ثورة اون لاين – ميساء الجردي :
بحثا عن رؤية جديدة للربط بين مناهج التعليم العالي، ومناهج وزارة التربية لجميع الصفوف، قدم المشاركون في ورشة العمل المشتركة التي أقيمت اليوم تحت عنوان: (ربط البحث العلمي بمحاور وأهداف وخطط التربية) جملة من المقترحات المتعلقة بالبحوث والدراسات المرتبطة بالتربية وعرض الكفايات والمهارات التي يحتاجها المعلم والمدرس ومطابقتها مع مناهج الكليات ذات الصفة التعليمية أو التدريسية، وذلك بهدف صياغة مجموعة من التوصيات للوصول إلى وضع مشروع اتفاقية بين الوزارتين، للمواءمة بين الواقع والمأمول.
وأكد المشاركون في الورشة على ضرورة إيجاد وسيلة لربط العملية التعليمية في كافة مراحلها ضمن سياق واضح ومحدد، وردم الهوة بين ما يُقدم للطالب في المراحل التعليمية التي تسبق الجامعة من معلومات وخبرات وبين ما يتلقاه في المرحلة الجامعية في أي اختصاص يختاره.
وبين وزير التربية السيد عماد موفق العزب للمشاركين ضرورة دراسة نقاط القوة ونقاط الضعف ومعالجة الفجوات في تطوير المناهج بالنسبة للمرحلتين، مشيرا إلى وجود شقين لهذه المسألة، الأولى تتعلق بالكادر التدريسي الذي يحمل خلافا بين التربية والتعليم العالي، والثاني توحيد المسارات بالنسبة للطالب، والذي يسير في المناهج المدرسية وفقا لمسار محدد، ثم يذهب إلى الجامعة بمسارات عديدة.
وأكد السيد الوزير على ضرورة ربط المعارف الموجودة في المسارين للوصول إلى منتج بمواصفات وطنية وعلمية، يملك الخبرات والكفاءة العالية، منوها إلى الانتباه إلى طرائق التفكير في التعليم وأن الامتحان ليس من أجل قياس ما حفظه الطالب في مرحلة معينة، بل هو لقياس المعارف، وعليه لابد من إيجاد حلول مشتركة بين الوزارتين، من خلال ارتكاز الأبحاث ورسائل الماجستير في الكليات الجامعية التعليمية وبخاصة كلية التربية على رصد الواقع ووضع حلول للمشكلات، وإمكانية تطبيق البحوث التي تنتج.
واشار العزب إلى الأسس التي يجب الاعتماد عليها في عملية تأليف الكتب في كل كليات التعليم العالي التعليمية بالاستناد إلى ما أخذه الطالب في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، وضرورة معالجة حالة الضعف لدى بعض الطلبة في مرحلة التعليم العالي الذين بالنهاية سوف يصبحون مدرسين.
وتحدثت الدكتورة زينب زيود عميدة كلية التربية بجامعة دمشق عن جاهزية الكلية للتعاون في تحقيق هذا المشروع، وضرورة العمل ضمن خطة واحدة من خلال المقترحات التي سوف تضعها اللجان المشتركة المختصة بهذا الشأن.
وأشار الدكتور علي الحصري استاذ في كلية التربية بجامعة دمشق: إلى اعادة النظر بمناهج التعليم العالي في كل الكليات بحيث تكون موائمة لمخرجات التربية، ومعرفة من أين ينطلق الطالب في المعلومات وإلى أين يصل، حتى لا يتم تكرار هذه المعلومات، وتصبح العملية التعليمية متكاملة، مبينا أن وضع المناهج عملية متغيرة مع مراحل التطور وبالتالي يجب عدم وضع المعلم ضمن قوالب محددة، بعيدة عن المهارات المعرفية والوظيفية.
الدكتورة عالية الرفاعي من قسم التربية الخاصة بجامعة دمشق بينت أهمية تخريج معلمين لديهم كفاءات عالية في التربية الخاصة، والنظر بالمشكلات المتعلقة بدمج الطلاب المعوقين في المدارس والعمل على حلها على مستوى المدرسين أنفسهم والمدرسة والطلاب الأصحاء، مشيرة إلى أن هذا القسم يخرج في كل عام حوالي 100 طالب.
واقترح الدكتور آصف يوسف من جامعة دمشق أن يشارك أحد منسقي مناهج التربية في تأليف الكتاب الجامعي بحسب الاختصاص، وأن يتم العمل ضمن خطة زمنية وتواريخ معينة لتحقيق الهدف.
هذا وقد تناول المشاركون موضوع المواءمة بين مناهج معلم الصف والمناهج المطورة في الصفوف الأول والثاني والثالث والرابع، مع مراعاة وضع المكتبة المدرسية والتربية البيئية والمشكلات السلوكية والتربية الصحية وكيفية دمج التكنولوجيا بالتعليم، والاهتمام باللغة العربية وطرائق التدريس وغيرها من الكتب والمقررات التي يحصل عليها الطالب في هذه الصفوف الأربعة.