الثورة- نور جوخدار
تعزيز لدور سوريا في محيطها العربي في ظل التحولات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة، شارك وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في أعمال الدورة العادية الـ164 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقدة في مقر الأمانة العامة بالقاهرة.
وأوضح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن الوزراء العرب يقفون إلى جانب دمشق في مواجهة محاولات التقسيم والتدخلات الإسرائيلية، ويدعمون جهودها لإعادة البناء على أسس تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها. كما أكد الوزراء المجتمعون أن استقرار سوريا يمثل “ضرورة استراتيجية عربية ودولية”.
كما تصدرت القضية الفلسطينية جدول الاجتماعات، حيث بحث الوزراء سبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إضافة إلى دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وخطط إعادة الإعمار.
الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط أكد أن اللقاء الوزاري ينعقد في “ظرف عربي و إقليمي ودولي دقيق”، مشيراً إلى أن ما يتعرض له قطاع غزة يمثل “حرب إبادة تستهدف تقويض مشروع الدولة الفلسطينية”.
كما انتقد أبو الغيط قرار الإدارة الأميركية بعدم منح الوفد الفلسطيني تأشيرات لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، معتبراً ذلك مخالفاً للالتزامات الدولية.
وفي السياق ذاته، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن مؤتمر حل الدولتين الذي نظمته السعودية وفرنسا شكّل “صرخة للحق الفلسطيني”، ودعماً لخيار السلام العادل والشامل.
ونوّه إلى أهمية المؤتمر الذي ستنظمه الرياض وباريس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل ما ستشهده هذه الاجتماعات من اعترافات دولية بالدولة الفلسطينية، وشدد على رفض عمان للإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس.
فيما جدد وزير الدولة الإماراتي خليفة بن شاهين المرر، تمسك بلاده باعتبار القضية الفلسطينية “محوراً أساسياً في السياسة الإماراتية”، مؤكداً أن الحل العادل لا يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
كما تناول الاجتماع ملفات السودان ولبنان واليمن وليبيا وسوريا، حيث شدد الوزراء على ضرورة وقف النزيف السوداني وتشكيل حكومة مدنية، ودعم استقرار لبنان ورفض الانتهاكات الإسرائيلية لسيادته.
ويأتي الاجتماع استناداً إلى قرار لمجلس جامعة الدول العربية عام 2021 بتشكيل لجنة وزارية عربية للتحرك والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول لا سيما المؤثرة دولياً.
وكان مجلس جامعة الدول العربية قد انعقد على مستوى المندوبين الدائمين، الاثنين الماضي، لتحضير جدول أعمال وزراء الخارجية.
مشاركة سوريا في هذا الاجتماع الوزاري بعد سنوات من الغياب عكست توجهاً عربياً لإعادة تفعيل التنسيق المشترك، ورسخت قناعة بأن عودتها إلى طاولة القرار العربي ضرورة لا خيار، وأن أي مقاربة جدية للأزمات الإقليمية لن تكون ممكنة من دون دمشق، باعتبار أن استقرارها يشكل ركيزة أساسية لا غنى عنها في منظومة الأمن القومي العربي.