ثورة أون لاين:
في أي حوار أو لقاء خدمي يهم الناس ويلامس أساسيات حياتهم اليومية ومصيرهم ومستقبل عائلاتهم وأولادهم لا بد وأن يكون سقف هذا الحوار مفتوحاً على كل شيء يحاكي الواقع ويطرح الرؤى والأفكار والحلول بهدف تحقيق الأحسن والأفضل، ويدخل في أدق الإجراءات والتفاصيل للوصول إلى إمكانية تجاوز المعوقات والصعوبات التي تحول دون ذلك، وفي كثير من اللقاءات والحوارات مع أصحاب القرار سواء الثنائية أم المغلقة وحتى الجماعية التي تأخذ طابع حوار السقف العالي، أو كما يسمى المفتوح، يتم التطرق والحديث عن العديد من القضايا الجوهرية التي تهم الشأن العام وحياة الناس وكان لبعض وسائل الإعلام تجربة ناجحة ومميزة في هذا المجال لاقت إقبالاً واسعاً ومتابعة كبيرة، ولا سيما أن سقف حوارها كان عالياً وشاملاً، ناقش قضايا ومشكلات في غاية الأهمية استضاف خلالها رؤساء حكومات ووزراء ومديري مؤسسات تعنى بشكل مباشر بمثل هذه القضايا المهمة ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي المباشر الذي يلازم حياة المواطن بشكل يومي، ومثل هذه الحوارات واللقاءات تلاشت ولم تعد موجودة حتى في الحد الأدنى، وخاصة أننا في مثل هذه الظروف والأوضاع بأمس الحاجة إليها شكلاً ومضموناً والأهم في ذلك أن تحقق نتائج فعلية ملموسة تغير من صورتها التقليدية إلى حالة مغايرة تماماً يكون لهذه النتائج أثرها ويكون لها معيار الفشل أو النجاح.
وإذا كانت حوارات السقف المفتوح هذه حاجة وضرورة وخاصة إذا كانت مع عامة الناس فإن لسقف الرواتب والأجور حداً وصلت إليه مع زيادة الرواتب الأخيرة أصبح من الواجب والبديهي إعادة النظر به ولاسيما أن نسبة لا بأس بها من أصحاب الدخل المحدود ولجميع الفئات قد وصلت هذا السقف مبكراً جداً ولم يعد بإمكانها الاستفادة من الترفيعة السنوية للرواتب كل عامين بما يضعف لديها حافز العمل، ناهيك عن الخلل الكبير في معادلة الرواتب والأجور مقارنة بالأسعار والواقع المادي لأصحاب الدخل المحدود الذي تجاوز المعقول بكثير..!!
فمن حوار السقف المفتوح مهنياً إلى فتح سقف الرواتب والأجور عملياً معادلة تحكمها الوقائع والضرورات برموز تكافؤ جديدة.
حديث الناس- هزاع عساف