ثورة أون لاين – ريم صالح:
منذ الأيام الأولى للحرب الإرهابية على سورية كانت أميركا الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية، ونسجت الروايات الملفقة، واستصدرت الكثير من القرارات الأممية المسيسة، كوسائل ضغط وابتزاز للي ذراع السوريين وتحصيل مكاسب سياسية وإجبارهم على الرضوخ للإملاءات الأمريكية ومشاريعها العدوانية في المنطقة.
ومع دخول ما يسمى قانون “قيصر” العدواني حيز التنفيذ اليوم، يتوهم الأمريكي وهو الخاسر على الطاولة السياسية والمهزوم في الميدان، أن شرعنته غير القانونية وغير الأخلاقية لتلك العقوبات الجائرة ستمكنه من تقزيم انجازات الدولة السورية، وعرقلة تقدم بواسل الجيش العربي السوري، وبالتالي تأخير عملية تحرير التراب السوري من رجس الإرهابيين التكفيريين الذين هم أدوات أمريكا وأذرعها العميلة والمأجورة في سورية.
ولكن السوريين وكما عهدهم التاريخ ما عرفوا يوماً إلا طعم الانتصار، فيما المرارة والخزي دائماً كانت وستبقى مصير وقدر كل من يتربص بهم، أو يتجرأ على استهداف سيادتهم واستقلالهم وكرامتهم ولقمة عيشهم، و” قيصر” الإرهابي رغم كل قساوته التي تزيد من معاناة السوريين سيكون مصيره الفشل المحتوم، كما هو مصير كل المخططات الأميركية الرامية لاستهداف صمود السوريين.
ويبقى السؤال على من تتذاكى الإدارة الأمريكية؟، وعن أي حماية للسوريين تتفلسف بقانونها البلطجي هذا، وهي التي تقتلهم يومياً بإرهابها وعقوباتها الظالمة والجائرة، هذه العقوبات التي تطال حتى حليب الرضع، وأدوية المرضى من العجز والشيوخ؟!
أمريكا أفلست في الميدان، و”قيصر” هو إنعكاس واضح لهذا الفشل، لذلك نراها اليوم تمسك بخنجر عقوباتها لعله يمكنها من تحقيق ما عجزت عنه طوال السنوات الماضية، فهي جربت كل الوسائل والأساليب والسيناريوهات الدنيئة والخبيثة ولم تفلح، جندت التكفيريين وإرهابيي الخوذ البيضاء، وفبركت روايات ومسرحيات هزلية فاضحة عن تلفيقات كيماوية وكذلك لم تفلح، وأعدت مشاريع القرارات المسيسة، وكلها لإجبار الدولة السورية على تقديم التنازلات ولكنها دائماً كانت تعود بخفي حنين.
كما أنها دعمت الفصائل والميليشيات الانفصالية، وأحرقت المحاصيل الزراعية لحرمان السوريين من قمحهم ومحاصيلهم، حاربتهم بقوت يومهم وأجبرتهم على الرحيل من قراهم، ونهبت ثرواتهم النفطية والغازية، كما أنها لم ترحم مرضاهم ممن أصيبوا بجائحة كورونا، فلا هي رفعت عنهم العقوبات، ولا هي أمدتهم بما يلزم من دواء للتصدي لهذا الوباء المتفشي، ومع ذلك كله ارتد كيدها إلى نحرها، وكان مصيرها الدائم والمتواصل الإخفاق تلو الإخفاق.
ويبقى اللافت أن النظام الأمريكي يزعم أن ما يسمى “قيصر” هو المظلة الكفيلة للوصول إلى تسوية سياسية في سورية، متناسياً أنه كان دائماً وأبداً السباق إلى وضع العثرات والمطبات على سكة الحل السياسي بدءاً من جنيف إلى آستنة وسوتشي.
كثيرة هي الاجتماعات واللقاءات والمباحثات الدولية التي عقدت، وكان عنوانها العريض إنهاء الأزمة في سورية سياسياً، ولكن أمريكا لم تكن يوماً في وارد إنهاء الأزمة، وإنما كان همها وشغلها الشاغل محاولة تدمير سورية، واستنزافها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وإذاقة شعبها كل صنوف المرارة، فقط لأنهم متمسكين بسيادتهم، وملتفين حول قيادتهم وجيشهم الأبي.
لا داعي لأن ترغي الولايات المتحدة وتزبد حول شرعنتها “لقيصرها” الإرهابي، فهي وإن حاولت الالتفاف على بعده اللا أخلاقي واللا إنساني، إلا أن هذا لا يمكن أن يخفي حقيقته الشيطانية التي تكمن في التفاصيل ومابين الجزئيات البسيطة.
ما يسمى قانون قيصر هو وجه آخر من أوجه الإرهاب الأمريكي وإن كان هذه المرة بالعباءة الاقتصادية، لتصبح المعركة مباشرة بين قوى الشر والطغيان يتزعمها النظام الأمريكي الإرهابي، وبين سورية وحلفائها على الأرض، لتكون المفاجآت في الخواتيم، فسورية كالعنقاء التي تنهض من الرماد ستتحدى المحن وتهزمها وتخرج منتصرة.