ثورة اون لاين:
07 تشرين الأول , 2006
الكويت/ سانا
احتلت الاولويات التى تشغل المنطقة العربية المساحة الاكبر من الحديث الذى ادلى به السيد الرئيس بشار الاسد لصحيفة الانباء الكويتية ونشرته يوم السبت وتناول خلاله ايضا بعض الجوانب الداخلية وعلاقات سورية بمحيطها العربى والدولى .
وأكد الرئيس الاسد فى حديثه ضرورة وجود رؤية موحدة لدى العرب ضمانا لمستقبل المنطقة وخاصة بعد التطورات الاخيرة التى حدثت فى المنطقة العربية موضحا أن من اهم الاولويات على الصعيد العربى بعد موضوع العراق وموضوع انتشار الارهاب هو موضوع الاستقرار فالاولوية هى بالدرجة الاولى للاستقرار وهذا مرتبط بالجانب السياسى وبالجانب الامنى لافتا الى أن سورية بدأت تشهد بعض العمليات الارهابية التى كانت قد نسيتها لاكثر من عقد ونصف من الزمن أو ربما عقدين.
وأضاف الرئيس الاسد فى الحديث الذى اجراه بيبى خالد المرزوقى رئيسة تحرير الصحيفة وعدنان خليفة الراشد نائب رئيس التحرير.. ان من الاولوية الاخرى للدول العربية هى الوضع الاقتصادى الذى يتأثر بدوره بالوضع الامنى والسياسى وقال..ان الاقتصاد يتعلق أيضا بموضوع العلاقة العربية ككل لافتا الى أن التجارة العربية مع كل العالم أكثر من التجارة البينية بين الدول العربية وان الشىء الشامل هو الرؤية التى تنطلق أساسا من التضامن العربى.
كما تطرق الرئيس الاسد الى التطور الاجتماعى العربى مشيرا الى أن الظروف التى مرت بها المنطقة العربية على مدى عقود من الزمن أثرت على تطور المجتمع العربى بشكل عام وأن تطور المجتمع ينعكس على اقتصاد أفضل وأداء سياسى أفضل واستقرار أفضل موضحا أن الاولويات مرتبطة ببعضها لكنها تتغير بحسب الظروف ويمكن أن تسير بالتوازى مع بعضها البعض.
وحول موقع سورية بين المعتدلين والمتشددين حسب تصنيف وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قال الرئيس الاسد ان سورية لا تضع نفسها فى معسكرات بل تضع نفسها مع العرب لان البعض حاول أن يصور سورية من خلال هذه المعسكرات بأنها خارج المعسكر العربى موضحا أنه علينا أن نحدد ما هى مصالحنا كعرب .
وأضاف الرئيس الاسد ان مصلحتنا أولا أن نرى من هى الدول التى تحيط بنا والتى تعيش معنا منذ الاف السنين وأن نبنى معها علاقة جيدة.. وثانيا أن نعزز الحوار لا أن نكون وقودا كما حصل فى القرن الماضى مشيرا الى العلاقة القائمة بين سورية وتركيا وهى علاقة أكثر من ممتازة حاليا وتتسم بالصدق قبل كل شىء..الامر الذى انعكس ايجابا على الجانبين اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وفى مختلف المجالات.
وشدد الرئيس الاسد على أن سورية لن تكون فى معسكر من المعسكرات لان أى معسكر هو سيىء ومرفوض معربا عن أمله فى الا ينقسم العرب الى معسكرات بل ان يكونوا عربا.. ورأى ان وجود وجهات نظر أمر جيد ويجب أن نحترمهم مضيفا.. نحن بشر ويوجد نقاط اختلاف بيننا وبالحوار نردم هذا الخلاف.
و فيما يتعلق بالاجتماع بين عدد من وزراء الخارجية العرب و وزيرة الخارجية الاميركية لفت الرئيس الاسد الى عدم قناعة سورية بأن هذه الدول تجتمع لكى تقف فى وجه سورية أو للتامر عليها مؤكدا انه لا يوجد لدى سورية قلق من هذا الموضوع بل بالعكس فهى تتمنى من كل العرب أن يجتمعوا مع أى شخص فى هذا العالم لاننا نتوقع أن يقولوا ما يحقق مصلحة المنطقة بشكل طبيعى.
كما أكد الرئيس الاسد ضرورة وجود مبادرة عربية والابتعاد عن الرسميات فى العلاقة بين الدول العربية بالنظر الى وجود طبيعة اجتماعية واحدة وعقلية متشابهة وقال ..علينا أن نبادر بمستويات مختلفة ولا نقصر العلاقة على المستويات العليا التى لا يمكن أن تحيط بكل العلاقات العربية .
وأشار الرئيس الاسد الى أن الطريقة المتبعة حاليا لمعالجة الضعف فى العلاقات العربية العربية هى اطفاء الحرائق فقط التى ما أن تطفأ احداها حتى تندلع أخرى مؤكدا ضرورة وجود حل اخر بحوار أكثر شمولية ومن نفس المبدأ أى قبول الاختلاف وأن لا يعتبر أى طرف عربى أن عدم القبول برأيه هو رفض له أو رفض لدوره أو لاهميته وهذا الامر يحل بالحوار.
وقال الرئيس الاسد .. يجب أن يكون هناك حوار مستمر وأن يكون هناك عمل عربى مستمر و لقاءات و قمم عربية مستمرة بعيدة عن البيانات وأن يكون هناك أسس لهذه العلاقة سواء بالقمة العربية أو القمم الاستثنائية أو لاى موضوع يطرح .. مؤكدا أهمية وجود استشارات قبل الدعوة لعقد أى قمة عربية بهدف التوصل الى حل .
وحول علاقات سورية مع باقى الدول العربية مقارنة بالعلاقة الممتازة مع تركيا أشار الرئيس الاسد الى أن العلاقات مع تركيا هى الان نموذجية وجاءت فى زمن قصير حيث ان سورية بادرت وكذلك تركيا و رأى الطرفان أنه يجب بناء علاقات جيدة وتم استغلال ذلك بشكل ايجابى مشيرا الى أن سورية لا يمكن أن تقتنع بهذا المبدأ مع تركيا وترفضه مع الدول العربية مؤكدا أن سورية تبنى نفس العلاقة مع الدول العربية ولكن ما يتم بناؤه أحيانا يهدم عن غير قصد ويتوجب بناءه من جديد لذلك تتأخر العلاقة العربية العربية أحيانا.. بينما تنجح العلاقة السورية التركية لان ما بيننا لم يهدم حيث بقينا كل يوم نبنى شيئا جديدا وكل يوم تزداد الثقة رغم كل الظروف التى مررنا بها وقال.. ان تركيا تمر معنا بنفس القضايا من الارهاب الى العراق الى قضية فلسطين .
وبشأن ما يقال بأن لسورية علاقة مع تركيا و ايران أكثر تميزا من بعض الدول العربية قال الرئيس الاسد.. لا يمكن لسورية المعروفة بالعروبة الموجودة فى دم كل مواطن سورى وأحيانا نتهم بأننا عروبيون أكثر من اللازم لا يمكن أن تكون غير عربية موضحا ان المشكلة هى فى الاداء على المستوى السياسى.. أى المسؤول عن ربط العلاقة مشيرا الى ان العلاقات مع تركيا و ايران تقوم على أسس معينة أولها أنهم يقفون مع سورية فى قضاياها وهناك مشاورات مستمرة بين الجانبين وهناك اتفاق فى الرؤية حول القضايا المطروحة من لبنان الى فلسطين الى الارهاب الى العراق وهناك مشاورات وهناك رؤية متشابهة بشكل عام لمستقبل المنطقة لذلك كانت العلاقة مع هاتين الدولتين جيدة .
وفيما يتعلق بمحاولات البعض تصوير سورية وكأنها متشددة وزعيمة المتطرفين قال الرئيس الاسد.. نحن نتشدد فى شىء وحيد هو وضع أسس لان لدينا قناعة فى سورية بأن سبب الوضع العربى هو عدم وضع أسس للعلاقة حيث بنيناها فقط على الجانب الشخصى وهذا خطأ لان الجانب الشخصى مهم لكن لا يحل محل دولة وهذه النقطة مهمة ونحن نريد أن نضع أسسا وهذه الاسس نحن نتشدد بها عدا عن ذلك نحن فعلا براغماتيين والا لماذا لم نتشدد مع كثير من الدول .
وحول علاقة سورية مع أوروبا قال الرئيس الاسد.. ان العلاقة مع أوروبا تتحسن رغم أنه ما زالت هناك خلافات أما علاقتنا مع بقية الدول العربية فهى جيدة مشيرا الى أن سورية لا يمكن أن تخرج عن مصالحها ولا يمكن أن تتنازل عن قضاياها .
وردا على سؤال عن الاسس التى استند اليها فى حديثه لصحيفة البايس الاسبانية من أنه لو عادت مبادرة مدريد فان عملية السلام لن تستمر أكثر من ستة أشهر قال الرئيس الاسد.. لقد افترضنا أننا قطعنا أغلب الشوط فى عملية السلام فى ذلك الوقت وبقيت قضايا أسهل وقد تجاوزنا /80/ بالمئة نظريا وكان تصورنا بأن كل عملية السلام أساسا تحتاج الى سنتين خاصة بعد التوقيع والانسحاب وكان المفروض حتى عملية اتمام السلام والانسحاب لاحقا لا تحتاج الى أكثر من ستة أشهر بفرض أن الطرف الاخر الاسرائيلى صادق فى عملية السلام مشيرا الى أن هذا الرقم يبقى رقما تقديريا فى ظرف مثالى وقد يوقف أحيانا الواحد بالمئة الاخيرة كل العملية .
وفيما يتعلق بوجود مبادرات سلام تجاه الجانب الفلسطينى وعدم وجود مبادرة سلام تجاه سورية أوضح الرئيس الاسد انها لعبة اسرائيلية أميركية قديمة حيث يتم استخدام مسار ضد مسار اخر أو معاقبة طرف اخر بعدم تحريك مساره وهذه وجهة نظر لا نعتبرها ذات قيمة فى سورية مؤكدا أنهم اذا أرادوا سلاما شاملا وخلق الاستقرار فهم بحاجة الى كل الاطراف وقال.. ان سورية لا تحل محل فلسطين ولا لبنان محل سورية فجميعنا مع بعضنا البعض لذلك نقول بالسلام الشامل وعدم العمل من أجل السلام الشامل يدل على عدم الجدية من قبلهم .
وأشار الرئيس الاسد الى ان الطرف الاخر يبحث احيانا عن حركة وهمية تجاه السلام لاسباب داخلية لا علاقة لها بالوصول للسلام الحقيقى.. فهم لديهم وضع داخلى صعب ولديهم فشل فى مواقع أخرى كالعراق وأفغانستان ومشاريعهم التى طرحوها بما يسمونه نشر الديمقراطية ومكافحة الارهاب والحرب الاستباقية و كل هذه العناوين فشلت لذلك هم يبحثون عن نصر ولو كان وهميا ولا نعتقد بأن هناك عملا جديا فى عملية السلام .
ودعا الرئيس الاسد الى ضرورة وجود الارادة والرؤية للسلام وبعدها تأتى الالية لافتا الى أنه عندما لا تتوفر الارادة ولا الرؤية لا قيمة لوجود الالية ولا يمكن أن توجد الية .
وقال الرئيس الاسد .. ان الارادة وعملية السلام تنطلق من طرفين الطرف العربى بشكل عام والطرف الاسرائيلى والراعى الذى يضم الامم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا ودولا أخرى مهتمة واضاف ان الراعى الرئيسى هو الولايات المتحدة لكونها دولة عظمى ولها علاقة خاصة باسرائيل فهى أكثر فعالية ولكن هذا الراعى لا يكفى لانه لا يعرف المنطقة بالتفاصيل وهو بحاجة لمساعدة الاخرين كالاتحاد الاوروبى أو روسيا أو الصين أو أى دولة أخرى لها وزن على المستوى العالمى بالاضافة الى الامم المتحدة.
وبين الرئيس الاسد ان المشكلة مع الادارة الاميركية انها تتحدث عن مبدأ الحرب الاستباقية ولا يمكن أن تكون هناك حرب استباقية مع السلام وهما مبدأان متناقضان موضحا أن المسؤولين الاميركيين ومنهم الرئيس الاميركى و كولن باول قالوا انهم غير مهتمين بعملية السلام فى المدى القريب وهذا يعنى أن الارادة غير موجودة وفى كل الاحوال لا توجد رؤية للسلام ولم يحاورنا أحد حول هذه الرؤية ولذلك فان الحديث عن الاليات لا قيمة له.
وحول ربط بعض الاطراف فى لبنان العلاقة مع سورية بنتائج التحقيق الدولى باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريرى أكد الرئيس الاسد أن سورية لا تربط العلاقة مع لبنان لا بالتحقيق ولا بغيره لافتا الى أنه عندما يتم ربط العلاقة بنتائج التحقيق فهو اتهام لسورية من دون أى دليل وهو خطأ غير مبرر مشيرا الى وجود عقلية ميليشياوية فى لبنان بشكل او باخر وهناك مصالح ضيقة وشخصية توضع امام مصلحة الوطن.
وفيما يتعلق بمزاعم تهريب السلاح الى لبنان من الاراضى السورية أكد الرئيس الاسد أن أى تهريب هو باتجاهين فلا يوجد تهريب باتجاه واحد لان كل من يحتاج سلاح يذهب الى المكان الذى من الممكن أن يشترى منه هذا السلاح وتجار السلاح موجودون فى كل المناطق فهناك تهريب من العراق ..من لبنان بالاتجاهات المختلفة طبعا سلاح وغيره ولا يمكن ضبطه.
ووصف الرئيس الاسد الوضع فى العراق بأنه مأساوى وقال.. ان ما قلناه سابقا للامريكيين يحصل الان.. فقد قلنا لهم انه سيكون هناك مقاومة وفوضى وستدفعون الثمن و ستغرقون و لن يكون هناك حل وستدخلون المنطقة فى فوضى مشيرا الى أن الجميع يعانى بسبب ما يجرى فى العراق داعيا فى الوقت ذاته الى مبادرة عربية تجاه العراق لا تستند الى رؤية مسبقة بل تستند الى رؤية عراقية فى محاولة لرؤية ما هو القاسم المشترك بينها ومن ثم نحاول أن نساعد العراقيين وطبعا يجب أن يكون الحل عراقيا بمساعدة عربية وليس بمعنى حل عربى أى مبادرة عربية لحل عراقى ولكن يجب أن يصاغ هذا الحل بمعزل عن القوى الاخرى.
وقال ان هناك صعوبة تجاه هذا الموضوع لان القوى الموجودة فى العراق وفى مقدمتها القوات الاميركية لن تسمح بهذا الشىء لسبب أو لاخر.
وفيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية والسياسية بين سورية والعراق أشار الرئيس الاسد الى الاتصالات التى جرت بين الجانبين منذ قيام الحكومة الانتقالية وحتى الان ولم تسفر عن شىء بسبب المعارضة الاميركية لافتا الى النتائج الايجابية التى نجمت عن لقاء الرئيس العراقى جلال الطالبانى مع وزير الخارجية السورى ودعوته لزيارة العراق متمنيا أن تتم الزيارة بعد رمضان مؤكدا أن سورية لن تضع شرطا بأن تكون العلاقات الدبلوماسية هى المفتاح لزيارة الوزير المعلم واكد الرئيس الاسد ان سورية لاتبحث عن نفوذ فى العراق وانما تبحث عن دور سورى تقريبى بين العراقيين يعتمد على اسس معينة كاستقلال العراق ووحدة الاراضى العراقية وان يكون لديهم دستورهم المبنى على اسس تناسب العراقيين.
وحول العلاقات الايرانية العراقية أشار الرئيس الاسد الى ان لايران تأثيرا فى العراق وهذا شىء واضح حتى ايران لا تنفيه مؤكدا أنه لا يمكن لاى دولة أن تؤثر فى بلد اخر بمعزل عن شعبه .
وفيما يتعلق بالملف النووى الايرانى أوضح الرئيس الاسد ان ايران موجودة وهى دولة كبرى تؤثر فينا و نحن نتأثر بايران سلبا وايجابا لذلك علينا أن نتعامل مع الواقع فلماذا لا نتحاور معها مشيرا الى ان سورية تنقل للايرانيين ما تراه على الساحة العربية من قلق ولابد من طمأنة العرب فتحرك الايرانيون وزاروا دولا عربية مختلفة ومنها الكويت وطمأنوا بأنه لا يوجد شىء موجه ضد أى دولة ولا يوجد شىء عسكرى لافتا الى انه يجب على العرب ان يقلقوا أكثر من السلاح النووى الاسرائيلى لانه هو المشكلة وهذا السلاح وجد لكى تستخدمه اسرائيل وهم يقولون بأنهم كادوا ان يستخدموه فى عام/1973/ بالرغم من أن الدول العربية فى العام /1973/ لم تستخدم لا سلاح كيميائى ولا أى سلاح دمار شامل بل استخدمت سلاحا عاديا جدا ومع ذلك كانوا على وشك أن يستخدموا السلاح النووى فهذا هو تاريخ اسرائيل لا يجوز أن نقلق من خطر صغير ذى طابع سلمى وننسى الخطر الاكبر .
وفيما يتعلق بالعمليات الارهابية التى شهدتها سورية مؤخرا أشار الرئيس الاسد الى أن هذه العمليات لم تستهدف الدولة بمعنى الدولة ولم يكن المقصود منها لا اسقاط نظام ولا عمل ضد نظام بل كان لدى المنفذين فكر متطرف يعتقدون بأنه يسمى الفكر الاسلامى الصحيح…والحقيقة هم خارجون عن الاسلام مشيرا الى ان الاعتداء الاخير على السفارة الامريكية والذى نفذه سوريون والمحاولة التى سبقتها والتى كانت أيضا للاعتداء على السفارة الامريكية والاعتداء على مبنى الامم المتحدة تبين فى التحقيقات بكل بساطة أن الهدف هو الانتقام لما يحصل فى العراق.
وحول استمرارية التجمع العربى الذى يضم سورية ومصر والسعودية أكد الرئيس الاسد أن هذا اللقاء يجب أن يبقى ولكن ليس بمعنى أن يكون بديلا عن الدول العربية الاخرى مشددا على فاعلية هذه الدول فى قضايا أساسية فى العالم العربى وأن افتراقها يؤثر سلبا على الوضع العربى واقترابها يؤثر ايجابا.
وحول وجود تعاون بين سورية والسعودية فى الجانب الامنى اكد الرئيس الاسد ان هناك تعاونا قويا ومستمرا .
وعما اذا كانت سورية قادرة على رد أى اعتداء اسرائيلى أو خوض حرب مع اسرائيل أكد الرئيس الاسد ان سورية تتوقع عدوانا اسرائيليا فى أى وقت فالكل يعرف أن اسرائيل قوية عسكريا وخلفها الولايات المتحدة مباشرة لذلك يجب أن نبقى مستعدين دائما مشيرا الى ان سورية تدرك ان اسرائيل تخلت عن عملية السلام خاصة مع مجىء حكومة شارون التى كان مجيئها مؤشرا لتخلى اسرائيل عن عملية السلام ككل وأتت الادارة الامريكية الجديدة لتعزز هذه الرؤية لدى سورية بمعنى أنه لن يكون هناك سلام فى المدى المنظور فالشىء الطبيعى أن تتوقع ان لم يكن هناك سلام ربما تأتى الحرب فحالة اللا حرب واللا سلم تعنى اما حربا واما سلما لذلك بدأنا بالاستعداد ضمن امكانياتنا .
وحول الوضع الداخلى فى سورية قال الرئيس الاسد.. أنا دائما أؤمن بالتطوير الحقيقى ولا أؤمن ببعض الجوانب الشكلية للحصول على التصفيق من الخارج هذه قاعدة عامة وأقولها بشكل صريح للمسؤولين الاجانب دائما فأنا لا أبنى اصلاحا على مستوى شخصى ولا يعنينى هذا الموضوع ولذلك عندما يتحدث البعض عن شىء شعبى وغير شعبى أقول نحن لدينا مشروع على مستوى البلد يجب أن يخرج من اطار الشعبية الشخصية.. وهذا الموضوع يخضع لموضوع التطوير بشكل عام .
وأضاف.. لقد قطعنا خطوات خلال السنوات الست الماضية على الرغم من الظروف السياسية التى مررنا بها ومحاولات العزل والحصار التى كانت عائقا كبيرا فى وجه كل أنواع التطوير فى سورية مشيرا فى هذا الصدد الى أن سورية حاولت منذ عام ونصف أن تأتى بشركة أجنبية لتقوم بالتطوير وبعد أن تم الاتفاق مع الشركة قالوا لنا ان الادارة الاميركية اتصلت بهم وقالت لا تذهبوا للتطوير فى سورية فحتى التطوير كان ممنوعا علينا .
وقال00 المهم أن التطوير يجب أن يكون تطويرا شاملا وما قمنا به كنا نقوم به على خطوات أى لا نبنى التطوير على الانتخابات أو على غير الانتخابات مشيرا على سبيل المثال انه سيكون لدينا قريبا فى سورية أول قناة فضائية سياسية واول صحافة سياسية يومية وهذه خطوة من الخطوات وقال.. نحن لم نبدأ بشكل عاجل بدأنا بالتدريج بدأنا خلال عدة سنوات ركزنا بشكل أكبر على القاعدة التشريعية فى سورية بالدرجة الاولى كانت أولويتنا اقتصادية ..الان بدأنا بالتطوير السياسى بعد مؤتمر الحزب فى العام الماضى وأقررنا قانون الاحزاب وأشياء مختلفة موضحا ان الاقرار لا يعنى التنفيذ الفورى نحن أقررنا المبدأ والمبدأ كان غير موجود والان علينا أن نعمل لتحديد ما هو الشكل الذى سنسير به بالنسبة للاحزاب وغيره .
وأضاف الرئيس الاسد.. ان التطوير السياسى مرتبط بنوع الاحزاب وما هى قوانين الانتخاب.. فقوانين الانتخاب فيها قانون مجلس الشعب وهناك قوانين لها علاقة بالادارة المحلية وهناك جانب منها الانتخابات الرئاسية فنحن لا نبحث عن تغيير جزئى بسيط فى شىء معين الكل يجب أن يأتى فى نفس الاطار والان بدأنا نبحث فى موضوع التطوير السياسى بشكل جدى خلال العام الاخير ولكن فى هذا العام تعرضت سورية للهجوم القاسى والحاد ومازلنا ننتقل من معركة الى معركة ولم ننته سواء العدوان فى لبنان أو التهديدات لسورية وموضوع التحقيق الدولى ومحاولة تسييسه ولا شك فى أن هذه الامور أبطأت التطوير فعلى سبيل المثال ما كنا نخطط له خلال ثلاث سنوات احتاج خمس سنوات أو أكثر فى كل المجالات فاذا لا يوجد لدينا مفاجات فى المدى المنظور خلال الاشهر القريبة ونحن نسير ضمن منهجية معينة لا ترتبط بى شخصيا أو بموعد الانتخابات الرئاسية بل ترتبط بمدى التطور فى المجالات المختلفة التى تسير فى سورية .
وعن امكانية صدور قانون الاحزاب قبل الانتخابات قال الرئيس الاسد ..كنا نعتقد أنه سيصدر قبل ذلك لكن الان كلا لانه لن يصدر مجرد قانون نحن بدأنا فى موضوع وضع الفكرة وبعد وضع الفكرة تطرح على النقاش فلا بد أن يكون هناك نقاش واسع فى سورية لان هذا الموضوع لا يخص الحكومة ولا يخص حزب البعث بل يخص القوى السياسية المختلفة فى سورية فلا بد أن يكون هناك نقاش وحوار واعتقد أن هذا الموضوع سيكون أحد المواضيع التى ستخلق نقاشا حادا جدا لان هناك الف صيغة وكل جهة لديها رؤية مختلفة عن الاخرى وبعد أن نخلق هذا النقاش نرى ما هو الحل الوسط أو القاسم المشترك ونصدر قانون الاحزاب بناء عليه .