الثورة – جاك وهبه:
شكل معرض دمشق الدولي هذا العام منبراً رئيسياً لعرض الابتكارات العلمية والصناعية السورية، إذ يوفر مساحة للشركات والمخترعين لعرض مشاريعهم والتواصل مع مستثمرين محليين ودوليين، ويتيح التعرف على أحدث التطورات التقنية التي يمكن أن تخدم السوق المحلي وتفتح آفاقاً تصديرية جديدة.
ويأتي المعرض في سياق دعم الدولة للمشاريع الوطنية، وتشجيع الابتكار في المجالات التي تمس حياة المواطنين مباشرة، ولاسيما في قطاعات الغذاء والدواء.
تحديد المعادن
وفي هذا الإطار، عرض الكيميائي والمدرس في كلية الصيدلة بجامعة القلمون عدنان عودة ابتكاره في تطوير طريقة تحليلية لتحديد المعادن الثقيلة في الغذاء والدواء وحليب الأطفال بسرعة ودقة عاليتين باستخدامه الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء.
وأشار في حديث خاص لصحيفة الثورة، إلى أهمية حماية الغذاء، وخصوصاً حليب الأطفال، من الملوثات والمعادن الثقيلة مثل النحاس، الرصاص، الثاليوم، النيكل، الكادميوم، الحديد، المنغنيز والكوبالت، مبيناً أن تراكم هذه المعادن في جسم الإنسان، وخاصة الأطفال، يمكن أن يسبب أضراراً بالكلى والكبد على المدى الطويل.
وقال عودة: “استطعنا تحديد ثمانية عناصر خلال زمن قياسي يبلغ 20 دقيقة، وبِدقة وسرعة متناهية، وهي طريقة سريعة ودقيقة واقتصادية، تخدم القطاعات الخاصة والعامة، وتعتبر رديفة لتقنيات أغلى مثل تقنية الامتصاص الذري، التي تحتاج لكل عنصر حوالي 30 دقيقة، بينما طريقتنا تحلل ثمانية عناصر خلال نفس الوقت”.
إضافات بسيطة
وأشار عودة إلى أن التجهيزات الأساسية التي اعتمد عليها تشمل جهاز الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء، الموجود في بعض المختبرات التحليلية في دمشق وبعض المحافظات السورية، وأن الطريقة الجديدة تعتمد على إضافات بسيطة على الجهاز دون الحاجة لتكاليف باهظة، مما يسهل على أي مختبر تبني التقنية والاستفادة منها، وأضاف: “عمر الاختراع بالضبط أقل من سنة، ونسعى حالياً لترويجه بحيث يستفيد المواطن والجهات المعنية، وإن شاء الله يرى النور قريباً”.
وحول مشاركته في المعرض، أكد عودة أن الإقبال كان كبيراً، مشيراً إلى تفاعل الزوار والشركات الأجنبية مع الابتكار، واهتمامهم بالاستثمار فيه، وقال: “لمسنا في المعرض وجوه جديدة كثيرة من مختلف الجنسيات، وكان لديهم شغف بالمشاريع، وواجهتنا ملاحظات بناءة حول إمكانية الاستثمار، ولكن بالنسبة لي، يجب تأسيس المشروع محليا أولاً حتى يرى النور على أرض الواقع، ثم يمتد لاحقاً إلى بلدان أخرى”.
وأضاف: “المعرض كان فرصة رائعة للقاء المستثمرين مع الكوادر المبدعة، وأتمنى أن نشهد اختراعات أكثر قريباً، وبمساعدة وزارة الاقتصاد والصناعة والمعرض الوطني للإبداع والابتكار، أنا متفائل جداً”.
ويعكس مشروع الكيميائي عدنان عودة أهمية دعم الابتكار العلمي في سوريا، وضرورة الاستثمار في تقنيات تضمن سلامة الغذاء والدواء، مع فتح فرص اقتصادية جديدة على المستوى المحلي والدولي، ليكون معرض دمشق الدولي منصة حقيقية لتطوير المشاريع الوطنية وتعزيز ريادة المخترعين السوريين.