الحرب الإعلاميّة مجدّداً

 

هل يصحّ أن نسمّيها حرباً إعلاميّة؟ أم حرباً نفسيّة تستغل فيها وسائل الإعلام بكلّ أشكالها كمنصّات للحرب الدعائيّة النفسيّة هذه؟ مهما تكن التّسمية يبقى ذلك النوع من الحروب أساسيّاً في سياق الصراعات والحروب الميدانيّة والاقتصاديّة، كانت قديماً وتطوّرت حديثاً لتأخذ أشكالاً متنوّعة من الشائعات إلى تلفيق الاتهامات وحملات غسيل الأدمغة لتحقيق هدف واحد.. كسب المعركة.
تعرضت سورية منذ بداية الحرب الإرهابيّة عليها، بل قبلها، لطوفان من الأخبار الكاذبة التي سوّقتها منصّات إعلاميّة بعضها على مستوى عالٍ من الحرفيّة، وتوزّعت الأدوار في نقل هذه الأخبار بين إعلام عربيّ تابع وآخر غربي فاعل، ليصبح أيّ صوت مخالف لتلك الأبواق صوتاً نشازاً لا يستسيغه أحد.
وفي سياق الحرب النفسيّة والإعلاميّة ضدّ الدّولة السوريّة، جرى تسويق الإرهاب على أنّه “احتجاج سلميّ” والعمليات الإرهابية بتفجير السّيارات المفخّخة في شوارع دمشق وحلب وحمص وغيرها من المدن السوريّة بأنّه استهداف “للنّظام”، واستيلاء تنظيم داعش الإرهابي على مناطق وبلدات سورية على أنّه “تحرير”.. كلّ هذا حصل ولم يستطع تغيير الواقع.
هي حرب إذاً، وفي الحروب تستخدم جميع وسائل القتل، من الرصاصة إلى الكلمة وقد تكون الكلمة أشدّ فتكاً من الرصاص، وغالباً ما يتمّ استخدام الإعلام للتمهيد الناريّ لمعركة يتمّ حسمها نفسيّاً قبل أن تتحرّك جنازير الدّبابات وتهدر محرّكات الطائرات، وفي سورية يعاد تكرارها رغم أنّها فشلت على مدار عشر سنوات.
وفي الحرب سواء أكانت ميدانيّة أم سياسيّة يكون الاقتصاد، المساحة الأكثر استهدافاً من قبل الأعداء وهذا ما يحصل مع سورية التي تتعرّض لضغوط وعقوبات أميركيّة منذ عقود رغم أنّها لم تكن في حرب عسكريّة مع الولايات المتحدة، أما اليوم وقد احتلت القوات الأميركيّة مناطق سورية في منطقة الجزيرة والتنف وساندت واشنطن تنظيم داعش الإرهابي، فقد أضحت الحرب معها ميدانيّة وسياسيّة واقتصاديّة وحرباً نفسيّة أيضاً.
الحرب النفسيّة تستهدف إرادة السوريين الذين أثبتوا للعالم الذي اجتمع منه أكثر من 100 دولة لمحاربتهم، أن إرادتهم لا تقهر، وأن الحرب التي يخوضونها على أرضهم دفاعاً عنها هي حرب مقدّسة سينتصرون فيها مهما كانت التكاليف.
الحرب الإعلامية هي استكمال للحرب الاقتصاديّة التي تتفاخر بها واشنطن ضدّ السوريين ولقمة عيشهم، وما التفاخر الأميركي وما يرافقه من أخبار وإشاعات تطلقها نفس وسائل الإعلام التي روّجت لتنظيم داعش الإرهابي ضدّ الدولة السورية بكل مفاصلها، سوى مقدّمة وتمهيد ناريّ لحرب جديدة لن نعدم فيها وسيلة المواجهة والتّحدي على المستويين الرسمي والشعبي.

إضاءات- عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو أهال من جبلة لـ"الثورة": افتتاح المجمع الحكومي عودة مبشرة لشريان الخدمات فتح باب الاكتتاب على مقاسم جديدة في حسياء الصناعية