قدرتها على توفير الرعاية الصحية اللازمة.
فالأخطر من هذا الوباء ذاته هو الاستهتار به وبطرق العدوى منه، وعدم الوعي الحقيقي بكيفية الحد من انتشاره.. والامتناع عن تغيير العادات والسلوكيات اليومية التي بات ينفذ منها وينتشر عبرها ما قد يحقق انفجاراً وبائياً لا تحمد عقباه.
رأينا سلوكاً غريباً في التهافت والتسابق على الأسواق في وقت تتطلب التدابير الاجتماعية البقاء في المنازل والالتزام بالإجراءات الاحترازية للتصدي للفيروس، غير مدركين أننا من الممكن أن نصل إلى حال تثبت أن الاستهتار والاختلاط وغياب الإجراءات الاحترازية وعدم الوعي الحقيقي لدى الأغلب هو الخطر الأكبر الذي يهدّد بتوسع انتشاره وحصد المزيد من الأرواح والتسبب بكوارث بشرية قاسية.
أصبحنا اليوم أمام معطيات محددة وواضحة فيما يخص فيروس كورونا المستجد وآفاق انتشاره، وأي أمر في مواجهته يجب أن ينطلق من الوعي بجميع المعطيات والتصرف على أساسها، ليس لإنهاء الوباء بل للحد من انتشاره وآثاره المدمرة على الصحة العامة، ولن نصل إليه إلا من خلال الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة ودعم جهودها لمنع انتشاره.
أروقة محلية- عادل عبد الله