ثورة اون لاين:
26 حزيران , 2006
دمشق/سانا
ادلى السيد الرئيس بشار الاسد بحديث شامل لصحيفة الحياة الصادرة فى لندن اجراه السيد غسان شربل رئيس تحرير الصحيفة وفيما يلى نص الحديث..
سؤال.. سيادة الرئيس ..أتيت الى دمشق من عمان ولمست لدى الملك عبدالله الثانى قلقا عميقا مما يعتبره تراجع الدور العربى لمصلحة الدور الايرانى فى المنطقة.. فهل لديكم انطباع بأن هذا الدور تراجع الى هذا الحد…
السيد الرئيس.. أولا.. علينا أن نحدد ان كان الدور العربى موجودا أم لا .
لا أعتقد بأننا كنا نرى دورا عربيا مهما عدا الدور الشكلى. الدور الاعلامى فى مايخص لقاءات وزيارات الوفود والتصريحات يظهر دورا عربيا. لكن لا اعتقد أنه كان هناك دور عربى حقيقى فى المضمون.
فى كل الاحوال ليس هناك ما يمنع أى دولة اخرى فى المنطقة أن تلعب دورا فاعلا.. ومنها ايران كدولة مهمة. لكن الاهم من ذلك اذا كنا نقلق أو نخشى أو نعترض على دور أى دولة فى هذه المنطقة فالحل هو بأن يكون هناك دور عربى. كى نبتعد عن الطريقة العربية التقليدية..وهى البكاء على الاطلال..فلنتحرك فى شكل فاعل وليكن هناك دور عربى . لا أحد يمنعنا من
ان نقوم بدور عربى فاعل .
اما الدور الايرانى فأعتقد بأنه دور مهم وايران دولة مهمة فى المنطقة ودورها ضرورى لاستقرار المنطقة بالتكامل مع دور عربى وليس بديلا عن دور عربى . الدور العربى مهم جدا بالتوازى مع أى دور اخر لايران أو لغيرها.. لكن بشرط أن نقرر نحن أننا نريد أن نلعب هذا الدور. اذا لم نقرر هذا الشىء لا يحق لنا أن نتحدث عن أى دور اخر.. سلبا أم ايجابا .
سؤال.. هل نستطيع القول ان الدور الايرانى فى المنطقة ضرورى لاستقرارها لكنه ليس بديلا عن الدور العربى..
السيد الرئيس تماما .
سؤال.. سالت الملك عبدالله الثانى عن سبب الفتور فى العلاقات السورية الاردنية.. واذ به يفاجئنى بالقول انه قبل نصف ساعة كان فى محادثة هاتفية معكم..
السيد الرئيس صحيح
سؤال.. هل هناك توجه لاعادة شىء من الدفء الى هذه العلاقات…
السيد الرئيس العلاقات العربية فى شكل عام ينقصها التواصل.
نقوم بعملنا ونحتفل به. واذا كان هناك حدث أو أكثر.. سواء كان لقاء قمة أو اجتماع لجنة مشتركة او اتصالا هاتفيا.. فلا تكون له متابعة وتبقى الامور على مستوى القمة . لذلك فى أغلب العلاقات يظهر هذا الفتور ليس فقط بين سورية والاردن وانما فى معظم العلاقات العربية العربية .نحن نسعى لاعادة الحيوية الى هذه العلاقة..خصوصا أننا مقبلون على اجتماع اللجنة المشتركة السورية الاردنية.. لكن الهدف منه ان نستمر بمتابعة هذا الاجتماع من خلال علاقة بين الملك والرئيس .وأنا دعوت الملك
عبدالله الثانى فى هذا الاتصال لزيارة دمشق فى الوقت الذى يراه مناسبا .
سؤال.. هل العتب الاردنى على سورية ينطلق من ملفات أمنية…
السيد الرئيس.. أحيانا لا نرى سببا لخلاف جوهرى بين الدول العربية.
لايوجد خلاف جوهرى بيننا وبين الاردن . لدينا وجهات نظر فى السياسة تختلف قليلا أو كثيرا مع الاردن أو مع غيره . هناك علاقة بين الاجهزة الامنية تتأثر سلبا وايجابا.. بحسب الاداء المشترك بين هذه الاجهزة .
لا أعتقد بوجود عتب لان الهدف مشترك .لا يوجد عتب فعلا . فى الموضوع الامنى تحديدا كل الانظمة العربية الان لديها القلق نفسه.. وخصوصا بعد حرب العراق..هناك تطرف وهناك ارهاب ينتشر.. الجميع يعانى منه. ففى الملف الامنى لا توجد خلافات.. بل أخطاء تحصل نحمل مسؤوليتها لموظف أو مسؤول بمستوى معين .
يحصل هذا الشىء وتتم تسويته . الان نحاول اعادة الحرارة من خلال الملف الاقتصادى والعلاقة السياسية.. وأيضا الملف الامنى.
سؤال.. هل لمستم لدى الرئيس حسنى مبارك نوعا من القلق من تصاعد الدور الايرانى فى المنطقة فى لقائكما الاخير …
السيد الرئيس.. لا يمكننى أن أتحدث نيابة عن الرئيس حسنى مبارك.
طبعا..أنا والرئيس مبارك نتحدث بصراحة فى كل الامور.. وقد تطرقت الى الدور الايرانى فى الجواب عن السؤال الاول . وتحدثت مع الرئيس مبارك حول الدور العربى..وقلت بصراحة ان هناك من يتحدث عن دور ايرانى فى شكل سلبى..فالحل يكون فى وجود دور عربى..لذلك دعونا نتحرك عربيا فى الاتجاه العراقى لانه هو المحور الاساس للحديث عن الدور الايرانى .
وتحدثنا فى الموضوع الفلسطينى.. لكن هذا كان المدخل الى موضوع الدور الايرانى من خلال الحديث عن دور عربى .
سؤال.. هل لنا أن نعرف المزيد عن لقائكم مع الرئيس مبارك… هل حاول بذل جهود لتحسين العلاقة السورية الاردنية…
السيد الرئيس.. تحدثنا بهذا الموضوع لكن كان الاتصال بينى وبين الملك عبدالله الثانى قد حصل قبل ذلك بيوم.. فكانت الامور تسير فى شكل طبيعى باتجاه اعادة الحرارة.. كى لا اقول تحسين العلاقة وهى ليست سيئة انما فيها بعض الثغرات. لكن الرئيس مبارك كان حريصا.. من خلال حديثه على الاطمئنان على هذا الجانب وشرحت له أن الامور تسير باتجاه طبيعى.
سؤال.. لا شك فى ان موضوع العلاقات اللبنانية – السورية كان حاضرا فى القمة…
السيد الرئيس.. مرور الكرام. كان الحديث الاساسى الموضوع الفلسطينى والعراقى. قد تتساءل لماذا… ليس لان لبنان غير مهم. انه مهم لسورية ولمصر ولكل الدول العربية والجميع يحاول الاطمئنان على العلاقة السورية.. اللبنانية فى شكل عام. لكن الحقيقة ان اداء كثر من السياسيين.. أفقد لبنان على المستوى السياسى الصدقية على الساحة العربية. والشىء الذى نسمعه من اغلب الرؤساء والملوك والامراء العرب الذين زاروا سورية اخيرا يصب فى هذا الاتجاه. هذا ليس محورا سياسيا وانما موضوع يتم تداوله فى شكل عاجل.
سؤال.. هل تمنى الرئيس مبارك مجددا عليكم استقبال رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة…
السيد الرئيس ..الرئيس مبارك يتحدث ويسال دائما.. ماذا تستطيعون ان تفعلوا لتحسين هذه العلاقة… وأنا اشرح له. أما بالنسبة الى السنيورة..
فالكل يعرف أننا قلنا له تفضل مرتين. المرة الاولى عندما كنا فى القمة العربية وقال لى بعد السلام.. أريد أن اتى الى دمشق. فقلت له.. أهلا وسهلا.. لكن ضع جدول أعمال واصدقوا معنا وأهلا وسهلا بكم. فلم يأت ولم يضع جدول أعمال ولم يطلب أى موعد. فى المرة الثانية بعد زيارة رئيس مجلس النواب نبيه برى. قال الرئيس برى.. نريد أن يأتى الرئيس السنيورة
ومن دون جدول أعمال.
قلنا.. لا مانع بعد جلسة الحوار التى كانت تجرى فى ذلك الوقت حيث أعلن الرئيس برى للاعلام ان أبواب دمشق مفتوحة ولم يأت الرئيس السنيورة..
فماذا تفعل سورية أكثر من ذلك…
سؤال.. هل نفهم ان مسؤولية عدم حصول الزيارة تقع على الرئيس السنيورة…
السيد الرئيس.. طبعا. سورية رحبت به مرتين على لسانى أنا. لم يكن هناك شخص ثان أو ثالث.. لم يكن هناك وسيط فى هذا الموضوع.
سؤال.. الرئيس نبيه برى قال ان ابواب دمشق مشرعة أمام كل اللبنانيين وكان يقصد الرئيس السنيورة. هل أبواب دمشق مشرعة أمام العماد ميشال عون…
السيد الرئيس.. طبعا. بكل تأكيد.
سؤال.. هل هناك اتصالات لترتيب مجيئه الى دمشق…
السيد الرئيس ..ليس بعد.. خصوصا أننا ننتظر نتائج الحوار اللبنانى.
أحيانا نبتعد عن بعض التفاصيل لئلا تتهم سورية بأنها جزء من الحوار.
وبالتالى ستتهم بأنها الجزء المعرقل فى حال حصلت عرقلة أو انها توقف الحوار أو أى شىء من هذا القبيل. لكن.. كمبدأ.. أبواب سورية مفتوحة بكل تأكيد.
سؤال..هناك جلسة قريبة للحوار لو سالناكم نصيحة لانجاح الحوار من دون أن نضعها فى خانة التدخل السورى فى الشؤون اللبنانية.. ما هى نصيحتكم للمتحاورين اللبنانيين كرئيس لدولة مجاورة…
السيد الرئيس.. أولا.. أن يكونوا صادقين. ثانيا.. أن يكون الحوار انطلاقا من الايمان بلبنان الوطن وليس لبنان الطائفة.. ولا لبنان المصالح المحلية التى ربما لا تتجاوز بضع حارات. هذا هو المبدأ الاساسى.
هذا لا يعتبر تدخلا وكل شىء يصب فى هذا الاتجاه سيكون جيدا.
سؤال.. نقل اليوم عن النائب سعد الحريرى قوله للرئيس جاك شيراك او تلميحه.. ان سورية تحاول تعميق الانقسامات فى لبنان…
السيد الرئيس.. هل الانقسام الحالى الموجود فى لبنان هو وليد الايام والاشهر والسنوات الاخيرة… انه جزء من تاريخ لبنان. لم ينشأ لا فى الحرب الاهلية ولا فى وجود سورية. انه موجود قبل الوجود الفرنسى نفسه.
فأولا.. الحديث عن الانقسام مستحدث ومختلق وهو كلام غير واقعى. النقطة الثانية.. ماذا تربح سورية… هذا سؤال بسيط. أول سؤال يجب ان تساله..
ما هى مصلحة سورية فى تعميق الانقسام… سورية دفعت دماء فى لبنان. لم تقبض أموالا بل دفعت دماء.. وهى أغلى شىء.. وتحملت ضغوطا دولية لعقود من اجل لبنان. فلنفترض الان أنها ستقوم بهذا العمل اى تعميق الانقسام … وهذا سيعنى أن يؤدى الوضع من جديد الى حرب أهلية.. فهل كانت الحرب الاهلية عندما بدأت فى 1975 ضارة لسورية واليوم أصبحت مفيدة
لها… هذا كلام غير منطقى.. أى انقسام مع تبعاته هو ضرر مباشر لسورية.
سؤال.. لو تولى سعد الحريرى رئاسة الحكومة.. هل يبقى كلام الرئيس برى عن الابواب المشرعة صالحا…
السيد الرئيس.. نعم. وهذا الكلام طرح علينا منذ خمسة أو ستة أشهر وقلنا الكلام ذاته بمعزل عن المنصب. طرح الكلام حول اذا أتى.. تحديدا.. سعد الحريرى الى سورية.. فهل يستقبل.. فقلنا طبعا. لم يكن يشكل لنا مشكلة. نحن فى سورية لن ننزل فى سياستنا الى مستوى التصريحات اللبنانية.
أبقينا أنفسنا أعلى. ودائما فى السياسة لا توجد عوامل شخصية وانما مصالح عامة.
سؤال.. هل نفهم أن جهة عربية حاولت ترتيب العلاقة بينكم وبين النائب سعد الحريرى…
السيد الرئيس ..لم تصل الى مستوى ترتيب العلاقة.. وانما طرح هذا السؤال كما هو.. أى..هل تستعدون لاستقباله… ولم نكن نعرف اذا كانت هناك رغبة حقيقية فعلا بأن يأتى أم كان مجرد استفسار. لا أعرف ولا نسال بالتفاصيل.
سؤال.. حتى نكمل المحور اللبنانى.. أشادت سورية بتقرير المحقق سيرج براميرتز وبمهنيته وحرفيته.. وهناك رأى بين منتقدى سورية يقول ان لبنان قرر الفصل بين التحقيق والعلاقات اللبنانية السورية.. لكن سورية لا تزال قلقة من التحقيق. هل هذا صحيح…
السيد الرئيس.. القلق ليس من التحقيق حتى الان. صدرت اربعة تقارير حتى الان.. اثنان منها أيام اللجنة السابقة وكان الهدف منها ادانة سورية.. ومع ذلك التقريران الاول والثانى لم يتمكنا من ادانة سورية. اتهما سورية من دون أى شىء وبالتالى كان التقرير ضعيفا. والتقريران الاخران يبدو أنهما مهنيان كما تقول سورية ولم يتهما سورية. اذا.. فى المضمون سير
التحقيق بمراحله المتناقضة هو مطمئن لسورية وليس العكس. أنا اقول أحيانا ان القسم الاول مطمئن ربما كالقسم الثانى لانه عندما أتى بهدف الادانة لم يتمكن من ذلك. فعندما يكون مهنيا سيكون طبعا لمصلحتنا أكثر. لكن القلق ليس من هذا الموضوع لاننا اتخذنا موقفا منذ البداية ولن نغيره منذ اتهام سورية فى المرة الاولى.. وانما القلق هو من حجم الضغوط الدولية التى تحصل من أجل حرف مجرى التحقيق. نتمنى الا ينجحوا فى التدخل وفى حرفه عن المهنية وهذا هو القلق الوحيد. نحن لسنا قلقين من
سير التحقيقات.. لاننا نرى الامور تسير باتجاه توضيح أن سورية ليس لها يد فى هذا الموضوع.. خصوصا مع ازدياد الاحتمالات. وهذا هو السير الطبيعى للتحقيق أن تكون هناك احتمالات مختلفة كما يوردها التقرير الاخير.
سؤال.. بما فيها الاحتمال الانتحارى…
السيد الرئيس.. كل الاحتمالات.. نحن لم نقل أن لا يضعوا سورية كاحتمال.. لكن ليس من المعقول أن تكون سورية الاحتمال الوحيد. هذا هو الفرق بين التقرير الحالى وبقية التقارير.
سؤال.. سيادة الرئيس.. اعلنتم انه اذا ثبتت علاقة أى شخص سورى سيسلم…
السيد الرئيس.. هو خائن.. وقبل ان يسلم سيحاسب بالقانون السورى.. والقانون السورى قاس جدا تجاه هذا الموضوع.
سؤال.. هل هناك زيارة جديدة لبراميرتز الى سورية.. هل طلب المجى ء…
السيد الرئيس.. كلا.. لم يطلب.
سؤال.. هل كنتم مرتاحين بعد لقائكم معه…
السيد الرئيس.. قبل اللقاء وبعد اللقاء.. لانه.. بالاساس.. كان توجهنا نحن كسورية بأن المحقق عندما يأتى ليسمع وجهة نظرك فأنت رابح. فميليس طلب مرتين أن يلتقى بى ورفضت فى المرتين. حتى اننا لم نعطه جوابا.. بغض النظر عن أى وضع دولى وغيره.. مثل مجلس الامن لان الهدف معروف.
عندما أتى براميرتز كان الوضع مختلفا بالنسبة الينا.. اذ كنت أنا شخصيا متحمسا لان الخلفية السياسية مهمة فى مثل هذا النوع من التحقيقات. كنت مرتاحا قبل اللقاء وخلاله وبعده. وكان اللقاء جيدا.
سؤال.. كم دام اللقاء…
السيد الرئيس.. حوالى الساعة.
سؤال.. هل لديه طلبات من سورية لم تلب بعد…
السيد الرئيس.. كلا.. كان واضحا فى التقرير عندما قال ان تعاون سورية مرض. وفى ظل الظروف السياسية الحالية هذا جيد. لا يمكن أن يقول ان التعاون مرض وسورية لم تتعاون ولو فى بند واحد ولو كان بندا بسيطا.
كان سيذكر عدم تعاون سورية.. عندما لم يذكر عدم تعاون سورية فهذا معناه ان سورية تعاونت فى كل شىء.. وهذا التعاون مستمر ومفتوح ضمن اطار التحقيق وضمن اطار المهنية فى التحقيق.
سؤال.. لماذا هناك مخاوف من ان تكون القوى الحليفة لسورية فى لبنان تسعى الى اسقاط الحكومة لتعقيد قصة المحكمة الدولية فى المرحلة المقبلة…
السيد الرئيس.. لم اسمع بهذا الكلام باستثناء طروحات غير واسعة. ولكن فى شكل منطقى هدف المحكمة الدولية هو الوصول الى نتائج بنيت على تحقيقات.
لم تنته التحقيقات. عادة عندما تحصل جريمة تأتى الشرطة أو المحققون ويعطون المعطيات للمحكمة.. كيف تشكل المحكمة ولم ينته التحقيق ولا توجد معطيات بناء على أى شىء. الهدف منها سياسى.. واللعبة واضحة.
سؤال ..اذا تولى غدا رئاسة الحكومة سياسى لبنانى صديق لسورية.. فهل نرى سفارة لسورية فى لبنان…
السيد الرئيس.. بالنسبة الى موضوع السفارة.. أنا الذى طرحت موضوع السفارة فى الاجتماع الاخير للجنة العليا السورية اللبنانية عندما كان الرئيس اميل لحود والرئيس برى والرئيس عمر كرامى فى دمشق فى اذار /2005/ ولم تكن هناك ضغوط لبنانية.. وقلت.. نحن لا توجد لدينا مشكلة.. اذا كنتم تعتقدون بأن هناك حاجة لسفارة ادرسوها ولنر ما هو التعارض بينها وبين المجلس الاعلى السورى اللبنانى. نحن كمبدأ لا نرفض سفارة.. ومن غير المنطقى ان ترفض سفارة او تقول لا يجوز أن تكون هناك سفارة.. وسورية لم ترفض فى يوم من الايام فكرة سفارة فى لبنان.. بل كانت تقول ليست ضرورية.. خصوصا أن المسافة بين بيروت ودمشق هى أقرب من المسافة بين دمشق وحمص. هذا هو المبدأ.. أى ان العلاقات تسير من دون هذه السفارة.. اذا لا يوجد مبدئيا اعتراض على السفارة.. لكن لا يمكن أن تأتى السفارة بفرض.. لا دولى ولا محلى ولا اقليمى.. هذه هى وجهة نظرنا بالنسبة الى السفارة.
سؤال.. يطرح موضوع ترسيم الحدود.. والقرار 1680 يطالب سورية بترسيم الحدود.. ما هو موقفكم…
السيد الرئيس فى تشرين الثانى قبل القرار.. جاء الرد مباشرة من رئيس الوزراء السورى على رسالة الرئيس السنيورة بموافقة سورية على ترسيم الحدود. لكن اللعبة واضحة.. حتى عندما وافقنا كنا نعرف ما هى اللعبة التى يرغب بها السنيورة. كان الموضوع فى ذلك الوقت موضوع مزارع شبعا. بالنسبة الينا مزارع شبعا لا يمكن تحديدها الان. عليك أن تبدأ من الشمال أولا أو أى مكان اخر. لكن ليس مزارع شبعا فى ظل الاحتلال الاسرائيلى. هذا هو موقفنا فى شكل واضح. أما موضوع ترسيم الحدود فكما تعلم حصل ترسيم حدود مع الاردن منذ سنتين ولم تكن هناك أى مشكلة.
سؤال..الوزير وليد المعلم تحدث فى القاهرة عن لجان تعمل.. هل هناك فعلا لجان تعمل أم ماذا…
السيد الرئيس.. بحسب المعلومات.. هذا موضوع قديم..منذ عقود. فعلا كانت هناك لجان.. لا أعرف الان اذا كانت تجتمع أم لا. لكن فعلا هذا الموضوع أعتقد انه من السبعينات. كمبدأ لا توجد لدينا مشكلة.. لكنهم يريدون خلق مشكلة من هذا الموضوع.
سؤال.. عودة الى الموضوع اللبنانى.. هل ستنتظر سورية نتائج الحوار اللبنانى أم ستنتظر تدهورا فى لبنان والطلب اليها لاحقا ان تسهل لملمة الاوضاع فى لبنان…
السيد الرئيس ..عندما كانوا يطرحون سؤالا عن كيفية تعاملنا مع لبنان..
حتى قبل الخروج السورى.. كنت أقول لهم أى لبنان… بالنسبة الينا من خلال الطبقة السياسية نرى لبنانات. فالان عندما نتحاور مع طرف لا يعنى ذلك أننا نتحاور مع بقية الاطراف. على اللبنانيين أولا أن يوحدوا أنفسهم. وهذا الكلام أعتقد بأنك تسمعه حتى فى بعض الاعلام العربى وفى مقالات صحافية أو غيرها.. لان المشكلة هى فى لبنان. أولا.. على اللبنانى أن يحسم مشكلته ويضع تصورا واضحا ونحن مستعدون عند ذلك للقيام بمبادرة للتعامل معه باتجاه معين. لكن هناك الان اتجاهات
وتناقضات فى ما بينها.. وأى اتجاه تتعامل معه يعتبر الطرف الاخر أنك تتعامل مع الطرف الذى لا يمثله. عندما يتفق اللبنانيون على الشكل النهائى والتفاصيل النهائية لكل المواضيع المطروحة.. تستطيع سورية عند ذلك ان تتعامل معه وهى مرتاحة من دون عقد.
سؤال.. هل أدى خروج القوات السورية من لبنان الى تغيير فى علاقة دمشق مع حزب الله…
السيد الرئيس.. لا.. أبدا. العلاقة لم تكن مبنية على الوجود العسكرى اطلاقا.
سؤال.. معنى ذلك ان الحرارة التى ميزت علاقتكم بالسيد حسن نصر الله ما زالت مستمرة…
السيد الرئيس.. مستمرة كما هى ولم تتغير على الاطلاق.. على الاطلاق.
سؤال.. هل قلت الاوراق التى فى يد سورية بعد انسحابها من لبنان…
السيد الرئيس.. بالعكس.. لاننا كنا نحمل كل السلبيات.. حتى ولو لم تكن لنا علاقة بها. الان من الصعب تحميلنا كل السلبيات بكل التفاصيل. الان واضح تماما أين هى المشكلة على رغم الاتهامات الاعلامية.. لكن فى المضمون بالنسبة الى المواطن فى لبنان فهو يعرف أن سورية لم تعد لها علاقة بمعظم الامور. وحتى ان كانت هناك أخطاء.. تحدثت عنها فى السابق.. فهى غير موجودة الان. كانت هذه الاخطاء موجودة عندما كنا موجودين فى لبنان. الان غير موجودة.. اذا من يتحمل الاخطاء… الامور لم تتحسن ولم يظهر أن هذه القضايا التى كانت تحمل لسورية.. أن سورية مسؤولة عنها. بل على العكس أنا أعتقد.. حتى بالنسبة الى الشعب السورى.. كان البعض منهم يسال ماذا نفعل فى لبنان… الان أصبح الجواب واضحا.. أين تكمن المشكلة.
سؤال.. هل كانت ليلة اتخاذ قرار الخروج من لبنان صعبة…
السيد الرئيس.. لا. ليس لان القرار صعب.. وانما لان ظروف الخروج كانت على خلاف مع القواعد اللبنانية وليس مع السياسيين. السياسيون لهم مصالحهم ويبقون محدودين.. لكن عندما تكون لديك شريحة واسعة من الشعب اللبنانى تعتقد بأنك سبب مشكلة فى لبنان أو بأنك خلف اغتيال الحريرى.. أو بأنك كنت محتلا.. أو كل هذه الاتهامات… فهذا بكل تأكيد يسبب جرحا لكل سورى من دون استثناء. ومن يقول لك غير هذا الكلام يكذب عليك. هنا كانت الصعوبة. وعندما كنا نقرر خروج القوات السورية على مراحل.. فان وجود القوات فى أى مكان هو عبء. عبء على القوات وعلى الدولة وعلى البلد
الاخر. هذا شىء طبيعى.. ومن الطبيعى ان تعود القوات. كلما سحبنا المزيد من القوات كنا نرتاح أكثر بالممارسة.. لكن شكل العلاقة مع الشعب اللبنانى هو الذى اذى السوريين كثيرا.
سؤال.. هل نستطيع القول ان سورية لا تحن للعودة الى لبنان.. سواء كان عسكريا أم اداريا…
السيد الرئيس.. أقول لك لو سالت العسكريين السوريين سيقولون لك لا.. قبل غيرهم. لانها كانت مهمة صعبة.. كانت مسؤولية كبيرة ولم تكن قضية نزهة.
اذا كان البعض مرتاحا.. فلا يعنى ذلك أن عشرات الالوف من المقاتلين السوريين كانوا مرتاحين. كانوا يعيشون فى العراء ولم تكن هناك لا مخيمات ولا شىء فى العراء. عندما يوجدون فى بلدهم تكون هناك معسكرات وتأمينات مستمرة.. أما فى لبنان فعلى العكس كانت الظروف صعبة. طبعا هذا لا يعنى أن سورية لن تقف مع لبنان.. أنا لا أتحدث الان عن الشكل السياسى. لكن أقف عند كلمة الحنين. الحنين شىء وأن تقوم سورية بمساعدة لبنان فى ظرف ما شىء اخر. لكن ربما يخلط القارىء بين الاثنين. فقضية الحنين بمعنى أنها قضية عاطفية.. لا. كانت لدينا مهمة وسورية ستبقى مسؤولة عن مهماتها فى المستقبل فى أى ظرف.
سؤال.. هل التواصل مع الرئيس اميل لحود قائم…
السيد الرئيس.. لم يتوقف ولم يتغير.. كل سبت نتصل صباحا.. واليوم صباحا تحدثنا مع بعضنا بعضا.
سؤال.. كيف أحواله…
السيد الرئيس.. لم يتغير. الرئيس لحود معنوياته لا يمكن أن تنزل تحت اى ظرف من الظروف.
سؤال.. لو تساعدوننى فى مسالة بسيطة.. من سيكون الرئيس المقبل فى لبنان…
السيد الرئيس.. الان نستطيع ان نجيب بكل سهولة لانه لم يعد واضحا الان. الحوار هو الذى سيحسم مستقبل الامور فى لبنان. لا أعرف اذا كانوا لم يتفقوا حتى الان حول أى موضوع من القضايا الجوهرية. ولنقل على سبيل المثال موضوع قانون الانتخاب. الشرخ الطائفى كان موجودا حتى خلال وجود سورية وحتى بعد الطائف. ونراه يكبر الان. كيف سيتعاملون مع كل هذه المواضيع… الطائف لم يطبق منه أى بند من بنوده.. وفى مقدمها الغاء الطائفية. كل هذه الامور ستلعب دورا فى تحديد شكل لبنان وسرعة انتخاب الرئيس المحتمل. ولا أعتقد بأن هناك أحدا يستطيع أن يحدد من هو الرئيس المقبل.. ومن المبكر الحديث عن هذا الموضوع.
سؤال.. هل لديكم شعور بأنه يمكنكم أن تقيموا مع العماد ميشال عون علاقة شبيهة بتلك التى تقيمونها مع الرئيس لحود كونهما عسكريين…
السيد الرئيس.. نحن لدينا مبدأ بالنسبة الى الرئيس لحود.. يعنى لم تكن علاقة شخصية. المبدأ بالنسبة الينا هو مبدأ مؤسساتى. الرئيس لحود حقيقة كان من أصعب الاشخاص الذين من الممكن لسورية أن تتعامل معهم.. على عكس ما يعتقد الاخرون.. وهو يستطيع أن يشرح لك الكثير من المواقف التى حصلت بين سورية وبينه. معروف عن الرئيس لحود أنه صلب لا يتراجع عن مواقفه بسهولة.. ولا يقوم بعمل غير مقتنع به. هذه هى الميزة الاولى للرئيس لحود.. والميزة الثانية انه وطنى.. والثالثة أنه غير طائفى.. والرابعة أنه.. طبعا بمعزل عن التسلسل.. يؤمن بالعلاقة العربية وبلبنان العربى.
كل هذه الامور أساسية لاستقرار لبنان. أى رئيس يأتى بهذه المواصفات سنتعامل معه بالحد الاقصى. أما بالنسبة الى العماد عون.. فأنا لا أعرفه شخصيا.. ولكن لو أجرينا مقارنة منطقية.. فمن كانوا يسمون أنفسهم حلفاء سورية هم الذين يتامرون على سورية.
العماد عون كانت علاقتنا به غير جيدة وصدامية فى بعض الاحيان.. هو لا يحاول الانتقام من سورية.. ولا الاساءة اليها. على العكس يدافع عن سورية.. وهذا شىء لا نستطيع الا أن نراه.. ولا نستطيع ان ننكره.. وبالتالى لا نفكر هنا بالمنصب وانما بالشخص أولا.
سؤال..هل هناك مشروع زيارة لعون الى سورية.. وهل هناك اتصالات معه…
السيد الرئيس.. الان.. كما قلت.. نحن قبل أن ينتهى الحوار اللبنانى لا نحاول أن نقحم أنفسنا بعلاقات واسعة جدا مع الاطراف اللبنانية.. ولكن لدينا مصلحة فى أن نقيم أوسع العلاقات مع اللبنانيين.. وطبعا مع تياراتهم السياسية المختلفة.. ومنها العماد عون.
سؤال.. هل باب العلاقات مقفل نهائيا مع النائب وليد جنبلاط…
السيد الرئيس لم نقفله.. هو من أقفله. أقفل سياسيا ومن ثم أقفل أخلاقيا. تم تجاوز كل الحدود. لا يوجد أى اتصال على الاطلاق.
سؤال الا يوجد مجال لذلك…
السيد الرئيس صعب.
سؤال يتحدث جنبلاط كثيرا عن مخاوفه الامنية.
السيد الرئيس هذه مشكلته.
سؤال فى موضوع اخر.. هل من الصعب على رئيس الجمهورية العربية السورية اقامة علاقات ندية مع لبنان كالتى يطالب بها الرئيس السنيورة…
السيد الرئيس.. على العكس.. عندما تكون العلاقات ندية.. فمعنى ذلك أن لبنان ليس بحاجة الى أمهات حنونات.. أى يصبح عربيا. أما عندما لا يكون نديا فسيبقى الوضع على هذا الشكل. على العكس.. سورية كانت دائما..
حتى خلال الوجود العسكرى.. تحاول أن تبنى هذه العلاقة الندية.. لكن قسما كبيرا من السياسيين اللبنانيين لا يؤمن بقوة بلده أو لا يراها ربما أو لا يهتم. هذه هى المشكلة لدى بعض السياسيين فى لبنان وليست المشكلة فى ايمان سورية. يريدون من سورية أن تؤمن باستقلالية لبنان.. هل يؤمنون هم باستقلالية لبنان… هم أنفسهم الذين يتحدثون عن الندية.. هل هم نديون بعلاقتهم مع فرنسا أو مع أميركا. يأخذون الاوامر من السفراء أو من بعض المسؤولين.. فقضية الندية هى عبارة عن كذبة.. قناع. كان يقال
ان الرئيس السورى لا يزور لبنان لئلا يحيى العلم.. لانهم السوريون لا يعترفون بلبنان. فقمت أنا بزيارة لبنان عام/ 2002/ ونزلت فى المطار وحييت العلم. انتقلوا الان الى موضوع السفارة. لكنهم هم أنفسهم هؤلاء المجموعة. نحن لا نخسر من وجود سفارة.. لكن ربما هم يقولون ليتنا لم ننشىء سفارة.
سؤال.. نفهم من كلامكم.. ان العلاقة مع فرنسا لا تزال سيئة جدا…
السيد الرئيس.. تحديدا فقط مع الرئيس جاك شيراك . أما مع المؤسسات الفرنسية فالعلاقات جيدة.. وهذا هو الشىء الغريب لم تتأثر العلاقة مع فرنسا ككل.
سؤال..هل هناك شق سياسى ممتزج بشق شخصى فى موقف الرئيس شيراك…
السيد الرئيس.. هذا ما نسمعه فى شكل مستمر من أصدقاء الرئيس شيراك الاجانب والعرب.
سؤال.. اذا.. العلاقات السورية الفرنسية تنتظر انتهاء عهد الرئيس شيراك…
السيد الرئيس.. لا يهمنا هذا الموضوع ونعتبره شأنا داخليا فرنسيا.
قلنا للفرنسيين فى شكل واضح فى أكثر من رسالة.. لا يمكن ان نسمح لعلاقتنا مع أى دولة أخرى بأن تمر عبر دولة ثالثة. وبالتالى اذا كانت فرنسا تريد ان تبنى علاقة جيدة مع سورية فيجب أن تبنيها مع سورية وليس عبر لبنان. هذا هو جوهر المشكلة. أما بالنسبة الى الجانب الشخصى أو غير الشخصى.. فأنا لا أعرف فى هذا الاطار تحديدا.
سؤال.. الرئيس الايرانى أحمدى نجاد أرسل رسالة الى الرئيس جورج بوش يدعوه فيها للحوار.. هل من الممكن أن تدعو الرئيس بوش الى الحوار…
السيد الرئيس.. نحن دائما ندعوهم الى الحوار.. بمعزل عن شكل الدعوة.. سواء برسالة أم عبر طرف ثالث.. أم بتصريحات اعلامية.. نحن فى أغلب خطابنا السياسى نتحدث عن ضرورة الحوار وتحديدا مع أميركا.. لكن هل هذه الادارة قادرة على الحوار… هذا هو السؤال الاهم. حتى الان لا يبدو أنها قادرة.
سؤال.. هل الباب مقفل تماما حاليا.. لا يوجد تبادل رسائل أو تبادل اشارات.. وسورية بارعة فى الاشارات…
السيد الرئيس ..هناك تبادل رسائل.. لكن هذا النوع من الرسائل هو الذى يعطى الفرصة للطرف الرسمى بأن يقول لا علاقة لى بهذه الرسائل. أى يتبرؤون منها لئلا يغيروا موقفهم بأنهم مع سياسة عزل سورية أو عدم التعاطى معها. لكن فى الواقع هناك وفد أميركى جاءنا الاسبوع الماضى.. على سبيل المثال.. وطلب الا يكون اللقاء علنيا.. فوافقنا.. وجلس ساعتين وقال اعضاؤه.. الادارة تستمع الى رأينا.. وربما يكون نصف الوفد من الادارة.. الله أعلم.. لكنه يأتى تحت أسماء مختلفة.
سؤال.. هل تشعر سورية بأنها فى حال من العزلة نتيجة الضغط الدولى الشديد عليها…
السيد الرئيس.. كلا.. فى الحقيقة موضوع العزلة عرفته فى خطابى الاخير أمام المحامين العرب. قضية العزلة قضية شكلية.. عندما نبحث عن دور شكلى نكون الان فى حال عزلة. وسورية لم تكن تسعى الى دور شكلى.. دائما كانت تسعى الى دور حقيقى فاعل. بالنسبة الى العرب اصبح دورهم فى السنوات الاخيرة تحديدا..خصوصا بعد/ 11 / ايلول .. شكليا. لم يعد هناك
دور عربى حقيقى. حاليا تبدو سورية معزولة فى الشكل.. لكن فى المضمون لم يتغير شىء على الاطلاق. ما زال دورنا هو دورنا وعلى العكس اصبح الدور السياسى السورى الان أفضل من قبل سنوات قليلة بكثير. والسبب فى ذلك أن الرؤية السورية تثبت أنها كانت صحيحة.
سؤال..هل أنتم قلقون من الملف النووى… هل ترى أن احتمالات الحرب واردة.. أى حرب أميركية ايرانية…
السيد الرئيس.. اذا فكرنا فى شكل منطقى.. لا أرى هذا الاحتمال.. لان لا افاق واضحة له. ولا أحد يستطيع أن يحدد اين تنتهى الامور.. لا بحدودها الجغرافية ولا بحدودها التدميرية.. بالمعنى النوعى وليس بالمعنى الجغرافى. لا اعتقد بأن هناك عاقلا الان فى الولايات المتحدة وغيرها يعتقد بأن هناك امكانا لحسم الامور فى هذا النوع من الحرب. فى البداية كان الحوار مرفوضا.. الان بدأ الحديث عن الحوار ونتمنى أن يبدأ الحوار فى شكل فعلى. الامور تسير بالاتجاه الصحيح كما نراها.
سؤال.. اليس لدى سورية مخاوف من حدوث صفقة ايرانية أميركية تتضمن اعتبار ايران لاعبا اقليميا كبيرا.. ما يعنى تهميش دور سورية والعرب اقليميا…
السيد الرئيس.. كلا.. خصوصا بالنسبة الى سورية. لا أريد ان اتحدث عن بقية العرب. سورية لديها دور فى القضايا المطروحة المختلفة وخصوصا فى موضوع العراق.. وسيكون لها دور ايجابى لمصلحة العراقيين الذين نستقبل كثيرين منهم. سورية كدولة عربية وكدولة مجاورة للعراق لا يمكن تجاوز دورها. لئلا اقول كلمة صفقة.. فهذه الكلمة لها معنى سلبى أو انتهازى أحيانا. لنقل تسوية. أى تسوية بين أميركا وايران. أعتقد بأنها ايجابية لانها تخدم الاستقرار وتخدم الوضع السورى بكل أبعاده. لذلك أقول نحن لسنا قلقين أبدا ونقول ان الحوار جيد.. الحوار فى النتيجة هدفه الوصول الى تسوية.. وليس الحوار لمجرد الحوار.
سؤال.. هل يمكن أن نرى ذات يوم أن سورية تدخل الى الحوار مع أميركا من النافذة الايرانية…
السيد الرئيس.. كلا.. فى الواقع الحوار مع أميركا يجب أن يكون حوارا مباشرا. لكن أعود الى الفكرة نفسها.. اذا كانت أميركا مستعدة للحوار مع ايران فهى الان قادرة وستكون قادرة على الحوار مع كل العالم. الان هى غير قادرة على الحوار مع حلفائها الاوروبيين والعرب. وهذا الكلام نسمعه من الحلفاء الذين يقولون انهم غير قادرين على الحوار مع اميركا. عندما تصل الى الحوار مع ايران فبكل تأكيد ستكون قادرة على أن تحاور سورية أو غيرها.
سؤال.. هناك من يتحدث عن سيناريو كارثى فى المنطقة.. بمعنى أن يستيقظ أهل المنطقة ليروا الطائرات الاميركية تضرب المفاعلات النووية الايرانية. وتتمة السيناريو تقول بأن حزب الله فى لبنان سيمطر اسرائيل بترسانة من الصواريخ.. وان حماس تستكمل هذا الدور فى الاراضى المحتلة. هل تخشى سورية مشهدا من هذا النوع يطرح أمن النفط وأمن المنطقة…
السيد الرئيس.. بكل تأكيد.
سؤال.. هل سورية جزء من هذا السيناريو.. سيناريو الرد فى حال هجوم أميركى على ايران…
السيد الرئيس لا.. لسنا جزءا من سيناريو الرد. لكن بكل تأكيد عندما تدخل المنطقة فى هذه الفوضى فمن غير المعقول أن تبقى الامور مستقرة لديك. فربما تدفعك الاحداث كى تكون جزءا من هذه الفوضى.. عندها سيكون الموضوع كبيرا وخطرا جدا. لكن هناك السؤال الاهم.. بمعزل عن السيناريوهات العسكرية.. عندما تقوم بهذه العملية فأين تذهب المواد المشعة… ماذا يحصل… أنت اذا فكرت بضرب دولة لديها قدرة نووية.. تخيل فوضى فى دولة نووية ماذا تعنى… الموضوع أخطر بكثير من قضية مجرد رد عسكرى هنا واطلاق صاروخ هناك. انه أخطر بكثير من الحديث عن موضوع مضيق هرمز.
سؤال.. اذا صنعت ايران قنبلة نووية.. فهذا يعنى أن العرب يقيمون بين قنبلتين.. ايرانية واسرائيلية.. هل تخشى ان يكون فى الشرق الاوسط الجديد تقاسم للادوار بين تركيا وايران واسرائيل…
السيد الرئيس ..يجب عدم التشبيه بين الدول الثلاث كدور وكأهداف.. لكن هذا يعيدنا الى السؤال الاول. اذا لم تكن هناك رغبة بدور عربى فلن نكون موجودين. هذا هو الذى يحدد هذه الصورة التى تتحدث عنها. اذا اردنا أن نكون هامشيين لا نستطيع ان نطلب من الاخرين أن يكونوا هامشيين كى نبقى أقوياء. يجب أن نكون أقوياء وعندها لا نقلق من الادوار التى تتحدث عنها. لكن على ما يبدو هذه الدول لديها الرغبة فى لعب دور. وأقصد تركيا وايران ولا أتحدث عن اسرائيل.. فهذا موضوع اخر.. لانها دولة احتلال ومبادئها مختلفة. وهذا شىء وطنى أن ترغب هذه الدول بلعب دور اقليمى. وكل دولة يجب أن تتمنى أن تلعب هذا الدور.. لكن ليس بالتناقض فى ما بينها.
سؤال.. هل الموضوع الايرانى حاضر فى لقاءاتك او اتصالاتك مع المسؤولين السعوديين…
السيد الرئيس نتحدث فيه ايضا. بكل تأكيد بالمنطق نفسه الذى نتحدث به مع الرئيس مبارك. أعود دائما للحديث عن أن المشكلة هى الدور العربى وليس عن طبيعة الدور الايرانى.. بمعزل عن المدح او الهجوم او الدفاع عن الدور الايرانى. القضية هى أين هو الدور العربى…
سؤال.. لكن.. هناك عتب عربى على سورية بأنها ذهبت بعيدا مع ايران ووقعت اتفاقات أمنية معها فى ظل الازمة والمخاوف من الطموحات النووية…
السيد الرئيس.. اذا كان المطلوب عزل ايران.. فلماذا بدأت هجمة المسؤولين العرب باتجاه ايران أخيرا.. هذا أولا. وثانيا هذا يعنى أننا كنا نرى الامور الى أين تذهب.. وأنا تعرضت لهجوم شديد عندما زرت ايران فى الشهر السابع من العام الماضى.
سؤال.. ممن…
السيد الرئيس.. من الاعلام المختلف.. لنقل انه ليس من الاعلام وانما من نقد بعض المسؤولين العرب فى بعض جلساتهم والان يقومون بالشىء نفسه الذى قمنا به. اذا.. كنا نعرف اين تسير الامور. القضية ليست أن نذهب مع ايران. نحن لا نذهب مع أحد. سورية لها موقعها وايران لها موقعها.. والعراق بيننا. الان العراق هو الموضوع الاهم فى المنطقة. وكل منا يستطيع أن يلعب دورا من زاويته من دون تعارض وليس بالضرورة أن يكون أحدنا تابعا للاخر. لكن ليس المطلوب أن نعزل ايران كى نقول ان سورية تلعب دورا عربيا نحن نلعب دورا عربيا بالتعاون مع ايران.
سؤال.. فى الثمانينات لعبت سورية دورا فى تخفيف التوتر بين ايران ودول الخليج. هل تلعب سورية حاليا هذا الدور أم تحاول أن تلعبه أم ان العلاقات الخليجية الايرانية لم تعد بحاجة الى وسيط…
السيد الرئيس.. نحن نلعب هذا الدور ونلاحظ فى الوقت ذاته أن هناك وعيا لدى الدول العربية بأن الصدام مع ايران ليس فى مصلحة أحد. فهم يتحركون اذا. ونحن نحاول دائما فى كل لقاء وحديث عن ايران.. وفى كل لقاء مع ايران وحديث عن الدول العربية أن نرعى هذا الموضوع. العلاقة الايرانية العربية الجيدة الايجابية ضرورية لاستقرار المنطقة.. نحاول أن نلعب هذا الدور.. ولكن كما قلت الدول العربية تتحرك بوعى حول هذه النقطة.
سؤال.. هل هناك احتمال للعودة الى المثلث السعودى المصرى السورى الذى كان يعتبر نوعا من الضمانة لضبط الانهيارات العربية…
السيد الرئيس هذا المثلث مهم ويلعب دورا.. ربما ليس من طريق اجتماع ثلاثى على طريقة القمة أو اجتماع وزراء الخارجية ..انما التنسيق السورى السعودى.. السورى المصرى.. والمصرى السعودى موجود الان فى القضايا نفسها وننسق فى شكل مستمر.. فهو كمضمون الان موجود ولكن فى شكل مختلف.
سؤال.. كيف تصفون العلاقات السورية السعودية الان…
السيد الرئيس.. جيدة.. خصوصا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. لم يتغير مع سورية.. على عكس ما شاع من انطباعات العام الماضى من أن الملك عبدالله غاضب عندما كان وليا للعهد. طبعا.. هذا الكلام لم يكن صحيحا. العلاقة مع الملك عبدالله تحديدا لم تتبدل على الاطلاق.
سؤال.. هل هناك اتصالات سعودية سورية حاليا… وما هى القضايا المطروحة فى هذه الاتصالات…
السيد الرئيس.. طبعا هناك اتصالات حول كل القضايا العربية. الموضوع العراقى أولا . والان الموضوع الفلسطينى بعدما بدأت الصدامات فى الاسابيع الاخيرة أصبح من المواضيع المستجدة والعاجلة.
سؤال.. يقول المسؤولون الايرانيون انهم على استعداد لمساعدة أميركا لاخراج قواتها من العراق لان ذلك فى مصلحة الشعب العراقى.. هل سورية مستعدة لمساعدة أميركا على الخروج…
السيد الرئيس.. سورية كانت ضد الحرب بالاساس وبقيت من اليوم الاول وحتى الان مع خروج القوات المحتلة من العراق فى شكل معلن. فمن البديهى جدا.. أن نقدم كل مساعدة ممكنة من اجل خروج قوات الاحتلال.. أو لنقل كل تسهيل.. لان المساعدة ربما تأخذ معانى أخرى. بكل تأكيد نحن مستعدون.
سؤال.. اذا عدنا الى العلاقات السورية الاميركية تقول واشنطن انها لا تريد تغيير النظام فى سورية وانما تريد ادخال تغيير على سلوكه.. برأيكم أين العقدة… هل هى العراق.. لبنان.. العلاقة مع حماس و الجهاد…
اين العقدة…
السيد الرئيس.. أفضل أن اعطيك واقعا وليس رأيا. الرأى ربما هو تحليلات. لكن الواقع هو ما يطلب من سورية. كان المطلوب أولا المشاركة فى حرب العراق فرفضنا. كان المطلوب لاحقا العمل على نزع سلاح الفلسطينيين فى لبنان ونزع سلاح حزب الله وخصوصا فى مرحلة ما بين صدور القرار 1559 واغتيال الرئيس رفيق الحريرى. هذه المرحلة كانت مرحلة مساومات.. بأن سورية تستطيع أن تبقى فى لبنان ولكن عليها أن تقوم بكذا وكذا.
سؤال.. من طلب ذلك… الاميركيون…
السيد الرئيس.. الاميركيون طبعا. المبعوث الدولى تيرى رود لارسن.
البعض من الاوروبيين على شكل وساطات ينقلون لنا رسائل أميركية.
سؤال.. أى ان سورية تستطيع البقاء فى لبنان…
السيد الرئيس.. كان الطرح بهذا المعنى أيضا فى مرحلة أخرى. بعد الحرب كان المطلوب من سورية أن تسوق خريطة الطريق وسورية لم تعارضها.. لكن لم توافق عليها. كانوا يريدون من سورية ان تعطيها الغطاء بأنها عملية جيدة وبأنه طرح جيد. نحن لم نكن مخطئين. على الاقل فى الاتجاه السورى بأنه طرح غير جيد. كان المطلوب منا أن نحاصر حماس.. أن نضرب حماس
هذا هو التغيير المطلوب فى السلوك السورى.
سؤال ..هل سورية مستعدة لتغيير سلوكها…
السيد الرئيس.. لو كنا مستعدين.. كنا قمنا بهذا العمل منذ زمن طويل.
سؤال.. بالنسبة الى الوضع الدولى.. هل الرهان.. اذا كانت الكلمة دقيقة.. على الدور الروسى والصينى.. أثبت جدواه فى مساعدة سورية فى شكل عام…
السيد الرئيس.. فى شكل عام لا يوجد شك. كانت هذه الدول تقف معنا فى المراحل الصعبة فى شكل حازم وواضح. لكن أيضا من ضمن سياسة سورية أن توسع العلاقات مع مختلف الدول. هذه الدول مهمة من خلال عضويتها الدائمة فى مجلس الامن.. لكن أيضا نوسع علاقاتنا مع دول اسيا فى شكل عام ومع دول أميركا اللاتينية.. وهذه العلاقات مهمة الان فى هذه الظروف الدولية التى فيها تفرد أميركى فى قيادة العالم.
سؤال.. تردد أن سورية مستعدة لبذل جهود لاقناع حماس بقبول مبادرة السلام العربية…
السيد الرئيس.. لاوضح هذه النقطة على خلفية القمة المصرية السعودية التى طرحت الطلب من حماس الموافقة على المبادرة العربية. نحن التقينا مع القياديين الموجودين فى سورية.. وتشاورنا معهم.. وسالناهم رأيهم.
أنت تعرف أن حماس كمنظمة.. لديها اعتراضات على المبادرة. هى ترفضها.. ولها اعتراضات على أشياء اخرى كثيرة ربما سورية توافق عليها. لكن نحن كان سؤالنا.. حماس من موقعها فى السلطة كيف ستتعامل مع هذه الطروحات وما هو رأيها… طبعا.. لم نكن نتوقع جوابا عاجلا.. لان هذا الموضوع بحاجة الى حوار وأنت تعرف أن حماس جزء منها موجود فى الخارج
والجزء الاكبر فى الداخل. فلا بد من أن يحصل حوار بين الداخل والخارج.. خصوصا انهم لم يكونوا قد اتخذوا موقفا واضحا تجاه هذا الشىء.
الان نحن ننتظر حوارا داخل حماس حول هذه الطروحات.. لكن من جانب اخر.. الموضوع مطروح على أن حماس غير مرنة. دعنا نطرح سؤالا أولا قبل موضوع المرونة. السؤال البديهى هو على أى أساس نستطيع أن ننصح حماس أو ان نقنعها أو أن نضغط عليها فى موضوع المبادرة العربية والتى لا توافق اسرائيل عليها فى الاساس. عندما ننصح يجب أن يكون لدينا جواب على هذه النقطة. حتى الان لا يوجد لدينا جواب فى سورية. فماذا نقول لحماس… لنفترض أنها وافقت.. المبادرة تعتبر فى حكم الميتة طالما أن الطرف الثانى لا يعتبرها موجودة.. ولن يعتبرها على ما يبدو. نحن نضغط على شىء قد يبدو أحيانا وهميا.. اذا يجب أن نحدد جوابا لهذه النقطة. النقطة الاخرى..حماس فى موقعها الجديد فى السلطة لم تقم حتى الان بالغاء الاتفاقات. وهى طبعا لا تتحمل مسؤولية الاتفاقات الموقعة.. فنحن نعتقد بأن هناك نوعا من المرونة فى موقف حماس حتى الان.. لذلك يجب قبل أن نتحدث عن النصيحة أو الضغط على حماس أن نقيم حوارا. أن نرى ما هو رأى حماس.. ونعطيهم الوقت كى يتحاوروا.. لانهم منظمة ولديهم قواعد قبل أن نبدى رأيا نهائيا فى هذا الموضوع.
سؤال.. لوحظ أن مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان كثير التردد على دمشق… هل حماس هى الموضوع الاساسى فى المحادثات مع سليمان…
السيد الرئيس.. هذا الموضوع كان للتحضير للمواضيع التى ستطرح مع الرئيس مبارك فى القمة.. وكما قلت كان الحوار حول الموضوع الفلسطينى والعراقى وكيف نتحرك عربيا. وخلال زيارتى الى مصر تابعنا الحوار وحضرنا افكارا لهذين الموضوعين.
سؤال.. فهمت ان هناك توافقا بين نائب الرئيس فاروق الشرع وخالد مشعل على عدد من النقاط كأساس لتحرك سورى باتجاه الدول العربية.. فما هى…
السيد الرئيس.. نعم.. طبعا واحدة منها تعتمد على رأى حماس بموضوع المبادرة العربية. لكنها نقطة تعتمد على ماذا تقول حماس هذا أولا.
النقطة الثانية هى موضوع توسيع منظمة التحرير الفلسطينية.. كونها الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى. وبهذه الحالة.. فى حال انضمت حماس وبقية الفصائل الى منظمة التحرير تقل فرص الخلاف بين الجهات المختلفة وتصبح منظمة التحرير الوعاء الذى يجمع كل الاراء الفلسطينية ويأخذ القرار الصحيح.. أو الذى يعتقد الشعب الفلسطينى بأنه صحيح. كما جرى التوافق على دعم الحوار الفلسطينى الفلسطينى والعمل على تشكيل حكومة ائتلاف وطنى.
سؤال..هل تخشون من حرب أهلية فلسطينية…
السيد الرئيس.. نعم.. وهذا الموضوع ليس جديدا.. فقد طرحته عندما بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلى ارييل شارون يتحدث عن غزة أولا. قلت لهم.. هذا مشروع حرب أهلية فلسطينية بمعزل عن الظروف التى كانت ستأتى. لم نكن نعرف أن حماس ستدخل انتخابات ولم نكن نعرف أنها ستفوز. لكن الهدف الاسرائيلى يتطابق مع ما يحصل الان أو يحضر له الان بظروف مختلفة.
ونعتقد بأن بعض الفلسطينيين يقدم لاسرائيل من خلال هذه الصدامات ما لم تحلم به منذ وجودها.
سؤال.. كيف هى علاقتكم مع الرئيس محمود عباس…
السيد الرئيس ..جيدة. ميزة محمود عباس أنه واضح. هناك وضوح وان كنا لا نتفق حول قضايا سياسية. فعلى سبيل المثال سورية لا تزال لديها وجهة نظر بالنسبة الى أوسلو والى عملية السلام على المسار الفلسطينى منذ بداياتها.. لكننا لا نناقش هذه المواضيع. ما يهمنا الان هو وحدة الفلسطينيين قبل هذه الامور.
عندما التقيت بالرئيس محمود عباس فى مناسبات مختلفة فى سورية وفى القمة العربية قلت له.. ما يعنينا هو وحدة الفلسطينيين. وعلى هذا الاساس نتعامل مع الرئيس عباس وهو مرتاح لهذا الشىء.. على ما أعتقد ونحاول ان نقف فى الوسط على مسافة واحدة من الجميع.
سؤال.. هل تخشى سورية من حرب أهلية مفتوحة فى العراق تكون لها جاذبية اقليمية على أبناء الدول المجاورة…
السيد الرئيس.. بكل تأكيد.. نطرح هذا الامر فى شكل مستمر.. خصوصا عندما نشرح للاجانب تأثير التفاعلات التى تأتى على خلفية أشياء من هذا النوع فى العراق بالنسبة الى بقية الدول فى المنطقة التى تتشارك فى البيئة الاجتماعية نفسها سيكون لها تأثير بعيد المدى.. وسورية ستتأثر بكل تأكيد.. فنحن نحذر دائما من هذه النقطة.
سؤال.. هل هناك شىء عملى يتبلور فى الاتصالات بين سورية والسعودية ومصر.. أى تحرك ما لاستعادة العراق…
السيد الرئيس.. الان على الاقل سورية بدأت. ونحن طرحنا مع الاخوان فى السعودية وفى مصر أننا سنتحرك لان اجتماع دول الجوار لم يحقق النتائج المرجوة. طبعا هناك اجتماع مقبل لدول الجوار ستحضره سورية.. لكن بعد ثلاث سنوات.. ماذا حقق هذا الاجتماع… بيانات. البيانات لا تحل مشكلة العراق.. يجب أن تكون هناك أسس معينة نتحرك من خلالها. نلتقى الان مع كثير من الوفود العراقية خصوصا فى شكل غير معلن.. ونأخذ منها الطروحات ونبحث عن شىء مشترك.. وهذا الشىء المشترك يجب أن تقوم الدول العربية المهتمة فى الموضوع بايجاد صيغة سياسية تتوافق مع هذا الطرح المشترك وتوحد العراقيين.. والصيغ السياسية الموجودة الان نسمع هناك الكثير من الاعتراضات عليها.. البعض يعترض على الدستور وعلى أشياء اخرى.. وهناك فئات فى المجتمع العراقى تعتقد بأنها خاسرة ورابحة.. وهناك فئات تعتقد بأنها مظلومة.. هذا شىء خطير بالنسبة الى مستقبل العراق.. بمعزل عن وجود الاحتلال وعدمه. فالى الان علينا ان نوحد هذه الامور.. ونحن نرى فى سورية.. وهذا شىء دائما نضعه كمقدمة فى خطاب سياسى.. أن عروبة العراق هى الاساس.. العراق عربى.. وكل شىء يستند الى هذه العروبة. على سبيل المثال السيد مقتدى الصدر طرح وثيقة تتضمن عددا من المبادىء..
ورأينا أن معظم العراقيين يتفق مع هذه المبادىء . اذا.. علينا أن ننطلق من مثل هذه الطروحات كى نخلق حوارا. فى الوقت ذاته هناك اجتماع كان سيحصل فى الايام المقبلة وأرجىء . كان هناك حوار عراقى عراقى كانت سورية ستشارك فيه. هذه الخطوات نقوم بها الان فى شكل فعلى لتمتين العلاقات مع العراقيين والمساعدة على خلق حوار متين بينهم. هذا مبدئيا.. ولكن هذا الحوار سيحدد ما هى الاليات المقبلة.. لا تستطيع أن تضع رؤية كاملة للمستقبل ولا تمتلك الان سوى معلومات أولية.. لا يوجد لديك شىء واضح تماما.
سؤال.. كان مقررا ان يشارك وزير الخارجية وليد المعلم فى اجتماع الوفاق الوطنى العراقى فى حزيران ويقال الان ان هناك زيارة قريبة منفصلة للوزير الى بغداد… هل هناك اتصالات لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين سورية والعراق…
السيد الرئيس.. بدأنا اتصالات اولا لاعادة العلاقات الديبلوماسية يتبعها تعيين سفير أو فتح سفارة.. ومن ثم هناك حديث باتجاه لقاءات بين الوزراء. طبعا لم نحدد بالتفاصيل المواعيد.. لكن المبدأ مطروح. لا نقول لا للعلاقات الديبلوماسية.. لكن المرحلة ما زالت مبكرة.. لاننا نتحدث الان عن علاقات سياسية ونحن نتطلع لاقامة علاقات ديبلوماسية مع العراق.
سؤال.. لوحظ فى الفترة الاخيرة ان الصدامات بين أجهزة الامن السورية ومجموعات تكفيرية تتزايد. هل لهذه الاشتباكات علاقة بالمناخات فى العراق… هل هذه المجموعات تشبه القاعدة أم ماذا…
السيد الرئيس.. العلاقة مباشرة وفى الصميم مع ما يحصل فى العراق وهذا من التحقيقات وليس تحليلا. بحسب التحقيقات جزء كبير منهم لا يرتبط ب القاعدة ولا يرتبط بأحد. أغلبهم حالات تفاعلت مع الوضع فى العراق والبعض منهم عبر التلفزيون والبعض الاخر ذهب الى هناك وتفاعل أكثر وعاد بفكر مختلف تماما. وأحيانا يخلط هؤلاء بين الكره للاميركى الذى يقتل
العراقى وبين ان يكونوا متطرفين ويخرجون عن دينهم ويذهبون باتجاه التطرف. وهو خروج طبعا عن الدين عندما يتطرف الانسان فى هذا الشكل ويصبح ارهابيا يخرج عن الدين.. فهم يعتقدون بأن الامر واحد وأحيانا يخلطون بين موضوع اخر ثالث وهو انهم يجب ان يقاتلوا كل من ليس مثلهم بالنسبة الى الشعب والى الدول. موضوع القاعدة يطرح وكأن هناك منظمة
لها هيكلية أو كأنها حزب. القاعدة هى تيار فكرى.. وبالتالى أغلب هؤلاء هم عبارة عن مجموعات.. اما أشخاص فى شكل منفرد واما مجموعات صغيرة لا يربط بينها شىء سوى الفكر التكفيرى. وهذا الفكر.. كما قلت.. يتأثر بما يحصل فى العراق.
سؤال.. هل يتلقون مساعدات من جهات معينة…
السيد الرئيس.. لا.. أغلبهم لا. أغلبهم يحاول الحصول على أموال لتمويل عملياته.. لانه يجاهد.. كما يعتقد.. فى سبيل الاسلام.
سؤال ..هل هو أمر مزعج لسورية اذا تبين أن القاعدة عثرت على موطىء قدم لها فى لبنان…
السيد الرئيس.. هذا الشىء اصبح أمرا واقعا.
سؤال ..هناك وجود ل القاعدة فى كل لبنان…
السيد الرئيس.. عندما كانت سورية موجودة فى لبنان كانت القاعدة موجودة فيه.. لكن فى شكل ضيق. وما حصل من أحداث فى منطقة الضنية فى/1998/ دليل واضح على هذا الكلام.
سؤال..هل لدى سورية معلومات عن تزايد نفوذ القاعدة فى لبنان بعد خروج القوات السورية…
السيد الرئيس.. طبعا. بديهى ان نربطه بهذه القضية.. والان كثير من المجموعات التى نطاردها.. جزء منها يفر من سورية الى لبنان لانه الاقرب والاسهل والطرق جبلية.. فلا شك فى أن جزءا من المعلومات الموجودة لدينا يؤكد هذه الحقيقة.
سؤال.. سيادة الرئيس لماذا تأخر الاصلاح فى سورية… هل الاسباب الاقليمية الضاغطة.. من العراق الى وجود شارون فى الحكم فترة طويلة… هل صعوبة تبديل الذهنيات فى سورية…
السيد الرئيس.. من حدد سرعة الاصلاح كى نقول بأنه تأخر. هذا سؤال بديهى. أنا سالت دائما ولم يأتنى أى جواب. ما هى سرعة الاصلاح… الاصلاح هو أن تسير بأقصى سرعة بأقل خسائر.. ويبقى من يقدر هذا الموضوع بالدرجة الاولى هو المسؤول عن الاصلاح.. المسؤول الاكبر فى الدولة. هذا اذا أردنا ان نقول ان الاصلاح بطىء أو سريع. أعتقد بأن هذا النوع من التقييمات هو مضيعة للوقت. بطىء أو سريع.. كل انسان يراه فى شكل ذاتى. المهم.. هل نسير الى الامام أم لا… هذا أولا.. نحن نسير الى الامام بخطوات كبيرة.. والدليل.. أو أحد الادلة الرقمية أولا.. أن النمو فى عام 2000 كان فى حدود الصفر. واليوم.. بحسب تقرير صندوق النقد الدولى.. فان نسبة النمو فى القطاع غير النفطى هى/5ر5/ فى المئة. لولا الاصلاح لما كنا حصلنا على هذا الرقم من الناحية الاقتصادية. لكن علينا أن نحدد أولويات الاصلاح. أولويات الاصلاح بالنسبة الينا كانت دائما الوضع الاقتصادى.. وتركيزنا كله على هذا الاتجاه. الجانب الاخر هل الظروف السياسية تخدمنا… لا انها لا تخدمنا.. لان الظروف السياسية الموجودة لدينا فى سورية وحولها الضغوط التى حصلت خلال السنة الاخيرة والعراقيل الواضحة والمباشرة من أميركا وبعض الدول الاوروبية لعملية الاصلاح فى سورية.. كل هذا يعنى أننا استطعنا أن ننجز
اصلاحا على رغم هذه الظروف.. فكيف لو كان الوضع طبيعيا أو كان هناك دعم دولى واقليمى للاصلاح. الحقيقة لا يوجد دعم وانما توجد عرقلة فى شكل مباشر.. اضافة الى العرقلة التى تحصل من خلال الظروف السياسية المختلفة. الاصلاح فى حاجة الى ابداع.. والابداع لا يمكن ان يكون مع وجود الانغلاق.. والانغلاق هنا يعبر عنه بالتطرف.. التطرف او الارهاب لان
الهامش بينهما قليل. نحن نسير فى عملية الاصلاح.. أما من يحدد السرعة فهو الادوات التى تمتلكها. أنت تسير فى باخرة أو سفينة ولكنك لست الربان الوحيد. السفينة هى المنطقة وهناك الكثير ممن يشاركك فى هذه القيادة داخليا وخارجيا. لذلك عملية الاصلاح ليست عملية تقودها أنت فى شكل مطلق وتسال عنها فى شكل مطلق. يجب أن تأخذ فى الاعتبار كل هذه الظروف المحيطة.
سؤال.. فى ما يتعلق بالخطة الخمسية العاشرة هى أقرت فى البرلمان.. هل يمكن القول ان هذه تمثل رؤية سورية فى السنوات المقبلة سياسيا واقتصاديا…وهل لديكم تفاؤل بأنها ستنفذ فعلا…
السيد الرئيس.. طبعا كتصور بكل تأكيد هى التصور لسورية المستقبلية. لكن امكان التنفيذ يعتمد على الخطط التنفيذية التى ستطرح والتوافق عليها. وأنا شددت فى أحد لقاءاتى الاخيرة مع الحكومة على هذه النقطة. هذا الموضوع يعتمد على امكان خلق حوار بين الجهات المختلفة المعنية بهذا الموضوع فى سورية.. خصوصا الاتحادات والنقابات والمنظمات.. اضافة الى الدولة.. والغرف المختلفة. ربما أحيانا نتفق على مبدأ عام.. لكننا لا نتفق على الالية خصوصا عندما نعرف أن الالية للوصول الى هذا البند تؤثر فى المصالح أحيانا.. أو بمعنى أنها تتطلب القليل من شد الحزام.. وربما يرفض هذا الكلام. لذلك لا يكفى ان نتفاءل بأننا أقررنا الخطة. هذا غير كاف. علينا أن نضع اليات للحوار.
سؤال.. قلتم فى حديثكم الاخير الى ال بى بى اس الاميركية ان الاولويات تغيرت.. والان الاولوية للامن بحكم الظروف الموجودة فى سورية.. الى أى حد يؤثر هذا فى الاصلاح… وماذا يعنى على أرض الواقع…
السيد الرئيس.. أتمنى الا يؤثر.. لكن فى اعتقادى سيؤثر لان الاولويات هى ان تتحرك بأقصى سرعة وبأكثر قوة باتجاه معين. هذا الاتجاه الذى يتحدد يعتمد على شيئين.. الاول.. ما هو امكان الانجاز فى هذا المحور… فمن الطبيعى ان تعطى الاولوية لمحور سهل. والثانى.. ما مدى الالحاح والعجالة.. بمعنى الخطورة. ما هو التأثير الخطر لمحورها. وفى هذا الجانب نقول ان ما يحصل فى سورية من تكرار لعمليات ارهابية وتصدى قوات الامن لها يجعل هذا المحور حرجا وعاجلا تجب معالجته بسرعة وفى شكل أولوى.. ولا أستطيع أن اقول ان هذا المحور هو قبل الاقتصاد وقبل الطعام والوضع المادى للناس. لكن الان اضعه بالتوازى معه.. ما فائدة ان تكون شبعانا اليوم ولكن تجوع غدا.. يجب ان تعيش كى تشبع وتشبع وتعيش لكى تحقق تطويرا فى المجالات الاخرى.. هذا هو المنطقى.
سؤال.. فى الفترة الاخيرة ظهرت مؤشرات فى الخطاب الرسمى السورى حول توافق ما بين العروبة والاسلام…
السيد الرئيس.. عندما تحدثت امام مؤتمر الاحزاب العربية قلت العروبة مرتبطة بالاسلام.. ولا ننسى أن العربية لغة السيد المسيح. بمعنى انها هى التى تربط بين كل الشرائح المختلفة. لكن عندما نرعى العروبة والاسلام فانهما يتكاملان. فبعد استقلال سورية ومعظم الدول العربية كان هناك مخطط غربى لضرب العروبة والاسلام. لذلك يحصل انقسام فى المجتمع.. وتكون هناك اضطرابات تلعب عليها هذه القوى. فالربط بين الموضوعين مهم جدا لخلق استقرار داخل المجتمعات. النقطة الثانية.. هناك بعض من يتحدث عن الاسلام وكأن العروبة غير موجودة. وهذا خطير لان العروبة هى التى تجمع بين مختلف الشرائح الموجودة فى مجتمعاتنا.. سواء دينيا أو طائفيا او قوميا. دائما أقول ان العروبة ليست فكرة شوفينية.. كما يقال او فكرة عنصرية او عرقية. فكرة العروبة هى فكرة حضارية. ما يجمع بين مختلف الفئات ان الاسس التى يرتكز عليها المجتمع العربى هى عروبة واسلام.. فلا بد من ان يكون هذان المحوران مستقرين كى تستقر بقية المحاور.
سؤال.. كيف استقبلت القيادة السورية والسلطة السورية موضوع قيام جبهة الخلاص الوطنى…
السيد الرئيس.. باستخفاف.
سؤال.. لماذا باستخفاف…
السيد الرئيس.. لان أى عمل تغييرى يجب ان يعتمد على الشعب. نحن نعيش فى سورية. أنا أعيش مع الشعب وأعرف تماما كيف ينظر الشعب الى هؤلاء. من يريد أن يقوم بعمل تغييرى ويدعى أنه قادر.. عليه أن يمتلك الشعب أولا. أما عن قيام جبهات فى الخارج.. ودعم دولى.. أو نصف دولى.. فكل هذا الكلام لا قيمة له. هذا الكلام يؤخذ باستهزاء على المستوى الشعبى أيضا.
سؤال.. هل تعتقد بأن جبهة الخلاص الوطنى تحظى بدعم دولى…
السيد الرئيس.. نعم. فى شكل أو فى اخر.
سؤال.. مالى أم سياسى…
السيد الرئيس.. لا أعرف ان كان ماليا. سياسى مبدئيا نعم.. لكن مالى لا أعرف.
سؤال.. هل فوجئتم بأن يكون عبد الحليم خدام طرفا فيها… وهل توقعتم ذلك…
السيد الرئيس.. كلا.. لم نفاجأ. وليس بالضرورة أن نتوقع. الاداء واحد والنهج واحد.. لا يهم ما هو الشكل.
سؤال.. هل العاصفة مرت…
السيد الرئيس.. لا.. نعتقد بأن العاصفة طويلة.
سؤال.. تهديد النظام لا يبدو مقلقا.. او هذا هو الانطباع…
السيد الرئيس.. هناك فارق بين القول ان الهجمة خفت وبين اننا عرفنا كيف نتعامل مع الهجمة. الرؤية السورية فى الاساس كانت واضحة. الامور فى المضمون مستمرة.. لكننا أكثر ثقة بأنفسنا وأكثر قدرة على التعامل مع معطيات جديدة او هجمة جديدة.
سؤال.. طالما أن سورية واثقة من نفسها.. لماذا حصلت الاعتقالات الاخيرة…
السيد الرئيس.. أولا.. عندما نقوم بعمل داخلى يكون توجهنا داخليا. أى عمل نقوم به يكون الداخل هو الذى يعنينا ولا ننظر الى ردود الفعل.. أى موضوع داخلى لا نسمح لاحد بالتدخل به. ثانيا.. لا ننظر الى هذا الموضوع من زاوية اذا كنا نثق بأنفسنا أم لا. وعندما طرح الموضوع.. طرح وكأن النظام خائف.. الواقع لا. الاشخاص نبهوا لان البيان يمس الامن القومى السورى وحصل بالتعاون مع قوى لبنانية معادية لسورية.. فى السر والعلن.. وبالتالى هذا خروج على القانون وخروج على الحالة الوطنية. من الطبيعى ان يطبق عليهم القانون وهم يحاكمون الان فى محاكمة عادية وليست استثنائية.