الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
بمجرد صدور قرار مجلس جامعة دمشق المتعلق بتحويل النظام الامتحاني لبعض مقررات التعليم المفتوح التي فيها نسب النجاح مرتفعة، من المؤتمت إلى التقليدي، المفترض أن يبدأ تطبيقه اعتبارا من العام الدراسي القادم، ظهرت تعليقات الطلبة وآراؤهم بغزارة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل انتقادات مختلفة، حول غموض القرار والأسباب الكامنة وراءه والتجني على مستقبلهم.
ومن خلال رصد ميداني لرؤية الطلبة حيال هذا القرار نلاحظ حالة من الانزعاج، مفادها أن القرار عام ومطلق ولم يخصص مقررات محددة ، وهذا يفتح المجال لتطبيقه مستقبلا في جميع المواد التي تكون فيها نسب نجاح الطلاب مرتفعة، متسائلين عن سبب انزعاج رئاسة الجامعة من نجاحهم، ولماذا يتم الآن تحويل المقررات وفقا لنسب النجاح وليس وفقا لطبيعة المادة كما كان يصرح سابقا. وهل الغاية من هذا الإجراء هو مصلحة الطالب أم مصلحة الجامعة في زيادة المردود المادي، من خلال إعادة الطالب تسجيل المقررات الراسبة، وما المصلحة العلمية المرتبطة بتخفيض نسب النجاح؟
يرى البعض أن القرار فيه نوع من الظلم للطالب، وبخاصة أن التجربة مع النظام الامتحاني التقليدي أثبتت أنها السبب في التحكم بنجاح الطلاب وسيطرة مزاجية أساتذة الجامعة على علامات الطالب، وسبب مباشر في زيادة مكوث الطالب في الجامعة أو استنفاده.
وفي رده على تعليقات الطلبة يبين الدكتور صبحي البحري النائب الإداري لرئيس جامعة دمشق أن القرار لا يهدف إلى رسوب الطالب، وتغيير النمط الامتحاني هو أمر علمي لا علاقة للطالب به، فهناك حزمة معرفية يتوجب على الطالب أن يحصل عليها خلال فترة دراسته الجامعية، وبالتالي القرار يأتي في إطار حرص الجامعة على رفع السوية العلمية للطلاب، حيث إن شهادة التعليم المفتوح تعادل شهادة التعليم النظامي ويجب ألا يكون هناك فارق كبير بين نسب النجاح في المقررات المتماثلة بين طلاب التعليم النظامي وطلاب التعليم المفتوح.
موضحا أن القبول في هذه الاختصاصات في التعليم النظامي يحتاج إلى علامات مرتفعة جدا بينما في التعليم المفتوح لا يحتاج إلى هذه العلامات ومع ذلك فإن معدلات طلاب النظامي أقل من معدلات المفتوح وذلك بسبب الأسئلة المؤتمتة، والأسئلة المتكررة في دورات امتحانية متتالية، ما يجعل نسب النجاح تفوق الـ90 % وهذا مخالف لقرارات مجلس التعليم العالي إذ لا يجوز أن تتجاوز نسبة النجاح في أي مقرر أكثر من 80% وألا تقل عن 20%.
وأشار النائب الإداري لجامعة دمشق أن القرار جاء نتيجة لكتاب مقدم من قبل النواب العلميين في الكليات التي لديها برامج تعليم مفتوح، وذلك بعد أن ظهرت نسب النجاح في عدد من المقررات مثل إدارة المشروعات والترجمة والمحاسبة والدراسات الدولية والدبلوماسية بشكل تجاوزت التسعين بالمئة أو بلغت المئة بالمئة.
ودعا البحري إلى عدم قلق الطلاب حيال هذا الموضوع حيث إن المادة العلمية هي ذاتها ولن تؤثر طبيعة الامتحان عليها. ومن حقهم الاعتراض في حال كان هناك أي سؤال من خارج الكتاب، حينها يتم حذفه وتوزيع علامته على باقي الأسئلة.
وفي رده حول الموضوع المالي الذي يمكن أن تحصل عليه الجامعة من جراء تخفيض نسب النجاح .. لفت البحري إلى أن الجامعة ليست مؤسسة ربحية وهي لا تجني أموالها من خلال طلبة المفتوح، والمسألة تتعلق بعدم توفر بنك للأسئلة الامتحانية المتعلقة بالمؤتمت وبالتالي أصبحت مكررة، ما يؤثر على السوية العلمية والمعرفية للطالب، وأشار إلى أن عدد الطلاب المسجلين في نظام التعليم المفتوح بجامعة دمشق يصل إلى 30 ألف طالب وطالبة في جميع البرامج.
السابق