ثورة أون لاين – رامز محفوظ:
في خطوة ليست بغريبة على النظام التركي يتجه الإخواني أردوغان نحو تصعيد الموقف في الداخل التركي وتأزيم الأمور أكثر فأكثر، وتحويل تركيا إلى ساحة بلطجة وإرهاب له ولأتباعه من حزب العدالة والتنمية من خلال تأسيس ميليشيا إرهابية مسلحة موالية له تحت مسمى “حراس الأحياء” على غرار الميليشيات الإرهابية المسلحة التي أنشأها في سورية ودعمها وقدم لها كل أشكال الدعم لتمرير أجنداته الاستعمارية.
اليوم وبعد كل الممارسات القمعية وحملة الاعتقالات التي قام بها أردوغان بحق القاعدة الشعبية التركية العريضة والأصوات الداخلية المعارضة والرافضة لسياسته الخارجية والداخلية، يتجه لتصعيد فريد من نوعه لم يشهد له التاريخ من قبل، من خلال إنشاء ميليشيا إرهابية مهمتها حماية عرشه المهزوز، لإبقائه على سدة الحكم بقوة السلاح وهو ما أكدته المعارضة التركية التي قالت: إن نظام أردوغان يعمل على إنشاء “مليشيات مسلحة” موالية له تحت مسمى “حراس الأحياء”.
أردوغان وبعد كل الصفعات والخيبات التي تلقاها هو ومرتزقته الإرهابيون في الخارج وتحديداً في سورية التي أفشلت كل مشاريعه الإرهابية، وبعد الانتقادات الداخلية اللاذعة لسياسته التي أوصلت تركيا إلى حافة الهاوية، ونتيجة توسع دائرة معارضي سياسته لجأ لفرض هذا المشروع الإرهابي بحق معارضيه، من خلال الإيعاز لأعضاء حزبه لإشهار سلاح البلطجة والضرب بحق معارضيه لتمرير هذا القانون المثير للجدل، الهادف لشرعنة تواجد ميليشيات إرهابية على الأرض التركية مهمتها خدمة مصالح اردوغان الشخصية وممارسة البلطجة والإرهاب بحق معارضي سياسته.
وما تسمى مجموعة “حراس الأحياء” أنشئت قبل أكثر من قرن وهي مرتبطة بوزارة الداخلية التركية وتطورت بشكل كبير بعد محاولة الانقلاب على أردوغان التي وقعت في تموز 2016 ويبلغ عددها حالياً أكثر من 28 ألفاً، ويتضمن القانون الجديد زيادة عددها إلى 200 ألف علما أن تعداد الشرطة التركية يبلغ 250 ألفاً.
صفة البلطجة لا تنطبق على أردوغان وحده وعلى الميليشيا التي عزز نفوذها اليوم، وإنما هي صفة ملازمة لأعضاء حزبه المسمى “العدالة والتنمية” أيضاً، وهذا ما تجسد من خلال اعتداء نواب أردوغان على أعضاء في البرلمان ممثلين للمعارضة أثناء عملية التصويت على القانون اليوم، حيث تعرض أوزغور أوزل نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري لهجوم باللكمات داخل البرلمان على أيدي أعضاء من حزب أردوغان، وأكد أوزل أنه أصيب بكدمات في وجهه نتيجة هجوم نواب حزب العدلة والتنمية الذين مارسوا “بلطجة من نوع خاص” وفق تأكيده، على حين أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن شجاراً نشب بين أعضاء حزب العدالة والتنمية وحليفه الحركة القومية من جهة ونواب حزب الشعب الجمهوري من جهة أخرى وبعدها جاءت محاولة حزب العدالة لمنع المعارضة من حقها في الحديث.
كل هذه المعطيات والدلائل تؤكد أن كل ادعاءات “الديمقراطية” وحقوق الإنسان التي يتبجح بها المأزوم أردوغان بين الفينة والأخرى ليست سوى شعارات براقة ومزاعم فارغة تحوي في محتواها ومضمونها مآرب ومساعي خبيثة هدفها الوحيد والأساسي كم أفواه معارضيه ورضوخهم لسياساته الإجرامية.