الثورة – ترجمة ختام أحمد:
إضافة إلى التجاهل الصارخ لنتائج انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين الذي أقدمت عليه الولايات المتحدة هذا الأسبوع عند إصدار تقرير مؤثر من قبل منظمة العفو الدولية، تعمل واشنطن على تشجيع السلوك السيئ في الوقت الذي ترسخ تدخلها في أزمات الشرق الأوسط.
ففي أحدث تقييم لمنظمة العفو الدولية بشأن معاملة “إسرائيل” للفلسطينيين، استند إلى تحليل لفترة خمس سنوات من تطبيق القانون المدني والعسكري الإسرائيلي، اعتبرت المنظمة ما يجري في فلسطين “جريمة فصل عنصري”، وهي نفس النتيجة التي توصلت إليها منظمة هيومن رايتس ووتش.
لم تقدم الحكومة الإسرائيلية أي حجة مضادة لهذه النتائج، باستثناء الاتهامات الكاذبة بمعاداة السامية، كما تسبب التقرير المكون من 274 صفحة بإحراج الولايات المتحدة، التي رفضت أيضًا تقرير المنظمة، وفي نفس الوقت تستشهد بانتظام بمنظمة العفو ومنظمة هيومن رايتس ووتش عندما تصدر هاتان المنظمتان تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في دول غير متحالفة مع واشنطن.
تسلط هذه الحلقة الضوء على طريقتين يمكن من خلالهما تقويض الأمن القومي للولايات المتحدة.
أولاً، تفقد الولايات المتحدة المزيد من المصداقية في مجال حقوق الإنسان عندما تطبقها بشكل انتقائي.. بعض القواعد لشركائنا – ومعيار مختلف تمامًا لخصومنا. هذه الانتقائية تستخدم وتقوض مفهوم حقوق الإنسان ذاته.. إنها ليست قيمة يجب التمسك بها ولكنها عصا لاستخدامها ضد من لا نحبهم، مع غض الطرف عن شركاء كإسرائيل وغيرها من منتهكي حقوق الإنسان المنتظمين.
ثانيًا، يتم تحديد إستراتيجية بايدن في الشرق الأوسط بشكل متزايد بهدف “تعزيز التحالفات”، ينظر بايدن إلى شراكات أميركا الأمنية على أنها رصيد حاسم في المنافسة ضد الصين.
ولكن يتبع هذا النهج تطورين سلبيين يعزز كل منهما الآخر:
بادئ ذي بدء، سوف يتصرف شركاء الولايات المتحدة بشكل متهور على نحو متزايد وعلى عكس القيم الأميركية لأنهم يرون بشكل صحيح أن واشنطن قد أعطتهم تفويضًا مطلقًا، ولأنهم يحسبون أن الولايات المتحدة – بسبب المنافسة الصينية – لا تستطيع تحمل أن تكون قاسية معهم.. مثال على ذلك: إن ضم “إسرائيل” الفعلي للأراضي الفلسطينية والقضاء على أي حل قائم على وجود دولتين هو جزئيًا نتيجة عقود من الإذعان الأميركي لإسرائيل على الرغم من أن الولايات المتحدة نفسها قد حددت حل الدولتين على أنه أمر أساسي للمصالح الأميركية.
علاوة على ذلك، ستضطر واشنطن إلى الدفاع بشكل متكرر عن السلوك المتدهور لشركائها.
مهما كانت المعايير المزدوجة التي رأيناها في الماضي، فمن المرجح أن تزداد سوءًا بشكل كبير في المستقبل.. انسوا الخطاب القائل بتركيز حقوق الإنسان أو السعي وراء أهداف أكثر حكمة. ومن المفارقات أنه من الصعب أن نرى كيف أن هذا النهج الذي يغذي التهور بين شركاء الولايات المتحدة ويجعلهم أعباءً كبيرة تتحملها واشنطن، وبدلاً من تعزيز موقفها تجاه الصين، سيؤدي ذلك إلى زيادة تورطها في المشاكل والصراعات التي بدأها هؤلاء الشركاء أو تورطوا فيها.
بقلم: تريتا بارسي
المصدر: Responsible Statecraft