د.تامر العربيد: “ملتقى الإبداع” لقاء أكاديمي عفوي
الثورة – فؤاد مسعد:
مشروع إبداعي قوامه لقاء دافئ له طابع أكاديمي يستقبله المعهد العالي للفنون المسرحي بعنوان (ملتقى الإبداع) انطلق مؤخراً في موسمه الثاني مستقبلاً عدداً من كبار الفنانين ليلتقوا بفنانين ومبدعي الغد، حول بنية المشروع وآفاقه، وعن حضوره في الفيلم السينمائي (بوح) تأليف وإخراج أيهم عرسان وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، كانت لنا هذه الوقفة مع عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.تامر العربيد، الذي أكد في مستهل كلامه أن هذا الموسم هو الثاني لمشروع (ملتقى الإبداع) الذي بدأ فعلياً في (2015/2016) فترة عمادته الأولى للمعهد، وحالياً يتم استكمال المشروع لما يحمل من أهمية، يقول:
(قناعتنا أن المعهد كمؤسسة أكاديمية ينبغي أن يكون له هذا الحضور عبر استقدام الخبرات وخلق حالة من التلاقح مع المُنتج الأكاديمي الذي نمثله مع طلابنا، فحالة الحوار والدروس التي يُقدمها الضيف بحد ذاتها هي مبتغانا، وهذا ما حدث على سبيل المثال مع ضيفة كبيرة كالفنانة منى واصف عبر الاحتفاء بتجربتها، فمن المهم أن تفتح أمام طلابك هذه الفسحة من العفوية ليشعروا أن التجربة قريبة منهم فيتعلموا من الفنان الضيف ويعيشوا معه تفاصيل لم يكونوا يعرفونها عنه، علماً أننا لا نجري لقاء فقط فالمشروع يبدأ حتى من تفاصيل العملية الأكاديمية، حيث نستضيف الفنان الذي يقوم بحضور بعض الدروس والفقرات التي تعكس مستوى عملنا فنخلق حالة تلاقح وتمازج ونعرّفه بما نقوم به كما نعرّف الطالب كيف يُقدم نفسه أمام تجربة وخبرة كمنى واصف أو غسان مسعود أو أسماء كبيرة قادمة كأسعد فضة وسلوم حداد وباسم ياخور وغيرهم، ويستمر المشروع وصولاً إلى الحوار على مسرح سعد الله ونوس وتقديم فيلم عن الضيف، فنحن في المؤسسة الأكاديمية بحاجة لأن نتعلم دائماً، وكم هو مهم أن نتعلم من تلك القامات لنغني تجربتنا الأكاديمية التي تكتمل بالتجربة العملية) ويشير إلى مقدار الجهد المبذول لبناء ذلك كله فهناك خطة وفريق كبير للوصول إلى تحقيق اللقاء الأكاديمي العفوي.
أما عن حضوره في فيلم (بوح) فيشير إلى أن العمل يحوي مادة نصية فيها بوح إنساني جميل من خلال حكاية مادتها الأساسية شخصية ممثلة مسرحية، تبني مجموعة من التداعيات لتقدم عرضاً مسرحياً فيه الكثير من لحظات البوح التي توضح الأزمة الحقيقية التي تعيشها، وعن دوره فيه يقول: (أجسد شخصية كمال المخرج المسرحي المخضرم الذي تلجأ إليه الممثلة كي يتبنّى مشروع العرض المسرحي، ولم يكن من السهل إقناعه خاصة أن العرض “مونودراما”، لكن الشكل الفني الذي يُقدم من خلاله يدفعه إلى تبنيه وإنجازه تحت اسم بوح).
وحول إلى أي مدى يمكن لطبيعة الفيلم تحريض الممثل ليقدم أفضل ما لديه خاصة أن العمل يحمل طابعاً رومانسياً وتدور الكثير من أحداثه في مكان واحد هو المسرح، يقول: (هو جانب مغرٍ وجديد حين تستثمر إمكانيات السينما باتجاه المسرح وتستثمر جماليات المسرح بالعين السينمائية، وهو أمر ليس بالسهل وسيكون هذا الجانب أساسياً من الشخصية التي نراها أيضاً في عوالمها المختلفة المتعددة) مؤكداً أن التفاصيل والمفردات المسرحية ستكون حاضرة (هي تفاصيل شرطية ودلالات وإيحاءات ، وقد تشاركنا مع المخرج في إغناء الحالة المسرحية إن كان باتجاه الشخصية كمخرج له مفرداته وخصوصيته أو عبر أسلوب إدارته للممثل وتفاصيل المكان الذي يدور فيه الحدث).
وعن تقاطع عنوان الفيلم مع شخصية كمال يشير إلى أن البوح قد يعني الشخصيات كلها، فالممثلة التي تعيش لحظات البوح تحكي مواقف وحالات إنسانية يتقاطع جزء منها مع حالة كمال الذي فقد زوجته وشعر أنه وحيد وبحاجة إلى شخص يفضفض له، أما حول رهان أسرة العمل على نجاح الفيلم، فيقول: الفيلم يتتبع تفاصيل الحكاية بهدوء وبإطار إنساني شفاف، والرهان على الموضوع المتكامل مع الخيار الفني للمخرج الذي يشتغل عليه وأداء الممثلين، ولكن بالنسبة لي أرى أن الرهان الأكبر توظيف المسرح في السينما، وهو اقتراح جديد يشكل عاملاً إضافياً لإنجاز فيلم يحبه الناس.