ثورة أون لاين:
نادراً ما يرتبط ارتفاع ضغط الدّم بالأطفال، ولكنّها حالة تحدث بين الرُّضع والأطفال الصغار، قد تختلف أسباب ارتفاع ضغط الدّم عند الرُّضع عن أسباب ارتفاع ضغط الدّم لدى البالغين.
ما هو ارتفاع ضغط الدّم؟
القوة التي يمارسها الدّم على جدران الشرايين عندما يتحرّك خلالها تسمّى ضغط الدّم، هو مقياس برقمين، أحدهما يشير إلى قوة الدّم عندما يضخّه القلب والآخر عندما يكون القلب في حالة راحة.
عادة ما يُشار إلى ضغط الدم (BP) برقمين مكتوبين على شكل كسر، على سبيل المثال، 110-70. يُسمّى الرقم العلوي هنا ضغط الدّم الانقباضي، والذي يقيس ضغط الدم عند ضخّه – تحريره من القلب، يُسمّى العدد الأقل الضّغط الانبساطي، الذي يقيس الضغط على جدران الشرايين عندما يكون القلب في حالة راحة.
عندما يكون ضغط الدم فوق النسبة المئوية المطلوبة، يشار إليه باسم ارتفاع ضغط الدم، لا يوجد ضغط دم قياسي عند الأطفال حيث يختلف ضغط الدم الطبيعي بشكل كبير اعتماداً على عدّة عوامل مثل العمر والطّول والوزن والجنس للطفل، كما أنه يختلف حسب النشاط الذي يقوم به الطفل.
يصنّف المهنيّون الطّبيون ضغط دم الأطفال إلى عدّة درجات تسمى النسب المئوية. يتمّ تحديد ضغط الدم الطبيعي أو المرتفع من خلال الفئة المئوية التي ينخفض فيها ضغط دم الطفل، ويساعد تحديد سبب ارتفاع ضغط الدم في توفير العلاج المناسب.
الأسباب الأكثر شيوعاً لارتفاع ضغط الدّم بين الرُّضع:
مشكلات القلب: يمكن أن تتسبّب مشكلات القلب، وخاصة مشكلات القلب الخلقية، في ارتفاع ضغط الدّم عند الرُّضع، بعض مشكلات القلب الخلقيّة التي يمكن أن تسبّب ارتفاع ضغط الدم هي ضيق الأبهر (الشريان الكبير يسمّى الأبهر)، والقناة الشريانية السالكة (عندما لا يغلق الشريان بين الأبهر والشريان الرئوي قبل الولادة). يمكن أن تؤدي بعض الأنواع الأخرى من مشكلات القلب لدى الأطفال أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدّم عند الأطفال.
أمراض الرّئة: الرئتان هما المركز الذي يفقد فيه الدّم ثاني أكسيد الكربون ويكتسب الأكسجين، يمكن أن تؤدّي أي مشكلة في الرئتين أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدم.
خلل النسيج القصبي الرئوي هو أحد هذه الحالات التي تحدث عند الأطفال الذين يتم تزويدهم بالأكسجين مباشرة بعد الولادة؛ لأنهم مرضى جداً أو ولدوا قبل الأوان.
أمراض الكلى أو المضاعفات: يمكن أن يسبّب تضيّق الأوعية الدموية داخل الكلية أو تجلّط الدم في الشريان (تضيّق الشريان الكلوي – تجلّط الدم) داخل الكلى ارتفاع ضغط الدّم لدى الأطفال.
يمكن أن يعاني الأطفال الذين يعانون من مشكلات في الكلى أو العدوى الكلويّة من ارتفاع ضغط الدّم، تعتبر الحالات مثل المتلازمة الكلويّة والفشل الكلوي الحاد والمزمن من الأسباب الشائعة لارتفاع ضغط الدّم.
الأدوية والتعرّض للمخدرات: التعرّض لبعض الأدوية والعقاقير المخدّرة قبل أو بعد الولادة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الطفل.
تطوّر الأورام: يمكن أن يكون الطفل الذي يصاب بالأورام، وخاصة الكلى أو الدماغ أو الغدد الكظرية، أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
الاضطرابات والالتهابات: بعض الاضطرابات مثل مشكلات الغدّة الدرقية، ورم ليفي عصبي، والتّصلب الدرني يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم، قد تزيد التهابات المسالك البولية أيضاً من فرص ارتفاع ضغط الدّم لدى الأطفال.
قد يؤدي زرع الأعضاء ونخاع العظم إلى خطر زيادة ضغط الدّم، كأثر جانبي للعلاج الكيميائي.
لن يظهر على الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم أي أعراض ملحوظة، لا يسبّب ارتفاع ضغط الدم أي أعراض حتى عند الأطفال الأكبر سناً، يمكن للطبيب فقط اكتشافه أثناء الفحص الروتيني.
حيث تساعد هذه الخطوات والأدوات التشخيصية في تحديد ما إذا كان الطفل مصاباً بارتفاع ضغط الدم.
تشخيص الحالة الأساسية: سيختبر طبيب طفلك حالات مثل مشكلات القلب الخلقية أو مشكلات الكلى أو الاضطرابات الأخرى التي تزيد من ضغط الدم، يمكن للطبيب الكشف عن ارتفاع ضغط الدم أثناء تشخيص الحالات الأخرى من خلال اختبارات الدم والبول.
فحص ضغط الدم: يستخدم أطباء الأطفال مراقبة ضغط الدم المتنقلة (ABPM) للتشخيص الدقيق لارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، تستخدم طريقة ABPM آلة ABPM مدمجة، وكفّة تدور حول الجزء العلوي من الذراع، يتمّ ربط الكفّة بجهاز مراقبة يقوم بجمع وتخزين بيانات ضغط الدّم لأكثر من 24 ساعة.
تساعد ملاحظة البيانات المجمّعة الطبيب على تشخيص ارتفاع ضغط الدّم لدى الأطفال بدقّة.
تصوير الأوعية الدمويّة: يستخدم الأطباء شكلاً متخصّصاً من تصوير الأوعية الدمويّة يسمّى تصوير الأوعية الدمويّة بالطرح الرقمي (DSA)، حيث يتمّ حقن الأوعية الدمويّة بصبغة والمريض يخضع للأشعة السينية في الوقت نفسه.
الصبغة تجعل الأوعية الدمويّة مرئيّة في الأشعة السينية، وهذا يعطي صورة دقيقة للأوعية الدمويّة حول القلب وأجزاء مختلفة من الجسم، يساعد في الكشف عن المشكلات في الأوعية الدمويّة التي ربما أدّت إلى ارتفاع ضغط الدّم.
تخطيط كهربية القلب والتصوير بالرنين المغناطيسي: يقيس مخطّط كهربيّة القلب (ECG) النشاط الكهربائي للقلب ويحوّل البيانات إلى رسم بياني يسمح لأطباء القلب بالتحقّق من أي حالات شاذّة وأيضاً ارتفاع معدل ضغط الدم، يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي أو مسح التصوير بالرنين المغناطيسي صورة مفصّلة للجسم، ويكتشف أيضاً ارتفاع ضغط الدم.
بينما يجري الأطباء اختبارات على الطفل فور الولادة، من المرجّح أن يتمّ اكتشاف ارتفاع ضغط الدم قبل مغادرة المستشفى مع طفلك حديث الولادة.
يعتمد العلاج على سبب ارتفاع ضغط الدم، تشمل خيارات علاج ارتفاع ضغط الدم بين الرضع ما يلي:
علاج سبب المشكلة: يهدف الأطباء إلى علاج المشكلة التي أدّت إلى ارتفاع ضغط الدم في المقام الأول، عادة ما يكون معالجة السبب الرئيس لارتفاع ضغط الدّم هو كل ما يلزم للتعامل مع ارتفاع ضغط الدّم لدى الأطفال.
أدوية ارتفاع ضغط الدم: نادراً ما يحتاج الرُّضع والأطفال الصغار إلى أدوية ارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، قد يفكّر الطبيب في إعطاء الأدوية حيث لا يمكن علاج مشكلة الجذر على الفور، أو يؤدّي ارتفاع ضغط الدّم إلى تلف شديد.
لاحظ أن أدوية ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال تختلف عن تلك التي تُعطَى للبالغين. لا يُعطَى الطفل أدوية ضغط الدّم المرتفعة المخصّصة للبالغين.
التعديلات الغذائية: يمكن أن يؤثّر النّظام الغذائي على ضغط الدم في حالات الأطفال الأكبر سناًّ، سيقترح طبيبك نظاماً غذائياً منخفضاً في الملح والسكر لطفلك، يعدّ دمج المزيد من الفواكه والخضراوات أمراً حيوياً أيضاً. لا تعالج هذه التغييرات ارتفاع ضغط الدم بين عشيّة وضحاها، ولكنها تلعب دوراً مهمّاً في إدارتها وتحسينها.
نادراً ما يمرّ ارتفاع ضغط الدّم عند الرُّضع دون أن يلاحظه أحد، ولكن يمكن أن يسبّب مضاعفات إذا تركت دون علاج لفترة طويلة.
حيث يؤدّي ارتفاع ضغط الدم غير المعالج في الأطفال في النهاية إلى حدوث المشكلات التالية:
عدم القدرة على الازدهار والنمو الصّحي.
سكتة قلبية.
تلف الكلى أو الفشل الكلوي.
فشل العديد من أجهزة الجسم.
النوبات.
قد نتمكن من تجنّب ذلك باتباع بعض الاحتياطات.
حيث إنّ الوقاية من ضغط الدّم عند الرُّضع هي كل ما يتعلّق بالتعامل مع الأسباب، إليك ما يفعله الآباء لمنع ظهور ارتفاع ضغط الدّم عند الأطفال:
– اليقظة والملاحظة: في حين أن ضغط الدم لا يسبّب أي أعراض ملحوظة، فقد تكون الأسباب الكامنة، توخّي الحذر من أي علامات من هذا القبيل في وقت مبكر لإدارة ارتفاع ضغط الدّم لدى الأطفال بشكل أفضل.
– الفحوصات الطبية: تساعد الفحوصات المنتظمة في الكشف المبكّر عن ارتفاع ضغط الدّم، إذا كنت تشكّين في وجود شيء خاطئ مع الطفل، فلا تترددي في إخبار الطبيب بذلك.
– الحفاظ على نظام غذائي متوازن: أنشئي نظاماً غذائياً متوازناً للطفل أو الطفل الذي بدأ في تناول الأطعمة الصلبة، قدّمي وجبات صحّيّة مطبوخة في المنزل وتجنّبي الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الملح والدهون، بدلاً من ذلك، ركّزي على خطّة وجبات تتضمّن جميع العناصر الغذائيّة بالكمّية الصحيحة.