جغرافية الفكر هل اتسعت الهوة بين الشرق والغرب

ثورة أون لاين- يمن سليمان عباس:

هل فكرنا مرة واحدة أن نطرح على أنفسنا السؤال التالي :كيف يفكر الغرب بعيدا عن الكثير من القيم الإنسانية والمباديء ،وبالتالي يقودنا إلى سؤال آخر هل العالم كله يعمل بآلية تفكير واحدة؟
أسئلة لم تكن تطرح سابقا لكنها منذ بداية القرن الحادي والعشرين دخلت حيز السؤال والبحث وانبرى لها باحثون وعلماء نفس واجتماع، وفي رحلة البحث هذه يظهر العالم ريتشارد اي نيسبت في كتابه المهم جدا الذي حمل عنوان
جغرافية الفكر كيف يفكر الغربيون والآسيويون على نحو مختلف ولماذا؟ وقد ترجمه إلى اللغة العربية الاستاذ شوقي جلال وصدر ضمن سلسلة عالم المعرفة وحمل الرقم ٣١٢
بداية يقول المترجم في تقديمه المهم للكتاب :عشنا قرونا نؤمن أن العقل والفكر واحد بين البشر وان منهج التفكير الصحيح أو المنطق واحد في كل زمان ومكان .ورؤيتنا للعالم واحدة وظلت السيادة للفكر الصوري الأرسطوي منذ الإغريق بوصفه القاعدة والمرجعية ثم ظهرت معه ومن بعده مدارس منطقية إضافية إليه دون أن تنفي أو تعدل بعض أسسه ومبادئه .
لكن مع القرن الحادي والعشرين بدأت أخطر ثورة ثقافية كونية الأبعاد والأصداء لاتزال آثارها آخذة في الامتداد والتسارع حتى ليمكن القول: إن الفكر الإنساني يشهد بدايات تحول جذري من حيث الأسس والنطاق والمناهج .
النظرة السريعة تؤكد أن العالم يعيش مرحلة مخاض جذري مرحلة انتقال ولنقل مرحلة فراغ انتقالي من طور إلى طور ،فراغ من تقليد سابق إلى تقليد لاحق هذه المرحلة ساحة تفاعل بين تناقضات جديدة عميقة على الطريق نحو تحول نوعي جديد .
لقد أصبح العالم ساحة صراع فكري ضد السرديات الكبرى على لسان منهج جديد يحمل اسم ما بعد الحداثة.
في ظل هذه المتغيرات يأتي كتاب جغرافية الفكر، والكتاب فريد من نوعه جديد في موضوعه ونتائجه. إنه كما يقول عنه البعض: صفحة انتباه أو دعوة استيقاظ للبشرية كي تصحو من سبات فكري امتد لقرون لتفهم حقيقة جديدة عن الفكر البشري.
يخلص الكتاب إلى فهم نقدي جديد لتحولات عالم بان صغيرا جدا تكثف فيه الزمان والمكان ،عالم تلاشت فيه حدود التباعد والغربة بفضل ثورة الاتصالات ولكنه يلوذ بنفسه وذاته العرقية دفاعا أو خشية من الذوبان أو خشية تلاشي ذات تاريخية هي حصاد تكوينه الاجتماعي أو اساس شعوره بكيانه في الزمان والمكان .
ومع تغيير آليات التفكير يجب تغيير عادات اللغة ورؤية الناس للعالم .
ينطلق الباحث في كتابه وفي الفصل الأول من خلال مقارنة بسيطة يقول:أكثر من بليون نسمة في عالم اليوم يدعون أنهم حملة التراث الفكري لليونان القديمة وأكثر من بليونين هم حملة التقاليد الصينية القديمة .فما الذي يميز مناهج التفكير عن بعضها؟ كيف يفكر حملة تراث اليونان وكيف يفكر حملة تراث الصين؟
ويطرح أسئلة مهمة مثل :لماذا تفوق الصينيون القدامى في الجبر والحساب دون الهندسة التي تفوق فيها الاغريق؟
لماذا من العسير على أبناء الشرق فصل الموضوع عن السياق المحيط به؟
لماذا يتعلم الأطفال في الغرب الأسماء أسرع من الأفعال
بينما في الشرق يتعلم الأطفال الأفعال أسرع من الأسماء؟
يبحث الكتاب في خارطة هذه الأسئلة الكبرى ليكشف في النهاية أن هناك عالما فكريا وثقافيا ومعرفيا ،عوالم لا عالما واحدا يحدد الجسور للوصل بينها.

آخر الأخبار
"أدباء غزة..الشّهداء" مآثر حبرٍ لن يجف تقديم الاعتراضات لنتائج مفاضلة الدراسات العليا غداً  ضخ المياه إلى القصاع وجناين الورد والزبلطاني بعد إصلاح العطل بن فرحان وباراك يبحثان خطوات دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً السلل الغذائية تصل إلى غير مستحقيها في وطى الخان  باللاذقية إجراءات لحماية المواقع الحكومية وتعزيز البنية الرقمية  منطقة حرة في إدلب تدخل حيز التنفيذ لتعزيز التعافي الاقتصادي The NewArab: المواقع النووية الإيرانية لم تتأثر كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية الهجمات الإسرائيلية تؤجل مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين قداح يزود مستشفى درعا الوطني بـ 6 أجهزة غسيل كلى   تعبئة صهاريج الغاز من محطة بانياس لتوزيعها على المحافظات إسرائيل.. وحلم إسقاط النظام الإيراني هل بمقدور إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية؟ الهجوم الإسرائيلي على إيران ويد أميركا الخفية صناعيو الشيخ نجار وباب الهوى يتبادلون الخبرات  وزير المالية من درعا : زيادة قريبة على الرواتب ..  وضع نظام ضريبي مناسب للجميع ودعم ريادة القطاع ال... المبعوث الأميركي يستذكر فظائع الحرس الثوري في سوريا   الحرب بين إسرائيل وإيران.. تحذيرات من مخاطر تسرب إشعاعات نووية     معبر البوكمال يعود: سوريا والعراق يدشنان مرحلة جديدة من الانفتاح التجاري مع استمرار الحرب..  الباحث تركاوي لـ"الثورة": المشتريات النفطية الأكثر تأثراً